للأجسام رائحة طبيعية يعرفها الفرد، لكن بعض الروائح التي تصدر عن الجسم تكون قوية، وبخاصة بعد تناول أطعمة معينة مثل البصل والثوم، والتي...
للأجسام رائحة طبيعية يعرفها الفرد، لكن بعض الروائح التي تصدر عن الجسم تكون قوية، وبخاصة بعد تناول أطعمة معينة مثل البصل والثوم، والتي يمكن التخلص منها بتفريش الأسنان أو رش العطر، لكن في حالات أخرى هناك روائح معينة لا تذهب ببساطة حتى لو أخذت حماما، بل هي مؤشر على وجود علة ما في الجسم وصحته، ومرتبطة بمشكلة مخفية وأكثرها شيوعا:
- رائحة أنفاس قريبة من الفاكهة: هي أحد أعراض مرض السكري، ومن مضاعفات حُماضَ الكيتوني للسكري (Diabetic Ketoacidosis)، نتيجة انخفاض الأنسولين في الجسم وارتفاع نسبة السكر في الدم، بحسب د. روبرت غاباي المسؤول الطبي في مركز جوسلين للسكر في بوسطن؛ حيث يتسبب الارتفاع الحاد في نسبة السكر (Hyperglecemia) في الدم، الناتجة عن هذه العمليات، في خروج الماء من خلايا الجسم وإفرازه عن طريق الكلى في البول.
وكلما استمرت هذه العملية، تتطور حالة من الجفاف (Dehydration)، مع تراكم أجسام كيتونية حامضية، فإن الدم يصبح أكثر حامضية، بحيث إنه مع الوقت يصبح الشخص الذي يعاني من هذه الظاهرة، أكثر حلاوة، أكثر جفافا وأكثر حامضية.
وهذا الوضع، من وجود الحامض الكيتوني، إذا لم تتم معالجته، قد يعرض حياة المريض للخطر، والأعراض المرافقة لهذه الحالة يصاحبها علامات؛ جفاف، غثيان، التقيؤ، آلام في البطن، الخمول ونقص في حالة الوعي. مع تراكم الكيتونات، تفوح من فم المريض رائحة الأسيتون دلالة على وجود حُماض.
وما يحدث للجسم هو أنه يغدو غير قادر على إنتاج الطاقة، التي يحتاجها ليعمل بشكل صحيح، لذا يقوم بتحطيم الأحماض الدهنية ليحصل على وقوده، ما يؤدي إلى إنشاء بنية تصل المواد الكيميائية الحمضية التي تعرف بالكيتونات في الدم وهي نوع من الأحماض، ما ينتج عنه رائحة غريبة، وألم في البطن، وتوصي الجمعية الأميركية للسكري بمراجعة الطبيب، للعمل على تعويض السوائل المفقودة وإعادة مستويات السكر لوضعها الطبيعي مع علاج للأنسولين.
- رائحة أقدام قوية: مرتبطة بأعراض القدم الرياضي، هي أشبه بالرائحة التي تصدر عن الأحذية الرياضية بعد تمرين طويل، ومرتبطة بالفطريات، وبخاصة أن لاحظت جلدا جافا، ومتقشرا إلى جانب أصابع محمرة وبثور، وفقا للرابطة الأميركية للعناية بالقدم، وانبعاث رائحة كريهة من القدمين ناجم عن مزيج من البكتيريا والفطريات التي تنمو أخمض القدمين بشكل مفرط في المناطق الرطبة، وتسبب التهابات للنسيج الخلوي وعدوى بكتيريا في حال لم تعالج، فتظهر بعض الأعراض على المنطقة المصابة؛ كالحكة والحرقة، وهنا تحدث الالتهابات وتظهر الأعراض الواضحة على شكل احمرار وتورم في المنطقة المصابة، ويصبح لون الجلد أبيض وذا قشور، خصوصا إذا بقيت القدم رطبة أو حشرت في حذاء ضيق، وهنا تنمو البكتيريا، وتبدأ رائحة القدمين السيئة بالانتشار، ويمكن أن تنتشر هذه الفطريات إلى أصابع القدم أو الأظافر.
العلاج من مثل هذه الأعراض عبارة عن رذاذ مضاد فطري، لا يحتاج لوصفة طبية مثلا، لوتريمين أو تيناكتين، وإن استمرت المشكلة بعد أسبوعين يستدعي مراجعة الطبيب، والوصول لعلاج أفضل.
