القائمة الرئيسية

الصفحات

هل للنميمة فوائد؟!

قد يكون هناك إجماع على أن النميمة شيء بغيض وأنها سلوك اجتماعي مقيت يتعين على ممارسيه الاقلاع عنه. ولكن هناك قسما من الخبراء ينظرون إلى المسألة بشكل مختلف.

    وتقول عالمة النفس هيلجا كونج "إن الطعن في الاخرين يقلل من قدرهم ولكنه يجعل الطاعن ينظر إلى نفسه من منظور أفضل .. من السهل بكثير انتقاد الاخرين عن انتقاد الذات". ولكن ما يبدو للوهلة الأولى كخصلة ذميمة يتضح بالملاحظة الدقيقة أنه ليس مجرد سلوك عادي فحسب ولكن مفيد أيضا.


      فقد أمضت ربيكا برانر أربع سنوات في ملاحظة مجموعة من الفتيات وهي تحضر رسالة الدكتوراه الخاصة بها عن النميمة الخبيثة. وتقول برانر "إن الفتيات وهن يضحكن من سلوك لا يوافقن عليه إنما يتبادلن في نفس الوقت معلومات عن القيم والاعراف الاجتماعية".


فمثل هذه الضحكات والنظرات تطرح أسئلة من قبيل "ما هو السلوك السوي من وجهة نظرنا؟ ما هي الكيفية التي يتعين على الناس التصرف بها؟ وما هو الاطار الذي يتعين عليهن طرح أنفسهن من خلاله؟".


      وقالت برانر "هذه الاسئلة تجيب عليها الفتيات بشكل جماعي ما أدى إلى ظهور نوع من الاتفاق في الآراء تجاه المسائل الأخلاقية والاجتماعية. وهذا يربط بدوره أفراد المجموعة ببعضهم بعضا ويخلق شعورا بالتضامن". وتعتقد كاتيا هارتن التي ألفت كتابا عن النميمة أن مثل هذا النوع من اللغو حتى وإن كان يبدو خبيثا في ظاهره فإنه يخلق نوعا من"اللحمة الاجتماعية".


      والصديقات اللاتي يسخرن من الفتاة التي لا تنتبه أثناء الدرس والتي لا تمانع أبدا في مرافقة الأولاد إنما يؤكدن اتفاقهن مع بعضهن البعض على أن مثل هذا النوع من السلوك غير مقبول. ومن ثم تصير المجموعة مثل نوع من أنواع السلطة المعنوية.
Reactions

تعليقات