القائمة الرئيسية

الصفحات

برجوازية الكتاب وكدح الرغيف!!!


  قال بغضب ونزق هذه الكتب السبعة استبدلها لك بكتاب واحد!!! وكم كانت خيبتي كبيرة ، إذ أنه قال لي في الزيارة السابقة، أنني أستطيع أن استبدل كتاباً بكتاب، حسب نوعه ودفع دينار عن كل كتاب يتم استبداله، فالرواية تستبدل برواية والمسرحية بمسرحية وهكذا …، قال ذلك بعد أن نظر إلى ما أحمله من كتب وحيّاني بقوله: هلا يابا” ثم وضعها جانباً، وانشغل مع فتاتين أجنبيتين اشترتا كتاباً، وبعض الزبائن، وبعد أن انتهى منهم وغادر الجميع، عاد لي وفاجأني بغضبه وجوابه المتناقض، واحتدّ وبالنزق نفسه استرجع الكتاب الذي أعطاني إياه وقال: خلص بطلت أبدل، وعندما ذكّرته بسياسته التي يتميز بها في سوق الكتب، تجاهلني وتهرّب متذرعاً أن لديه زبائن عليه أن يهتم بهم، وقد تفقدتُ الكشك من الداخل ومن الخارج حيث الكتب تحيطه بشكل دائري على الفور، ولم يكن ثمة أحد مطلقاً في تلك اللحظة!!؟؟
تراشقنا الكلمات، فلقد جرحني أسلوب عدم الاحترام والاستغلال والغش والخداع، الذي يمارسه مدعو الثقافة في أكشاكها، التي هي مصيدة لعشاق الكتب، والذين يختارون شراء الكتاب على رغيف الخبز لهم أو لأولادهم!!!
أكشاك الكتب على الرصيف في وسط البلد تتنافس وتسرق باسم الكتاب والثقافة، ويرفعون الأسعار بشكل غير مسبوق، دون حسيب أو رقيب، وعندما اكتشفت استغلالي بسعر كتابين ذات مرّة، عدت وأرجعتهما لصاحب الكشك الذي هو علم في رأسه نار، ولم يكلف نفسه الاعتذار بأي عذر كان ولو كذباً!!!! إن الضحايا هم اللاهثون المتعطشون للقراءة والمعرفة، ومتابعة كل ما يصدر حديثاً، بالرغم من ضيق ذات اليد!! هو سباق محموم بينهم على الربح والمتاجرة بالثقافة، فهناك من يتاجر بالسياسة وهناك من يتاجر بالدين، وهناك من يتاجر بالثقافة أيضاً، فهم أثرياء الثقافة وأثرياء الكتاب ولا يقلّون إجراماً عن أثرياء الحرب، ومن الغريب أن بعض هذه الأكشاك وأصحابها ذائعو الصيت، وقد التقت بهم القنوات الفضائية وروّجت لهم، ولا يخجلون من التشدق بتلك التقارير التي أعدّت عنهم، وعن زيارة أولي الأمر والتكريم عالي المستوى، في الوقت الذي يستغلون فيه ذلك كله، فهم يبيعون بدينار واحد فقط ضميرهم والثقافة العربية كلها!!!
إن الكتاب فاكهة الأغنياء، أما الثقافة فهي زاد الفقراء، فمن لهم في لقمة الحياة وقوت يومهم ….!!!؟؟؟؟
خولة مغربي

Reactions

تعليقات