كثير من أولياء الأمور المحبين من أصحاب النوايا الحسنة يسخرون من أبنائهم المراهقين، يتسببون في خجلهم، ينتقدونهم، يلومونهم، يلقون بالإحباط وتبعاته على رؤوسهم، ويقولون أشياء لن يقولوها أبدا لشخص بالغ آخر.
صحيح أن المراهقين مزاجيون وأحيانا غاضبون بشدة، لكن قبل أن تصف طفلك بالغضوب، اسأل نفسك هذا السؤال: هل يحتمل أن أكون أنا سبب هذا الغضب؟
يقول الطبيب النفسي والمؤلف شون جروفر في مقال بعنوان “أمور تفعلها تغضب أبناءك” على موقع سيكولوجي توداي، قبل أن تلقي باللوم على ابنك وتبدأ في شكواه لأصدقائك، اسأل نفسك إذا كنت مذنبا بالجرائم التربوية التالية:
النقد: إن انتقاد أطفالك باستمرار يجعلهم يشعرون بالفشل. كلمات الآباء قوية وتؤثر على هوية المراهق التي تتطور بسرعة كبيرة. قد يتصرف المراهقون بقوة، لكن شعورهم تجاه أنفسهم هش وضعيف للغاية. القاعدة الذهبية: لا تقل أبدا أي شيء لطفلك لا تريد أن يقوله لك أحد.
نصيحة غير مطلوبة: دائما ما تأتي نصيحة غير مرغوب فيها بنتائج عكسية مع المراهقين. خاصة عندما يتم تقديم المشورة بتوجيه يتضمن جملا مثل “أنت بحاجة إلى القيام بذلك..”، أنت كنت مراهقا وتعرف أن المراهقين يقضون معظم حياتهم يقاومون طلبات توجه إليهم من البالغين، لذا فإن نصيحة غير مرغوب فيها من المرجح أن تزيد من التحدي وتقلل من الثقة.
المقارنة: هل تستمتع أنت أو أي شخص آخر تعرفه بإجراء مقارنة سلبية مع الآخرين؟ إذا بدأت جملة “لماذا لا تكون مثل..” تأكد من أنك تؤذي ابنك فقط. وغالبا ما يكون هذا الأذى هو السبب في غضب المراهقين من آبائهم. يشعر العديد منهم أنهم يتعرضون للهجوم عندما يقارنهم آباؤهم بأقرانهم أو إخوتهم. كما أنه يؤثر سلبيا على علاقات الأصدقاء والأخوة ويزيد من التوتر العاطفي.
دور الضحية: الأبوة أو الأمومة ليسا أمرا سهلا، لذا لا تجعل هوايتك الشكوى من أبنائك للآخرين، لا ترثي حالك كأب لأصدقائك وأقاربك داخل منزلك وخارجه، هذه الصفة السلبية تضعف سلطتك بوصفك والدا وتولد بيئة سامة. ولأنه يوم لك ويوم عليك، اعرف أنه حينما تشكو ابنك، فسوف يشتكي ابنك منك، وهذا طريق مسدود للجميع.
تضخيم الذات: التفاخر بنفسك أمام ابنك يرسل له رسالة محيرة مفادها “يجب أن تكون مثلي”. ولكن المراهقين معروفون برغبتهم الشديدة في الانفصال والتميز عن أبويهم، لا يريدون أن يكونوا مثلك، إنهم يريدون تكوين هوية فريدة خاصة بهم، لذا توقف عن قول الجملة التي تبدأ بـ”عندما كنت في عمرك..” لأن هذه الجملة وما على شاكلتها تنقل الغطرسة والشعور بانعدام الأمن.
قدّر أبناءك بالشكل الذي هم عليه بالفعل وليس بالشكل الذي تريدهم أن يكونوا عليه (غيتي)
قدّر أبناءك بالشكل الذي هم عليه بالفعل وليس بالشكل الذي تريدهم أن يكونوا عليه (غيتي)
وسائل الأبوة الحقة
في مقابل الخمسة أفعال التي لا يجب أن تقوم بها مع ابنك المراهق كي لا تجعل منه إنسانا غاضبا طيلة الوقت، عليك استخدام ثلاث وسائل لن تخذلك بالتأكيد أثناء ممارسة مهامك الأبوية التي تستلزم بعضا من السلطة وكثيرا من التفهم والاحترام.
أن تستمع أكثر مما تتحدث: الاستماع هو أساس فن التحاور مع الأبناء والنجاح في فتح قنوات التواصل معهم. المراهقون الذين يشعرون أن آباءهم يستمعون ويقدرون آراءهم أكثر تعاونا وأقل تحديا.
جرب هذا الاقتراح البسيط: استمع إلى ابنك دون الحكم عليه، دون تقديم نصيحة لم يطلبها، ودون إقحام خبرتك الذاتية في الموضوع. ثم راقب عن كثب ردود فعل طفلك. الاحتمال الأكيد أنه سيلجأ إليك في المرة القادمة حينما يود الحديث عن أمر يشغله، على الأقل أنت ضمنت معرفة الاتجاه الذي يفكر فيه ابنك، وأنه لن يلجأ لآخرين لا تعرف عنهم شيئا إذا أراد مشاركة أفكاره مع شخص ما.
أن تعتز بهم وتقدرهم: قدر أبناءك بالشكل الذي هم عليه بالفعل وليس بالشكل الذي تريدهم أن يكونوا عليه. الأطفال يشتهون الاهتمام بغض النظر عن مدى معارضتهم، فإنهم يريدون بشدة موافقة والديهم عما يفعلونه. ابحث عن وسيلة لتسليط الضوء على نقاط القوة لدى طفلك. وإذا فشل ابنك في أمر ما، فلا تعلق بقولك “لقد أخبرتك بذلك”.
اعلان
يشعر المراهقون بالسوء الكافي عندما يفشلون في تحقيق أمر أرادوه بشدة، هم ليسوا بحاجة لرفض الوالدين لإضافته إلى أعبائهم. ابذل قصارى جهدك للثناء على جهود ابنك بغض النظر عن النتيجة، وسوف يقلل ذلك من مستويات التوتر لديه ويزيد من احترامه لذاته.
السلوك المتوارث: يستوعب الأطفال طريقة والديهم في التواصل ويتشربون عاداتهم. إذا كنت غير صبور، فمن المرجح أن يكون طفلك متسرعا. إذا كنت شخصا غاضبا سيصبح ابنك في النهاية كذلك. لذا كن الشخص الذي تريده أن يكون ابنك.
تعليقات
إرسال تعليق