وقفت أمام الموقد نعد الشاي لضيوفها وتتحسس جنينها، نعم لقد صدقت جدتها عندما قالت لها البنات الحلوات مثلك لا يقلقن أبدا من فوزهن بالزوج المناسب، فها هي لم تكمل السابعة عشرة وقد تزوجت من مهندس وسيم يحبها ويدللها و..بينما هي في أحلام يقظتها جذبها إليه بقوة وانتزع منها قبلة ، دفعته بعيدا عنها وطارت بها قدماها بأقصى سرعة إلى الحمام وأغلقت الباب وبدأت بالبكاء، لم تدري كم مرَ عليها من الوقت هكذا ، وإذا بزوجها يطرق باب الحمام حبيبتي ماذا بك؟ ردت أحسست برغبة بالتقيؤ ، هل أنت بخير الآن ؟ افتحي الباب، كان زوجها مع زوجة شقيقه الأكبر، اتركني معها قالت، حسن وذهب ، ما بك سألت؟ منعها خجلها من الكلام ....عملها خنزير الشيب، هزت رأسها مستغربة ، أبا زوجك بالله عليك ما عمل واحدة من عمايله السوداء، أطرقت رأسها كيف عرفت ؟ مبين عليك بعدين هو بده يتغير عملها مع الكل، بخجل أيضا طيب انت ماذا فعلت، نظرت إليها نظرة المنتصر أنا يختي فلاحة مش زيك مدنية أنا بس قرب عليَ ضربته ضربة قاضية وقلت له اسمع والله والله والله إذا بعمرك بتقرب علي لألم عليك أمة محمد واللي قبل محمد وأخلي اللي ما شاف يتفرج وهذا يوم وهذاك يوم، وانت ماذا فعلت يا مدنية؟ ردت بخجل هربت، فالحة يختي ظلي أهربي، ماذا أفعل أخبر زوجي؟ شوف الهبل إذا زوجة النبي قالوا عنها كاذبة من سيصدقك انسي انسي، ماذا أفعل ؟ خلص يختي ربنا يفعل ما يريد، غادر ضيوفهم وهي في سريرها لم تودع أحدا، في تلك الليلة أخبرها زوجها أنه قبل فرصة عمل في السعودية ، طارت من الفرح وأخذت تهذي بكلام غير مفهوم أنا أصلا أمنية حياتي أن أعيش في السعودية الحمد لله، ولكن ...قال لن تذهبي معي مباشرة ربما بعد شهرين أو ثلاثة على الأكثر، لا بأس ردت. تستطيعين المكوث عند أهلي أو أهلك أبي رحب بك في منزله، صاحت بفزع لا لا سأمكث عند أهلي ، استدركت وقالت بهدوء كما تعلم أنا ابنتهم الوحيدة وأمي وأبي يشتاقون إلي كثيرا. حسنا كما تشائين، تنفست الصعداء انتهى الكابوس ووضعت رأسها على وسادتها واسترسلت ببكاء طفولي كصغير أضاع يد أمه في الزحام.
نبيلة زيدان
تعليقات
إرسال تعليق