القائمة الرئيسية

الصفحات


صباحات عمّان في السبعينات كانت مختلفة عما اعتدنا عليه في الدمّام، الصباح نشط جداً أصوات البائعين روائح الفول والفلافل ..أغاني فيروزالعذبة كلها تنبئ بنهار كثير الحركة، نرتدي مرايل المدرسة نسرح شعرنا ونسرع باكرا ليتسنى لنا اللعب قليلا قبل قرع الجرس، أحببنا المدرسة وطريق المدرسة كثيرا فلم نعتد المشي من قبل فقد كانت الحافلة تقلنا إلى المدرسة ، شهران من الاستمتاع ثم جاء فصل الشتاء على غير ما اعتدنا أيضاً ، برد شديد وأمطار غزيرة،وبالرغم من جهود والدتي في تخفيف معاناتنا بنسج الكنزات والطواقي واللفحات فقد أصابتنا نزلات البرد ومرضنا مرضا شديدا، وذات صباح كان الهواء شديدا جدا، يكاد يحملنا ويقذف بأجسادنا الصغيرة إلى الخلف، قاومنا كثيرا ثم فجأة لم تستطع شقيقتي التنفس ، جلسنا في مدخل أحدى العمارات في منتصف الطريق إلى المدرسة تقريبا لتلتقط أنفاساها، جلسنا قرابة خمس دقائق ثم استأنفنا المسير اقترحت عليها أن أحمل حقيبتها وأن أمسك يدها وتسير ووجها للخلف عكس اتجاه الريح، وصلنا المدرسة بصعوبة بالغة وكانت المفاجأة لا أحد في الساحة، دب الرعب في قلبينا لقد تأخرنا الآن سنعاقب ، وقفنا قليلا وإذا بالمعلمة المناوبة تطل علينا ادخلوا إلى الصفوف بسرعة لا يوجد طابور صباحي اليوم ، تنفسنا الصعداء لقد نجونا من الضرب.

نبيلة زيدان
Reactions

تعليقات