يكرس الشخص المتصنع جل طاقاته "لتقمص" شخصية ليست شخصيته، اعتقادا منه أن هذا الأمر سيسهل عليه طرق النجاح، فيبدأ بتقليد تصرفات الآخرين الذين يرى أنهم ناجحون، لكن هذا التقليد يكون منفرا لدرجة واضحة، كونه عبارة عن تصنع تصرفات، وربما حركات لا تنتمي له، وإنما يقوم بها فقط ليصل لنجاح من يقلدهم حسب اعتقاده.
يحمل الشخص المتصنع عددا من الصفات التي تميزه عن غيره، ونظرا لأهمية التعرف على هذه الفئة، حتى نحسن التعامل معها.. نستعرض بعضا من تلك الصفات فيما يلي:
- الشخص المتصنع يتصف بالغرور الشديد: على الرغم من غرابة هذا الأمر، فالمنطق يقول إن الشخص المتصنع يرى نفسه أقل من غيره، ولهذا يسعى لتقليد الآخرين، إلا أنه في الواقع تبين أن الشخص المتصنع يمتلئ بالغرور. عندما يجتمع الشخص المتصنع مع مجموعة من الناس، فإنه يلعب دور "طاووس المجموعة"؛ حيث يكون الأكثر كلاما والأعلى صوتا ليس للتعبير عن غضبه، وإنما فقط ليقنع نفسه بأنه الأكثر علما ومعرفة من الجميع. تفسير هذا الأمر أن الشخص المتصنع يحاول إقناع غيره بأنه يظهر صفاته الحقيقية على الرغم من أنه في الواقع يكون ينسخها عن غيره. محاولات الإقناع تلك، ونظرا لتكرارها مرة بعد أخرى تجعل الشخص المتصنع نفسه يقتنع بأنه يقول الصدق ويتصرف على هذا الأساس. لكن لو تمكنا من الدخول لأعماقه سنجد بأن ثقته بنفسه متدنية إلى حد كبير وأنه يسعى للاختفاء وراء الصفات التي يقلدها لإخفاء ضعفه هذا.
- الشخص المتصنع كثير الانتقاد لغيره: يميل الشخص المتصنع في كثير من الأوقات لانتقاد من حوله خصوصا الناجحين منهم بشكل يسهل ملاحظته. فالشخص المتصنع وليبدو بمظهر بارز يقوم بتوجيه انتقادات لاذعة لأشخاص يندر انتقادهم نظرا لنجاحاتهم الكبيرة التي تتحدث عنهم. باختصار فالشخص المتصنع يسعى بكل طاقاته لإزالة الأضواء عن غيره مهما كانت إنجازاتهم وتوجيهها نحوه بأي شكل من الأشكال حتى لو وجه انتقادات شديدة وظالمة لغيره.
- يسعى الشخص المتصنع لإخفاء مشاعره أيا كانت: لا يعرف الشخص المتصنع كيفية التعامل مع مشاعره وأحاسيسه، لذا يقوم بإخفائها عن طريق إظهار العدوانية تجاه معظم الناس اعتقادا منه أن هذا يظهر قوة شخصيته أمامهم. لا يعبر الشخص المتصنع عن مشاعره كونه يراها غير مهمة نظرا لقناعته أنه ولكي يحصل على ما يريد يجب أن يكون مستعدا لأن يكذب وينافق، فالمهم النتيجة بغض النظر عن الوسيلة الموصلة لها. ولهذا فمن الشائع أن نرى الشخص المتصنع ينافق أمام أحد الأشخاص، ويتحدث عنه بأسوأ الصفات حال غيابه.
الغد
تعليقات
إرسال تعليق