الأم نبع من الحب والحنان، فالأمهات لا ينقطع حنانهنّ وحبهنّ لعائلتهن، لكن لكل أمّ طريقتها في إظهار هذا الحنان والحب والعطاء المتواصل، كما لكل أم صفة تطبعها في تعاملها مع أبنائها.
هناك دراسة تبين أن الأمهات يختلفن باختلاف طباعهن وأمزجتهن ورؤيتهنّ للحياة، وباختلاف الظروف أيضا. إذ هناك الأم القلقة المضطربة، التي تراقب كل تفاصيل حياة أبنائها بتدقيق مفرط. وهناك الأم التي تعشق الموضة والجلوس في المقاهي الفاخرة، وتوجد الأم التي تراقب أطفالها بلا انقطاع، وهناك الأم المهملة، إلى غير ذلك من الطباع والأمزحة.
في هذا الشأن يبين الأسري أحمد عبد الله بأن الأمهات يختلف بعضهن عن بعض، فالأم "الصديقة الحميمة"، عادة ما تكون هذه الأم صغيرة في العمر، تحتفظ بسمات ومشاعر الشباب، وتحرص عادة على الظهور بملابس قريبة من ملابس ابنتها لتكون صديقة لها، كما تحرص على التنويع في الملابس والتردد على مراكز التجميل.
تقول فرح قاسم بأن أمها هي أقرب الأشخاص إليها، فهي لا تشعر بأنها والدتها، فأمها صديقة وحميمة، وتسهر دوما على مصالحها، وهي قريبة منها حتى في ملابسها وأفكارها.
لكن الأسري عبد الله يقول إن سلبية هذه الأم أنها "دائمة الإصرار على عدم إخفاء أي شيء على بناتها"، ما يجعلها "مزعجة" لهنّ في فترة المراهقة على الخصوص، لِما لهذه الفترة من خصوصية.
في حين يبين خليل عيسى (16 عاما) أن أمه تسيطر في المنزل على كل شاردة وواردة تخصه وتخص إخوته، على حد وصفه، فهي مثلا حريصة على مراقبة ما يقومون به على جهاز الكمبيوتر، وما يفعلونه على الفيسبوك، وعلى الهاتف، وتحرص على التعرف على جميع أصدقائهم وعائلاتهم.
ويبين عبد الله أيضا أن هذا النوع من الأمهات يصنف ضمن نمط بـ "الأم الحوامة"، وهي الأم التي تسيطر عليها غرائز الأمومة، فهي تراقب أنشطة أطفالها عن كثب، على الفيسبوك، مثلا، وتتنظر بسيارتها أمام بوابة مدرسة ابنها أو ابنتها المراهقين حتى تضمن عدم ذهابهما لأي مكان.
وتحب هذه الأم أن تخطط تفاصيل يوم طفلها، ويسعدها أن تخطط لمستقبله أيضا، ويبدأ خوفها وانشغالها على طفلها منذ لحظة ولادته.
وهناك "الأم المتنمرة" التي تتحدث عنها التربوية رولا أبو بكر، وهي الأم التي تحرص على أن يكون أطفالها "منمقين"، يرتدون الملابس الأنيقة ويعرفون كيفية العزف على الكمان، والتحدث بلغة ثانية، أو ثالثة، خلال سنوات ما قبل المدرسة.
وفي هذا السياق تتحدث أبو بكر عن كتاب قرأته عن "الأم المتنمرة"، ألفته الدكتورة آمي تشوا، الأستاذة بجامعة ييل، وهي أميركية من أصل صيني، جسدت فيه شخصية هذا النوع من الأمهات في هذا الكتاب وعنوانه "ترنيمة معارك الأم المتنمرة".
وتتصف هذه الأم، حسب الأستاذة آمي تشوا، بأسلوب القسر والصرامة في تربية أطفالها، وفي الغرب يسمى هذا النوع من الأمهات بـ"الأم المرعبة"، وهي على النقيض تماما من الأم الفوضوية التي تهتم بأسلوب التربية غير السلطوي، فتكون القواعد الصارمة أمرا محظورا في بيتها.
وتوضح بأن الأم الفوضوية تفضل أن يكتشف أطفالها الأمور بأنفسهم، وتكون الفوضى الخلاقة هي المهيمنة في المنزل. ويمكن للأطفال فعل أي شيء يريدونه.
