تعتبر سمنة الارداف من أكثر المشاكل التي تؤرق المرأة، وتقول اختصاصية التغذية نورا الطيارة إن المرأة يمكن أن تتغلب على هذه المشكلة بسهولة، إذ إن هناك وسائل طبيعية فعالة لإنقاص الوزن الزائد والتخلص من الدهون وخاصة المتركزة في منطقة الأرداف, ومن هذه الوسائل تناول الفجل الأبيض الذي يأتي في مقدمة الأغذية الخاصة ببرامج إنقاص الوزن الزائد.
وتقول الطيارة بأنه ثبت غنى الفجل بالألياف، ما يسهل عملية حرق السعرات الحرارية وإذابة الدهون الزائدة والتخلص منها, وبالتالي إنقاص الوزن الزائد، فالخضراوات الورقية بصفة عامة سواء كانت طازجة أو مسلوقة أو مطبوخة تلعب دورا فعالا في حل هذه المشكلة. ويجب ألا تقل نسبة الخضراوات التي تتناولها المرأة في وجبتها الغذائية يوميا عن25 أو35% مع مراعاة أن يمثل الفجل الأبيض الجزء الأكبر من هذه النسبة.
وأظهرت دراسة بين النساء دامت 25 عاما واستكملت مؤخرا أن اللواتي يتمتعن بمؤخرة وأرداف كبيرة اقل احتمالا للإصابة بـ: النوبات القلبية، السكري، وأمراض الشرايين. كذلك هناك دليل على أن المؤخرة والأفخاذ الكبيرة تحمي المرأة من هشاشة العظام والذبحة الصدرية. وعامة فإن النساء اللواتي يبلغ قطر الحوض لديهن 40.5 بوصة أو أكثر يتعرضن للأمراض بمعدل أقل من النحيفات. ولا تعني الدراسة أن الدهون مفيدة، إذ إن النساء اللواتي يبدو مظهرهن "كالتفاحة" وتتراكم الدهون حول المعدة لديهن هن الأكثر احتمالا للوفاة المبكرة بسبب المشاكل الصحية. ويعتقد أن السبب وراء ذلك ينجم عن طرق مختلفة تستند إلى معالجة الجسم للترسبات الدهنية في أجزاء مختلفة من الجسم. ففي النساء اللواتي تتراكم الدهون لديهن حول المعدة، تتحلل هذه الدهون وتنتقل مع الدم مسببة مشاكل صحية مثل مرض القلب. أما الدهون حول المؤخرة والأفخاذ فلا تتحلل بنفس الطريقة، ولذا فإن من المعتقد أنها لا تسبب أضرارا صحية كتلك الدهون الموجودة حول المعدة.
ويقول الدكتور محمد صادق اختصاصي طب الأسرة بأن جسم المرأة قد يساعد في الكشف عن إمكانية تعرضها للإصابة بمرض السكري. وقال إن استعداد المصابات بالسمنة في الجزء العلوي من أجسامهم، أي فوق منطقة الخصر، للإصابة بالسكري، يكون شبه تام، في حين لا يوجد نفس هذا الاستعداد عند اللاتي يعانين من سمنة الجزء السفلي من الجسم.
ولإثبات ذلك، قام الباحثون في جامعة ويسكونسن الأميركية، بدراسة طويلة أجريت على مدار ست سنوات، شاركت فيها 52 سيدة، تم تقسيمهن إلى ثلاث مجموعات، تألفت إحداها من 25 سيدة يعانين جميعهن من السمنة في أعلى الجسم، أو ما يعرف بشكل التفاحة، والمجموعة الثانية من 18 سيدة مصابات بالبدانة في أسفل الجسم، وهي تعرف بشكل الكمثرى، أما المجموعة الثالثة فكانت محايدة، وتكونت من تسع سيدات من ذوات الوزن الطبيعي.
ولاحظ الباحثون في نهاية الدراسة، أن أعراض مرض السكري ظهرت على جميع السيدات في المجموعة الأولى بينما لم تصب بالمرض أي من السيدات في المجموعتين الثانية أو الثالثة، ما يشير إلى أن فرصة المرأة المصابة ببدانة فوق مستوى الخصر، تزيد على تلك التي تتمتع بوزن طبيعي أو تلك التي تعاني من بدانة المنطقة السفلية من الجسم أو تحت مستوى الخصر، بثماني مرات.
وقال الباحثون إن البدانة والوراثة تلعبان الدور الأكبر في إصابة الشخص بالسكري، ولكن بإمكان الشخص حماية نفسه من الإصابة بالسكري حتى وإن انحدر من عائلة كل أفرادها مصابون بالمرض، بأن يحافظ على وزن يقل بحوالي 10 بالمائة عن الوزن المثالي.
ولاحظ الباحثون في دراستهم التي سجلتها المجلة التنفسية الأوروبية، أن زيادة أوزان المشاركين على مدى ثماني سنوات سببت انخفاضات كبيرة في الحجم الرئوى، وكانت هذه الانخفاضات أعلى بين الرجال ممن عانوا من وزن مفرط في بداية الدراسة واكتسبوا المزيد من الوزن أثناء فترة المتابعة، وعند الأشخاص الذين عانوا من الكرش.
أوضحوا أن تراكم الدهون في منطقة البطن يؤثر سلبيا على تمدد الحجاب الحاجز والتمدد الكامل للرئتين خلال التنفس، وقد يتسبب في تعطيل الوظائف الرئوية، وخاصة عند الرجال الأكثر عرضة لتكون الكرش، بينما تترسب الدهون الزائدة عند النساء في الأوراك والأرداف. ويرى الباحثون أن هذه التأثيرات رجعية ويمكن تفاديها بإزالة الدهون وتخفيف الوزن، مشيرين إلى أن الرئتين من أكثر الأعضاء الحيوية تأثرا بالبدانة.
تعليقات
إرسال تعليق