القائمة الرئيسية

الصفحات

مواقف آن الأوان للاستسلام والكف عن متابعتها

يعد الإصرار من الصفات التي تمنح صاحبها القوة، وهناك الكثير من الأمثلة، لو نظرنا من حولنا، توضح كيف أن الإصرار أنقذ المرء من المواقف التي تقود لليأس. وذلك لأن من يحمل صفة الإصرار لا يستسلم رغم كم الصعاب التي يواجهها، حيث يبقى يحاول ويحاول إلى أن يصل لمبتغاه.
لكن، وكما هو حال معظم الأشياء في الحياة، فإنها تحمل صفتين؛ واحدة إيجابية وأخرى سلبية، فإن الإصرار أيضا قد يحمل لصاحبه نتائج سلبية في بعض المواقف التي تعترضه؛ منها:
- عندما يعرضك ما تقوم به للأذى: لا أعتقد بأنك تعتمد على قاعدة “من يربح لا يتخلى ومن يتخلى لا يربح” عندما يتعلق الأمر بالتدخين مثلا. فهل يمكن أن نقول إن من يتخلى ويترك التدخين لا يربح؟ بالطبع لا، وهذا ينطبق على العديد من العادات الذاتية المدمرة التي يحملها المرء. لذا فلو كنت تتبع نظاما غذائيا غير صحي يمكن أن يسبب لك الضرر على المدى البعيد أو أنك تعيش أسلوب حياة لا يخدم أهدافك التي تطمح إلى الوصول لها، فاعلم أنه آن الأوان للاستسلام عن متابعة هذه الأمور وتركها إلى غير رجعة.
- عندما تكره ما تقوم به: يعد الشغف بالشيء الذي تقوم به من ركائز النجاح الذي تسعى لتحقيقه. فلو لم تملك هذا الشغف فستشعر بثقل ما تقوم به على كاهلك وسيؤدي في أفضل الأحوال لشعورك شبه الدائم بالضيق، خصوصا عندما تواجه صعوبات لإتمام ما تقوم به. ما يجب أن يترسخ لديك أن كراهيتك للشيء الذي تقوم به حتى وإن كنت تحصل بمقابله على المال فإنك ستكون الخاسر في هذه المعادلة. فمهما امتلكت من مال لن تستطيع شراء السعادة بما أنك تكره ما تقوم به. لو شعرت بأن الشيء الذي تكرهه يمتص جماليات الحياة في نظرك فالأفضل تركه على الفور، إلا في حال كان هذا الشيء هو وظيفتك، فهنا النصيحة تكون البدء بالبحث عن وظيفة جديدة قبل ترك وظيفتك الحالية.
- عندما تبذل أقصى طاقاتك بدون أن تجد التقدير المناسب بالمقابل: يضطر البعض أحيانا للتمسك بوظائفهم التي لا يستمتعون بها، وذلك لأن الأجر الذي يحصول عليه في المقابل يغطي نفقات عائلاتهم، أو لنقل بعضا من تلك النفقات. لكن في بعض الأحيان يشعر المرء بأنه لا يحب ما يعمل ولا يحصل على ما يستحق من أجر لقاء جهوده. فناك من يبذلون 200 % من طاقتهم أملا بتحسين أوضاعهم لكن بدون جدوى. في مثل هذه الظروف، عليك أن تراجع حساباتك وأن تسأل نفسك هل يستحق الأمر أن تستمر بهذا العمل الذي لا تحبه على الرغم من الظروف المحيطة به والتي تزيدك كراهية له؟
- عندما لا تستطيع إتقان ما تقوم به على الرغم من محاولاتك المتعددة: ليس عيبا أن تترك ما تقوم به في حال لم تجد في نفسك الأهلية لإتمامه على النحو المطلوب. ما من شك أن الإصرار وتكرار المحاولات يمنحك التدريب المناسب لإتقان ما تقوم به، ولكن عليك أيضا أن تكون صادقا مع نفسك وأن تتأكد ما إذا كانت مهاراتك تتقدم فعلا أم لا. في حال وجدت أن تطور مهاراتك بطيء جدا أو معدوم، فهذا دليل على أنك تقوم بإضاعة وقتك على شيء لا طائل منه وآن الأوان لتغييره.

Reactions

تعليقات