واتّصف العنف المدرسي بسماتٍ عديدة تبعاً للتعريفات التي ضمّنها التربويون والسلوكيون للمفهوم، ويمكنُ استعراض بعضُ هذه السّمات بناءً على التعريفات الموضّحة لها فيما يلي:
تعريف دوبايكي: يُعرّف دوبايكي العنف المدرسي بأنّه تسلسلٌ يبدأ بضعف وازع الحياء واحترام الذات يُنتج سلوكاتٍ تخريبيّة أو أنماطاً من التهديد والعراك، وربّما قد تؤدي إلى القتل ليعكس جانباً من انحطاط البيئة التربويّة وأجزائها.
تعريف تبداني خديجة: فيما عرّف خديجة وآخرون العنف المدرسيّ بأنّه أحد مظاهر الشذوذ المدرسي الناتج من عدم التكيُّف في بيئة المدرسة، وتنتج عنه سلوكاتٌ تسلُّطيُّة تتمثّل بتعدّي أحد مكوّنات البيئة المدرسيّة من العناصر البشريّة على العناصر الأخرى الحيّة أو الماديّة أو الممتلكات.
تعريف العريني: ويرى العريني أنّ العنف المدرسي مجموعةٌ من السُّلوكات والتصرّفات التي تصدر عن تلميذٍ لتحقيق مصلحةٍ أو بهدف إلحاق الأذى بأحد زملائه، أو معلميه أو بيئته المدرسيّة أو الممتلكات الماديّة.
ويمكن إجمالُ جميع هذه التعريفات بتعريفٍ شمولي للعنف المدرسي بأنّه أي سلوك يصدر عن تلميذٍ داخل الوسط المدرسي أو البيئة التربوية؛ بهدف إلحاق الأذى بأحد زملائه، أو معلميه، أو ممتلكات المؤسسة التربوية، عبر استخدام القوة البدنيّة، أو التسلُّط بصورةٍ مباشرة، أو غير مباشرة بدافعٍ فردي أو جماعي.
صور العنف المدرسي تتنوّع صور العنف المدرسي وأشكاله في أنماطٍ مختلفةٍ من الشدّة والأذى منها:
العقاب البدني: إذ يسعى بعض المعلمين إلى استخدام سلطتهم وإنفاذ أحكامهم بإيقاع العقوبة البدنيّة بحقّ الطلبة؛ لتقصيرهم في أمر دراسي أو تربوي، أو لفضّ النزاعات أو لغيرها من الأسباب.
قد يعجبك ايضا
التمرُّد على المؤسسة التربويّة: ويظهر التمرد في سلوك الأفراد ضمن نطاق المؤسسة التربوية رفضاً لأنظمة المؤسسة التربوية، وتعنتاً في إنفاذها. المشاجرات والعنف الطلابي. تخريب الممتلكات والاعتداء على المرافق.
الاعتداءات الجنسيّة.
الترويج للتدخين والمخدرات والمؤثرات العقلية.
أسباب العنف المدرسي أمّا أسباب العنف المدرسي فمتنوعة تتمثل في:
ضعف البيئة المدرسية وافتقارها للمرافق المناسبة.
عدم إدراك حاجات الطلبة ومستلزماتهم وضعف القدرة على تلبيتها في المؤسسة التربوية.
تدني الخبرة في الاستراتيجيات والأساليب الحديثة للتواصل مع الطلبة، واللجوء إلى العنف لفض الخلافات بينهم، أو إيقاع العقوبات بحقهم.
ضعف شخصيّة المعلم ومزاجيته، وما يترتب عليه من سوء اتصالٍ وتعامل مع المراحل العمريّة والاحتياجات الطلابية.
ضعف الخبرة والدراية بأساليب تحديد الفروق الفردية والتعامل معها.
علاج العنف المدرسي
يجدر بالمؤسسة التربوية تبني منهجٍ أخلاقي شامل يتّقي العنف قبل وقوعه في البيئة التربوية، أو يقلل من تكراره ويحدُّ منه، بصورة لا تجعلهُ يظهرُ كظاهرةٍ داخل أسوار المدرسة أو في الوسط المحيط، ويبدأ ذلك بتنمية القيم الدينيّة عند الطلبة وتعزيز الأخلاق وغرس المبادئ الصالحة، وإثارة قيم الإيثار والتّسامح والرّفق في نفوس الطلبة، وإرشادهم إلى السلوكيات الصحيحة والمهارات المستحبّة في الحوار، وحلّ المشكلات والتواصل، كما يجدر بالمؤسسة التربوية تركيز الانتباه وتعزيز الرقابة لسلوكيات الطلبة وانفعالاتهم، وأنماط تفاعلاتهم فيما بينهم وبين البيئة التربوية ككل.
تعليقات
إرسال تعليق