الصراخ الغاضب من الحالات التي مرت على كل منا، فالجميع لا بد وأن مر مرات عدة بمواقف أدت لصراخه بغضب تجاه تصرف معين، حسب ما ذكر موقع "LifeHack".
على الرغم من أن الصراخ يعد حالة شائعة بين الناس، إلا أن هذا لا ينفي أن كلا منا كان مخطئا بصراخه، فالصراخ يضر بأي علاقة تربطنا بالآخرين. فعلى سبيل المثال، نجد أن من يتعرض لصراخ أحد الأشخاص قد يستجيب لطلبه في لحظتها لإنهاء غضبه، لكن وبعد أن تنتهي موجة الغضب سيقوم من واجه الصراخ بإعادة شريط الأحداث في ذهنه مما قد يسبب له ألما كبيرا. وفي الوقت نفسه قد يعيد الشخص الغاضب الشريط نفسه ولينتهي به الأمر إلى شعور متعب بالندم.
فعلى سبيل المثال، قد تصرخ الأم على طفلها ليقوم بإعادة ألعابه إلى مكانهم الصحيح، وهو بدوره قد يستجيب لها، لكن بعد أن تنتهي موجة غضبها ستكتشف أن صراخها لم يغير شيء في سلوك الطفل، بل بالعكس قد يزيده سوءا.
عندما يتعامل المرء بالصراخ في كل مشكلة تواجهه، فإنه يمارس الاستبداد العاطفي بالشخص الآخر، بمعنى أنه يسعى للسيطرة عليه عن طريق الصراخ لإنهاء المشكلة بتفوقه. لكن، وكما ذكرت منذ قليل، فإن أي نجاح للصراخ يكون مؤقتا يحدث بالبداية ثم لا يكاد أن يتبخر ليحل مكانه شرخ متفاوت العمق بالعلاقة التي تربط المرء بمن صرخ عليه.
ولكي نمنع الآثار السلبية المترتبة على الصراخ، علينا أن نتعرف على الدوافع التي تجعل المرء يلجأ للصراخ عند الغضب:
- ضعف مهارات التكيف مع البيئة المحيطة:
يلجأ العديدون للصراخ كأسلوب للتعامل مع الموقف الذي أزعجهم، ويحدث هذا نظرا لعدم امتلاكهم مهارات تكيف صحيحة. لذا، يجب على المرء المعتاد على الصراخ أن يسعى لاكتساب مهارات بديلة للتعامل مع المواقف التي تعترضه نظرا للآثار السلبية الكبيرة للصراخ على الطرفين.
- فقدان السيطرة: قد يلجأ المرء للصراخ لو شعر بأنه يفقد سيطرته على الموقف وشعر بالإجهاد من الأفكار المتلاحقة التي تدور في ذهنه ولم يعد مسيطرا عليها. وبالتالي فإن المرء يلجأ للصراخ لاستعادة سيطرته على الموقف وقد يشعر بالفعل باستعادة تلك السيطرة، لكن هذا يكون شعورا مؤقتا ليس إلا كون معظم المشاكل لا يمكن أن تحل بالصراخ.
- الميل للعنف: بعض الناس يتصفون بأنهم أكثر من غيرهم ميلا للعنف، مما يعني أن صراخهم قد يتطور لاشتباك بالأيدي؛ حيث إنك لن تجد اشتباكا بدنيا لم يسبقه جولة من الصراخ الحاد والغاضب. وبالتالي لو أن شخصا لا تعرفه جيدا قام بالصراخ عليك نتيجة لخلاف معين، فعليك أن تبقى حذرا ومستعدا خوفا من تطور الأمر إلى اشتباك بالأيدي.
- مهارات اكتسبت من خلال التعود: بعض الأشخاص يلجؤون للصراخ نظرا لنشأتهم في بيوت كانوا يتعاملون بهذا الأسلوب، ومن هنا يتبين لنا أحد مضار التنشئة غير الصحية للطفل، فشخصيته تكون بمرحلة التشكل ويصعب بعد اكتمال تشكلها أن يتم تغييرها.
- الشعور بالإهمال: يلجأ المرء للصراخ عندما يشعر بأن الطرف الآخر لا يستمع أصلا لكلامه، مما يجعله يكرر كلامه أكثر من مرة، وعندما يتكرر تجاهل ما يقول فإنه يلجأ للصراخ للتعبير عن نفسه. هذا الأمر غالبا ما يحدث مع الوالدين، فعندما تقوم الأم مثلا بتوجيه طفلها للقيام بشيء معين ولا يستمع لها حتى بعد أن تكرر كلامها فإنها تلجأ للصراخ عليه. لكن هذا التصرف يؤدي لخوف الطفل وتكون له آثار جانبية كثيرة قد تستمر معه طوال حياته، علما بأن بعض الدراسات أثبتت أن الإساءة اللفظية التي يتعرض لها الطفل توازي من حيث ضررها الإساءة البدنية له.
ننتقل الآن للحديث عن أساليب التعامل مع الشخص الذي يصرخ بغضب علينا:
- الحفاظ على الهدوء: تذكر دائما أن من يقوم بالصراخ عليك فإن هذا ناتج عن ضعف وخلل معين به هو لا أنت، هو من يعاني ضعفا بمهارات التواصل والتكيف مع الأحداث ويلجأ للصراخ لتغطية هذا الضعف. لذا لو تجاوبت بحدة مع صراخه فإن النقاش لن يزداد إلا سوءا.
- ارجع خطوة ذهنية للوراء وحلل الموقف: قبل القيام بأي ردة فعل، حاول أن تستعيد بذهنك الحديث الذي أدى لصراخه ومن ثم حلل الأمر لتصل إلى رد الفعل المناسب، فغالبا الرد المتسرع لا يكون هو الأفضل بهكذا أمور.
- لا توافق الشخص الغاضب على قوله لتهدئة الموقف: الموافقة بغرض إنهاء الموضوع سيشجع الشخص الغاضب على اللجوء للصراخ في كل مرة يختلف معك. حاول أن تنهي الموضوع بهدوء وعن طريق تغيير مجرى الحديث قدر الإمكان.
الغد
تعليقات
إرسال تعليق