واليوم، وبعد الضغط المادي والظروف الاقتصادية الصعبة، ظهر نوع جديد من الأمهات، وهي "الأم المعيلة". عن هذا النوع من الأمهات يبيّن خبير الاقتصاد حسام عايش، أن هذا النوع من الأمهات لم يكن موجودا إلا في الغرب، لكن اليوم، ومع صعوبة الظروف الاقتصادية صار هذا النوع من الأمهات موجودا وبشكل كبير في الأردن. فالأم المعيلة تكون في ذات الوقت أمّا وأبا لطفلها، رغم عملها خارج البيت، ويتعلم أبناؤها كيف يعتمدون على أنفسهم في سن مبكرة.
وفي المقابل يبين عبد الله أن هناك أمهات خاملات: الأم الخاملة لا تستوعب احتياجات الطفل، فلا تتأثر ولا تبدي أي اهتمام بقدرة الطفل وأحاسيسه وتحصيله، وغالبا ما يكون طفلها ذا كفاءة متوسطة، ولا يستطيع التكيف مع المجتمع.
وأما الأم المهمومة فهي الأم التي تعمل طوال الوقت في المنزل، فتعاني الشقاء والتعب، وهي دائما مشغولة بعملها، فلا تعطي لطفلها الحب والرعاية الكافية، ما يجعله قليل الكفاءة لا يتسم بالجدية، ويجد صعوبة كبيرة في التكيف مع المجتمع.
في حين يكثر الحديث عن الأم المتسطلة في المجتمعات العربية، وفي شأنها يقول اختصاصي علم النفس د. محمد مصالحة بأن هذه الأم كثيرة الأوامر، ولا تفهم ولا تقدر قدرات الطفل وإمكاناته، وغالبا ما يكون طفلها على قدر من الكفاءة والجدارة من الناحية العاطفية، ولكن يغلب عليه طابع الخجل وعدم النضوج العاطفي.
أما الأم المثالية فهي التي تتصف بروح المبادرة، وتمنح الطفل فرصة للمبادرة، ولا تتدخل إلا في إعطائه النصيحة والإرشاد. وفي هذا الصدد يقول عبد الله إن هذه الأم تربي طفلا عظيما، ذا كفاءة عالية، مرِِنا خلاقا، وينمو ويتحرك بسهولة، ويحل مشاكل بنفسه.
ويبين اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع بأن الأم هي مصدر الطاقة المجتمعية، وهي المسؤولة عن اللبنة الأولى في المجتمع، أي الأسرة. ويؤكد أن على الأم أن تكون أقرب للمثالية، وأن تعرف كيف تتعامل مع الجيل الجديد الذي يصعب فهمه في أيامنا لكثرة العوامل التي تتشابك في حياته، وكثرة الطرق التربوية التي تفرض عليه.
هناك دراسة تبين أن الأمهات يختلفن باختلاف طباعهن وأمزجتهن ورؤيتهنّ للحياة، وباختلاف الظروف أيضا. إذ هناك الأم القلقة المضطربة، التي تراقب كل تفاصيل حياة أبنائها بتدقيق مفرط. وهناك الأم التي تعشق الموضة والجلوس في المقاهي الفاخرة، وتوجد الأم التي تراقب أطفالها بلا انقطاع، وهناك الأم المهملة، إلى غير ذلك من الطباع والأمزحة.
في هذا الشأن يبين الأسري أحمد عبد الله بأن الأمهات يختلف بعضهن عن بعض، فالأم "الصديقة الحميمة"، عادة ما تكون هذه الأم صغيرة في العمر، تحتفظ بسمات ومشاعر الشباب، وتحرص عادة على الظهور بملابس قريبة من ملابس ابنتها لتكون صديقة لها، كما تحرص على التنويع في الملابس والتردد على مراكز التجميل.
تقول فرح قاسم بأن أمها هي أقرب الأشخاص إليها، فهي لا تشعر بأنها والدتها، فأمها صديقة وحميمة، وتسهر دوما على مصالحها، وهي قريبة منها حتى في ملابسها وأفكارها.
لكن الأسري عبد الله يقول إن سلبية هذه الأم أنها "دائمة الإصرار على عدم إخفاء أي شيء على بناتها"، ما يجعلها "مزعجة" لهنّ في فترة المراهقة على الخصوص، لِما لهذه الفترة من خصوصية.
في حين يبين خليل عيسى (16 عاما) أن أمه تسيطر في المنزل على كل شاردة وواردة تخصه وتخص إخوته، على حد وصفه، فهي مثلا حريصة على مراقبة ما يقومون به على جهاز الكمبيوتر، وما يفعلونه على الفيسبوك، وعلى الهاتف، وتحرص على التعرف على جميع أصدقائهم وعائلاتهم.
ويبين عبد الله أيضا أن هذا النوع من الأمهات يصنف ضمن نمط بـ "الأم الحوامة"، وهي الأم التي تسيطر عليها غرائز الأمومة، فهي تراقب أنشطة أطفالها عن كثب، على الفيسبوك، مثلا، وتتنظر بسيارتها أمام بوابة مدرسة ابنها أو ابنتها المراهقين حتى تضمن عدم ذهابهما لأي مكان.
