الاستراتيجيات العشر للتحكم بالشعوب – نعوم تشومسكي
The strategy of distraction 1 / إستراتجية الإلهاء أو التسلية :
” حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية ، اجعلوه مفتونا بمسائل لا لأهمية حقيقية لها “.
هذه المقتطفات من كتيب أو دليل ” الأسلحة الصامتة لخوض حرب باردة ” هي التي جعلت شومسكي يرى بأن وظيفة وسائل الإعلام هي الهاء الجماهير على الوصول إلى معلومات حول القضايا الهامة و التغيرات التي تقررها النخب السياسية و الاقتصادية عن طريق وسائل الترفيه المختلفة و التي تروج لمصالح الفئات المسيطرة في المجتمع كما تقول النظرية النقدية قي دراسة الاتصال.
و منه فان ما تقدمه وسائل الإعلام حسب هذا المقتطف هو عبارة عن ” الهاء الناس عن البحث عن الحقيقة” فمن خلال الثقافة الجماهيرية التي تقوم وسائل الترفيه بنشرها ينجح أصحاب النفوذ السياسي و الاقتصادي في تحقيق أهدافهم .
2 / استراتجية افتعال المشاكل و تقديم الحلول:
Create problems , then offer solution
هذه الإستراتجية التي تسمى ” المشكلة ، التفاعل ، الحل ” أريد أن أربطها بفكرة أن محتوى وسائل الإعلام هو كبناء لغوي من الرموز التي يتم اختيارها بعناية من بين الإطار المرجعي لفكرة الصفوة المهيمنة و أهدافها ، حيث يتم التفكير في افتعال مشكلة لكي تصير حديث الناس في المجتمع و نشرها عن طريق مضامين وسائل الإعلام حتى يندفع الجمهور ليطلب حلا لها مثل العنف و الأزمات الاقتصادية و هنا تتحرك آلة النفوذ من أجل تقديم الحلول المبرمجة مسبقا و هكذا تثبيت شعار ” الهيمنة”.
The gradual strategy ـ3/ إستراتجية التدرج
وهنا نأخذ فكرة ” النيوليبرالية “ التي صاحبتها معدلات البطالة الهائلة و الهشاشة في البنية التحتية للمجتمع ، و التي لو لم يتم تمريرها تدريجيا و على مراحل في سنوات متعددة للجمهور لأحدثت ثورة عند الناس .
فالجمهور عنيد يقاوم جهود المنتجين في وسائل الإعلام الذين يفرضون خبراتهم عليه
من خلال المحتوى و لهذا إستراتجية التدرج إستراتجية ناجعة في تقبل فكرة ما من عدمه.
The strategy of distraction 4ـ /إستراتجية التأجيل
هذه الإستراتجية تتلاعب بالوقت بشكل جيد حيث تفرض على الجمهور بأن يعتقد بكل سذاجة كما قال شومسكي أن” كل شيء سيكون أفضل غدا ” و هكذا تقوم وسائل الإعلام بتمرير قرارات مؤجل تنفيذها حتى يحين الوقت و يعتاد الجمهور عليها.
5/ مخاطبة الجمهور على أنهم أطفال:
Go to the public as a little child
في هذه الإستراتجية يرى شومسكي أنه كلما كان الهدف تضليل المشاهد إلا و تم اعتماد لغة صبيانية عن طريق الإعلانات و الملصقات التي تستعمل في الأصل لغة صبيانية هي في الأصل لغة لأطفال مازالوا يعيشون مرحلة النمو العقلي و الفكري و هكذا يكون رد فعل البالغين كرد أطفال صغار لأن وسائل الإعلام غرست فيهم ذلك.
6/ مخاطبة العاطفة بدل العقل :
Use the emotional side more then the reflection
إن الأمر الذي لا شك فيه هو أن العاطفة تتغلب على العقل في كثير من الأحيان عند العديد من البشر وهذا ما تستفيد من وسائل الإعلام من خلال أسلوبها الكلاسيكي في استخدام سلاح العاطفة من خلال التحدث عن الانتماء أو الدين أو العادات التي يمتلك الناس التزاما عميقا اتجاهها ، فيدخل الأفراد في حالة من اللاوعي و عدم التفكير إذا ما تم التعدي على أي من هذه المعتقدات التي تثير عندهم المخاوف و الانفعالات .
7/ إغراق الجمهور في الجهل و الغباء:
Keep the public in ignorance and mediocrity
وهذه الإستراتجية هي شكل من أشكال تعزيز علاقات اللامساواة و القهر التي يعتمد عليها النظام الاقتصادي الرأسمالي حيث تهدف إلى إبقاء الجمهور غافلا عن التقنيات و الاستراتجيات التي تستعمل من أجل السيطرة عليه و تبدأ هذه الإستراتجية من نوعية التعليم التي تقدمها المدارس الحكومية و التي يدرس فيها أبناء العامة .
8/ تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة :
To encourage the public to complacent with mediocrity
و هنا وسائل الإعلام هي المسئولة بشكل كبير على تدهور مستوى الذوق الثقافي العام و العامل المحفز على ارتكاب الجريمة و العنف و الشذوذ الجنسي و تدهور الملكات الفردية و الغباء و الابتذال و الجهل إلا أنها تشجع الجمهور على التعامل مع كل هذا و القبول به.
9/ تحويل مشاعر التمرد إلى الإحساس بالذنب :
Self_blame strengthen
غرس مشاعر الذنب و التعاسة في الناس حيث تقوم وسائل الإعلام بتمرير مجموعة من الرموز التي تدفع الفرد إلى الاعتقاد بأنه المسئول عن عدم حصوله على فرص في النظام الاقتصادي العام بسبب عدم توفره على المؤهلات التي تسمح له بذلك ، فينغلق على نفسه بدلا من أن يثور على النظام الاقتصادي.
10/ معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لأنفسهم :
Getting to know the individual better than know themselves
مع تطور الوسائل التكنولوجية و تطور مجال العلوم أصبح أبناء الصفوة و النخب الحاكمة الذين تحصلوا على معرفة عالية المستوى في علم الأعصاب و النفس و في مختلف العلوم الإنسانية يتحكمون بالأفراد في المجتمع بشكل أكبر ، حيث يتحكمون بمعلومات تجعلهم يتعرفون على الأشخاص أكثر من معرفتهم لذواتهم
في هذا المقال استند عالم اللسانيات و المفكر الأمريكي ناعوم شومسكي على
” وثيقة سرية للغاية” يعود تاريخها إلى ماي 1979 و تم العثور عليها سنة 1986 عن عن طريق الصدفة ، تحمل عنوانا مثيرا :
(silent weapons for quiet war)
” الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة ” و هي عبارة عن كتيب أو دليل للتحكم في البشر و المجتمعات ، و يرجح المختصون أنها تعود إلى بعض دوائر النفوذ العالمي التي عادة ما تجمع كبار الساسة و الرأسماليين و الخبراء في مختلف المجالات .
و في هذا المقال ” استراتجيات التحكم و التوجيه و التضليل العشر “ يضعنا شومسكي أمام طرق ذكية تعتمدها دوائر النفوذ في العالم عبر وسائل الإعلام من أجل التلاعب بجموع الناس و توجيه سلوكهم و السيطرة على أفعالهم و تفكيرهم في مختلف بلدان العالم .
تعليقات
إرسال تعليق