القائمة الرئيسية

الصفحات


قوة “الخوف من الفشل” الضخمة تجعل المرء ينظر لها من منظور سلبي في 99 % من المواقف التي يتعرض لها. لذا نجد أن غالبية الناس يتحدثون عن الفشل باعتباره نهاية العالم بالنسبة لهم.
السبب بهذه النظرة يعود لكون البعض قد قاسوا تجارب مريرة رافقت فشلهم في السابق، ومن الجدير بالذكر أن تعريف الفشل يختلف بين شخص وآخر؛ فالبعض قد يرى تأخره في دراسته الجامعية يعد فشلا لا يحتمل والبعض الآخر قد يرى أن مشروعه الأول لم ينجح بالشكل الذي يلبي طموحه وهذا أيضا يراه فشلا من وجهة نظره.
وبسبب تلك الظروف وغيرها والتي تشعر الأمر بأنه لا يقوى على حملها، فإن عقله الباطن يبدأ يربط الفشل بالمحن التي لا بد وأن ترافقه، بحسب تجاربه السابقة.
لكن، لو كان الخوف من الفشل يحمل بين طياته القدرة على منع المرء من المخاطرة بعمل الأشياء التي يريدها، فما الذي سيحدث لو نظرنا لهذا الخوف من ناحية إيجابية؟
لو أحسن المرء استخدام مشاعر الخوف من الفشل التي تنتابه فسيكون بمقدوره تجاوز أخطائه قبل وقوعها مرة أخرى، ويمكن أن تجعله يصل لأهدافه بشكل أسرع وأكثر كفاءة:
-  النظرة الإيجابية للخوف من الفشل تحفز المرء على التقدم: يرى البعض أنهم لا يتقدمون في حياتهم الأمر الذي يسبب لهم الخوف من إهدار الفرص التي تفوتهم، فبعضهم لا يراعي مواعيده بشكل دقيق ويحضر متأخرا دائما والبعض الآخر يقوم بتأجيل المهام التي عليه الأمر الذي يجعلها تتراكم عليه بشكل يسبب له الضيق ويشعره بأنه مقيد في مكانه لا يستطيع التقدم في هذه الحياة.
 في مثل هذه الحالات يمكن للمرء أن يعرف الفشل بأنه السلوك الذي ينتهجه في إضاعة الوقت والذي يتسبب بإضاعة الفرص التي من شأنها مساعدته على التقدم وتطوير ذاته. وهذا الخوف عند النظر إليه بهذه الطريقة يجب أن يشكل حافزا مهما يدفع المرء لتعديل سلوكه وهذا يعني أن يكون المرء أكثر تنظيما لوقته والتزاما بالمواعيد التي يفترض أن تكتمل المهام المطلوبة منه عندها.
-   النظرة الإيجابية للخوف من الفشل تحفز المرء على التعلم: يشعر الكثير من الناس بمشاعر الندم على عدم تعلمهم إحدى المهارات المختلفة كالرسم أو التحدث بلغة أجنبية أو استخدام الإنترنت ربما! لذا فمن الشائع أن تسمع البعض يتحسرون على تفويت فرصة تعلمهم مهارة ما في صغرهم أو عندما كانوا يملكون الوقت الكافي لتعلمها. لعلك لاحظت أن الخوف من الفشل هنا أن تواجه أنت أيضا نفس مصير هؤلاء الأشخاص وبالتالي فإن هذا الخوف يجب أن يدفعك ويحفزك ألا تتوقف عن التعلم حتى لا تعاني ما يعانيه غيرك. وهنا أيضا نرى بأن الخوف من الفشل أصبح عاملا إيجابيا يحفزك على اكتساب المهارات التي قد تنفعك عمليا في المستقبل أو على الأقل لن تندم مستقبلا على عدم تعلمها.
-  النظرة الإيجابية للخوف من الفشل تحفز المرء على عدم القبول بالقليل: هنالك أشخاص كان بإمكانهم صنع الفارق بما يملكون من أفكار ولكنهم لم يمتلكوا الشجاعة الكافية للقيام بالخطوة الأولى لتنفيذ أفكارهم تلك. وذلك بسبب خشيتهم ربما من اعتقادهم بأنهم لا يملكون المهارة الكافية لتخطي الصعوبات التي تعترضهم. لكن ماذا لو لم يفكروا بتلك الطريقة؟ ماذا لو فكروا بأن الحياة قصيرة ويجب أن تكون لهم بصمة عليها حتى لا يطويهم النسيان كغيرهم؟ لو وجهنا نظرتنا للخوف من الفشل بهذه الطريقة فإننا سنحاول الوصول لأهدافنا مهما بلغت الصعوبات التي تعترضنا.
Reactions

تعليقات