القائمة الرئيسية

الصفحات

وازني بين تفاعلك مع طفلك وترك مساحة تسمح بنمو استقلاليته

عندما يصل طفلك إلى عمر 6 أسابيع تقريباً ويبدأ يستقر في نومه ورضاعته، قد تلاحظين أنه يحتاج لمطلب آخر لم تتوقعيه، فهو يريدك أن تلعبي معه! كثير من الأمهات يندهشن من هذه الخطوة الظريفة ،حيث تشعر الأم أن طفلها قد أصبح إنساناً له شخصية. وأنت تحاولين تلبية هذا الاحتياج عند طفلك، من المهم أن تعلمي أن إظهار حبك واهتمامك له لا يقل أهمية بالنسبة لنموه العقلي عن أهمية الحليب بالنسبة لتغذيته. لكن يجب أن تعرفي قدر الاهتمام الذي يحتاج إليه طفلك وأن توازني بين تفاعلك مع طفلك من أجل تنمية مهاراته الاجتماعية من ناحية، وبين تركك لمساحة تسمح بنمو استقلاليته واعتماده على نفسه من ناحية أخرى.
   إن شعور طفلك بالأمان والاستقرار ووجود ثقة بينكما سيجعل طفلك متلهفاً للاعتماد على نفسه. رغم أن الوصول لهذا التوازن ليس سهلاً، إلا أن الملاحظة الدقيقة ستساعدك على معرفة الوقت المناسب لكل شيء. اتبعي النصائح الآتية لتساعدك على الوصول لهذا التوازن.
اللعب
   في هذه السن الصغيرة، كل شيء في العالم بالنسبة لطفلك يعتبر شيئاً جديداً. قد يلهث بعض الآباء لشراء لعب لأطفالهم لكنهم في الواقع لا يكونون بعد في احتياج إليها. إذا كان مولودك لا يزال صغيراً، فأنت لا تحتاجين لشراء أي شيء، ففي هذه السن يستمتع الطفل بأشياء أخرى لن تكلفك شيئاً. ادخري هذه النقود لما سيحتاجه طفلك فيما بعد. ساعديه على اكتشاف أصابعه ويديه، اكتشاف صوته، ومشاهدة السيارات المارة. تكلمي معه وحاولي عمل أشكال بوجهك (سيشاهدك طفلك بانتباه شديد وأنت تفعلين ذلك)، حتى الغناء سيشد انتباهه.
عندما يكبر طفلك قليلاً، اعطيه أشياء بسيطة مثل علبة مناديل مغلقة، ستسليه هذه العلبة بشدة وهي غير مكلفة، أعطيه العلبة وشاهديه وهو يستمتع باللعب بها لفترة طويلة جداً، لكن راقبيه جيداً لكي لا يحاول أكلها.
الاعتماد على النفس
   أهم شيء وأنت تلعبين أو تتعاملين مع طفلك أن تكوني مرنة وبسيطة. إذا كنت تلعبين مع طفلك وأراد التوقف عن اللعب، لا بأس. حاولي أيضاً استنباط ما يريده طفلك. إذا كنت تريدين أن تلعبي مع طفلك لعبة معينة (على سبيل المثال أن تخبئي وجهك ثم تظهريه فجأة – وهي لعبة يستمتع بها الأطفال الصغار) ووجدت أن طفلك مهتم أكثر في هذا الوقت بمشاهدة العصافير، ابتعدي من أمامه قليلاً لكي يستمتع بمشاهدتها في هدوء. إذا استيقظ طفلك في سريره ولم يحاول نداءك بأي شكل، اتركيه وحده بعض الوقت لأنه يحاول أن يتعلم تسلية نفسه. هذه مهارة ستنمو لديه إذا تركت الفرصة لذلك.
   كوني حذرة إذا كانت لطفلك مربية. غالباً ما تكون المربيات دون المستوى من حيث قدرتهن على رعاية الأطفال بشكل سليم لأنه ليست لديهن السلطة في قول لا أو في توجيه سلوك الطفل. وبما أن رعاية الطفل تكون مسؤولية المربية، قد تقوم بحمله أكثر من اللازم على سبيل المثال. في هذه الحالة وضحي لها أنك تفضلين أن يزحف طفلك في مكان آمن لكي ينمي اعتماده على نفسه.
الإثارة الزائدة
   يمكن أن يثار الأطفال الصغار أكثر من اللازم بسرعة لأنهم يتعبون بسهولة. إذا كانت الفترة الصباحية مزدحمة ومليئة بالأحداث بالنسبة لطفلك، حاولي التخطيط لأن تكون فترة ما بعد الظهيرة هادئة.
الاستجابة السليمة
   إن تعلم طفلك تسلية نفسه والاعتماد على نفسه في بعض الأشياء هي عملية ستتطور بشكل طبيعي عنده. هذا إذا لم تقومي بكبت هذه المهارة عنده بحرمانه من فرصة الاعتماد على نفسه. على سبيل المثال، إذا حاول طفلك أن يمد يده للوصول للعبته البعيدة عنه بعض الشيء، لا تتسرعي بإعطائها له. ابقي صامتة بعض الوقت وشاهديه وهو يمد يده ويبذل جهداً من أجل الوصول إليها. إذا بدأ طفلك في إصدار أصوات تدل على الغيظ والإحباط، قربي منه اللعبة بعض الشيء حتى يستطيع الوصول إليها بمجهود أقل. إن إعطاء طفلك اللعبة مباشرة من البداية فيه استسهال، في الوقت الذي تريدين فيه تحسين كفاءة طفلك ومهاراته.
نفس الشيء عندما يكون طفلك نائماً في فراشه. أحياناً يبكي الأطفال بهدوء أو بصوت منخفض ثم يهدأون ويعودون للنوم. لا تُظهِري نفسك لطفلك بمجرد سماعه يبكي بل راقبيه عن بعد دون أن يراك لكي تطمئني أنه بخير وانتظري قليلاً لتري إن كان في احتياج إليك أم أنه سينام مرة أخرى.
 
Reactions

تعليقات