دخل أحد الأشخاص على رجل من الصالحين وقال له: أريد أن أعرف أأنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة؟.
فرد العبد الصالح: اذا دخل عليك من يعطيك مالا ودخل عليك من يأخذ منك صدقة، فبأيهما تفرح؟.
فسكت الرجل، قال العبد الصالح: اذا كنت تفرح بمن يعطيك مالا، فأنت من أهل الدنيا، وإذا كنت تفرح بمن يأخذ منك صدقة، فأنت من أهل الآخرة.
فأخذ الرجل يردد: سبحان الله!.
قال العبد الصالح: لذلك كان بعض الصالحين إذا دخل عليه من يريد صدقة، كان يقول له متهللاً: مرحبا بمن جاء يحمل حسناتي إلى الآخرة بغير أجر، ويستقبله بالفرحة والترحاب.
قال الرجل: إذن أقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال العبد الصالح: لا تيأس من رحمة الله، سر في ركابهم تلحق بهم.
إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا بهم إن التشبه بالكرام فلاحُ، إن جاءك المهموم أنصت، وإن جاءك المعتذر اصفح، وإن جاءك المحتاج أنفق، ماذا لو أنك أنفقت وتصدقت على فقير ومحتاج في هذا الشهر الفضيل محتسبا عند الله تعالى؟. ماذا يحصل لو أن هذا الفقير والمحتاج الذي تصدقت عليه رفع يديه إلى السماء في جوف الليل يدعو لك في ظهر الغيب وكانت دعوته مستجابه؟. ربما تدعو الله أكثر من 20 سنة ولم تتحقق الإجابة بعد، لحكمة هو يعلمها جل جلاله.
ورب صدقة منك وقعت في يد محتاج رفع يديه بدعوة يدعو لك الله فيها، استجاب لها الله في لحظتها سبقت دعوتك طوال 20 سنة، فكان الخير في دعوته لك وليس في دعوتك لنفسك، سبحان الله العظيم. قال عليه الصلاة والسلام: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها لكي لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".
الصدقة تجعلك في أمن وأمان يوم الحشر العظيم؛ حيث إن كل إنسان يستظل بظل صدقته يوم القيامة. لا تبخل على نفسك... القليل عند الله كثير... والله يضاعف لمن يشاء... والله واسع كريم.
- اجعل من يراك يدعو لمن رباك.. فنقاء القلب ليس غباء، إنما ميزة يضعها الله فيمن يحب..
تعليقات
إرسال تعليق