وتحب هذه الأم أن تخطط تفاصيل يوم طفلها، ويسعدها أن تخطط لمستقبله أيضا، ويبدأ خوفها وانشغالها على طفلها منذ لحظة ولادته.
وهناك "الأم المتنمرة" التي تتحدث عنها التربوية رولا أبو بكر، وهي الأم التي تحرص على أن يكون أطفالها "منمقين"، يرتدون الملابس الأنيقة ويعرفون كيفية العزف على الكمان، والتحدث بلغة ثانية، أو ثالثة، خلال سنوات ما قبل المدرسة.
وفي هذا السياق تتحدث أبو بكر عن كتاب قرأته عن "الأم المتنمرة"، ألفته الدكتورة آمي تشوا، الأستاذة بجامعة ييل، وهي أميركية من أصل صيني، جسدت فيه شخصية هذا النوع من الأمهات في هذا الكتاب وعنوانه "ترنيمة معارك الأم المتنمرة".
وتتصف هذه الأم، حسب الأستاذة آمي تشوا، بأسلوب القسر والصرامة في تربية أطفالها، وفي الغرب يسمى هذا النوع من الأمهات بـ"الأم المرعبة"، وهي على النقيض تماما من الأم الفوضوية التي تهتم بأسلوب التربية غير السلطوي، فتكون القواعد الصارمة أمرا محظورا في بيتها.
وتوضح بأن الأم الفوضوية تفضل أن يكتشف أطفالها الأمور بأنفسهم، وتكون الفوضى الخلاقة هي المهيمنة في المنزل. ويمكن للأطفال فعل أي شيء يريدونه.
واليوم، وبعد الضغط المادي والظروف الاقتصادية الصعبة، ظهر نوع جديد من الأمهات، وهي "الأم المعيلة". عن هذا النوع من الأمهات يبيّن خبير الاقتصاد حسام عايش، أن هذا النوع من الأمهات لم يكن موجودا إلا في الغرب، لكن اليوم، ومع صعوبة الظروف الاقتصادية صار هذا النوع من الأمهات موجودا وبشكل كبير في الأردن. فالأم المعيلة تكون في ذات الوقت أمّا وأبا لطفلها، رغم عملها خارج البيت، ويتعلم أبناؤها كيف يعتمدون على أنفسهم في سن مبكرة.
وفي المقابل يبين عبد الله أن هناك أمهات خاملات: الأم الخاملة لا تستوعب احتياجات الطفل، فلا تتأثر ولا تبدي أي اهتمام بقدرة الطفل وأحاسيسه وتحصيله، وغالبا ما يكون طفلها ذا كفاءة متوسطة، ولا يستطيع التكيف مع المجتمع.
وأما الأم المهمومة فهي الأم التي تعمل طوال الوقت في المنزل، فتعاني الشقاء والتعب، وهي دائما مشغولة بعملها، فلا تعطي لطفلها الحب والرعاية الكافية، ما يجعله قليل الكفاءة لا يتسم بالجدية، ويجد صعوبة كبيرة في التكيف مع المجتمع.
في حين يكثر الحديث عن الأم المتسطلة في المجتمعات العربية، وفي شأنها يقول اختصاصي علم النفس د. محمد مصالحة بأن هذه الأم كثيرة الأوامر، ولا تفهم ولا تقدر قدرات الطفل وإمكاناته، وغالبا ما يكون طفلها على قدر من الكفاءة والجدارة من الناحية العاطفية، ولكن يغلب عليه طابع الخجل وعدم النضوج العاطفي.
أما الأم المثالية فهي التي تتصف بروح المبادرة، وتمنح الطفل فرصة للمبادرة، ولا تتدخل إلا في إعطائه النصيحة والإرشاد. وفي هذا الصدد يقول عبد الله إن هذه الأم تربي طفلا عظيما، ذا كفاءة عالية، مرِِنا خلاقا، وينمو ويتحرك بسهولة، ويحل مشاكل بنفسه.
ويبين اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع بأن الأم هي مصدر الطاقة المجتمعية، وهي المسؤولة عن اللبنة الأولى في المجتمع، أي الأسرة. ويؤكد أن على الأم أن تكون أقرب للمثالية، وأن تعرف كيف تتعامل مع الجيل الجديد الذي يصعب فهمه في أيامنا لكثرة العوامل التي تتشابك في حياته، وكثرة الطرق التربوية التي تفرض عليه.
تعليقات
إرسال تعليق