وأعراض القدم الرياضي، التي يمكن لأن تلتقط عدواها في الصالات الرياضية، ويمكنك حماية نفسك عبر ارتداء أحذية في غرفة خلع الملابس، لأن الفطريات تميل للنمو في بيئات رطبة، وبخاصة أن ممارستهم للنشاط الرياضي بصورة أكبر تساعد على ارتفاع حرارة الأرجل وزيادة نسبة الرطوبة فيها، وهذا الجو هو الأكثر ملاءمة لنمو الفطريات وتكاثرها.
وعادة ما تظهر هذه الفطريات على جلد القدم بشكل حلقات دائرية، ويمكن أن تنتقل الإصابة بسهولة من شخص إلى آخر، ومع أن اسم المرض مرتبط بالقدم، إلا أنه قد يصيب أماكن أخرى من جسم الإنسان؛ مثل المنطقة التي تقع بين الفخذين، وتحت الثديين، وتنمو الفطريات في الصيف مع درجات الحرارة والرطوبة العالية، ويذكر أن ارتداء الأحذية المغلقة لمدة طويلة من الزمن يجعل هذه الأحذية بيئة مثالية لتكاثر الفطريات.
- رائحة قوية عند الذهاب للحمام:هي أحد أعراض عدم القدرة على تحمل اللاكتوز، فحين تعجز الأمعاء الصغيرة عن إفراز ما يكفي من انزيم يعرف باللاكتوز لا يقدر الجسم على هضمه وهو سكر متوفر في منتجات الألبان، ومن هنا فإن الأمعاء الصغيرة، توجه اللاكتوز مباشرة للقولون، بدلا من مجرى الدم، حيث تخمر البكتيريا في القناة الهضمية، ويسبب برازا ذا رائحة مزعجة وانتفاخا وغازات برائحة.
وعدم القدرة على تحمل اللاكتوز مشكلة شائعة لدى 65 % من الناس، الذين يواجهون صعوبة في هضم منتجات الألبان، وفق معهد الصحة الوطني، ويسبب ذلك رد فعل مثل تقلصات مؤلمة في المعدة وغثيان وإسهال وقيء ورائحة وغازات عند الإخراج والتي تختلف من شخص لآخر، ويمكن حل المشكلة بمتابعة الطبيب حيث يشخص المشكلة التي ربما ترتبط بداء كرون ومشاكل معوية، وسيعمل الطبيب على تحديد كميات اللاكتوز التي تتناولها كل يوم وربما تناول Lactaid pill حبوب اللاكتاد، التي تعمل على تحفيز انزيم اللاكتاز وستسمح لك بهضم منتجات الألبان في غضون 45 دقيقة.
أما رائحة البول القوية، فترتبط بعدوى المسالك البولية والتهاباتها UTIs وتلك الرائحة هي نتجية مادة كيميائية، بعد دخول البكتيريا في المسالك البولية، وتتكاثر في المثانة والنساء أكثر إصابة من الرجال.
- رائحة أنفاس كريهة: ترتبط بأعراض التوقف عن التنفس خلال النوم، فجهازك التنفسي قد يطلق رائحة حتى لو كنت تنظف أسنانك كل ليلة قبل الخلود للنوم وبانتظام، وهي ترتبط باضطرابات تسبب توقف التنفس أو تقطعه بمجرد الخلود للنوم. ويسبب الشخير المفرط أحيانا نتيجة التنفس عبر الفم طيلة الليل، ما يجعل الفم جافا جدا، وهو سبب إطلاق أنفاس كريهة، لأنه يسمح للبكتيريا بالتكاثر بسهولة أكبر، وبعضها يطلق غازات السلفور التي تشبه رائحة البيض الفاسد.
وقد تستبعد الأسباب الأخرى لرائحة النفس الكريهة وبخاصة أولئك الذين يعانون من النعاس طيلة النهار، ويتطلب منهم تحديد موعد من الطبيب، لأنها تدل على مشاكل في توقف النفس أثناء النوم، وترتبط بشكل أكبر لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وقد يوصي الطبيب بقناع يحسن من التنفس، ويساعد الأنف والفم على إبقاء قنوات التنفس مفتوحة خلال النوم .
تعليقات
إرسال تعليق