القائمة الرئيسية

الصفحات

عبارات تجنّب قولها في المناسبات الحزينة

البيان الإلكترونية - قد تحلّ يوماً ما أزمة مفجعة بصديقك وتضطر للاتصال به أو لزيارته كي تواسيه، فإذا كنت مثل الكثيرين من أصحاب النوايا الحسنة، ربما ستخطط لدعوته إلى مائدتك أو لارتشاف القهوة عندها دون التكلم عن الحادثة الأليمة. ولكن الدراسات النفسية الاستقصائية تبيّن بأنّ معظم الناس تنعقد ألسنتهم ولا يعرفون ما يجب قوله في هذه اللحظات الحرجة. وفي هذا المجال يقول جو ناونسكي، المشرف النفسي في المركز الصحي لجامعة التواصل الأميركية: «نحن شديدي الرهاب من الشيخوخة والموت، وهذا الأمر يخلق لنا نوعاً من القلق والانزعاج».

لذلك نضع بين يدي القارئ 8 أفكار حول ماذا ينبغي أن «لا يقال» في أعقاب حادث أليم أصاب صديقك أو أحد أقربائك كي يثق بك وينصت إلى كلامك.

1- عبارة «أنا أعرف كيف تشعر الآن»
الحقيقة هي: أنّك لا تمتلك أي فكرة، حتى لو كنت قد فقدت شخصاً عزيزاً عليك، لأنّ الشعور بالحزن يختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر، وليس هناك طريقة لمعرفة كيف يشعر صديقك مهما كنت قريباً منه.

حاول بدلاً من ذلك أن تقول: «لا أستطيع أن أتخيل ما كنت تمر به». وتقول الدراسات النفسية إنّه في بعض الأحيان عندما يحزن الناس فأغلبهم لا يعرف حتى كيف يشعر، لذلك لا تدعي معرفة ذلك. وتقول نانسي بيرنز، الأستاذة المشاركة في علم الاجتماع في جامعة دريك ومؤلفة كتاب (كلفة التسرع في إنهاء الحزن): «إنّ عدم المعرفة الحقيقية بفن المواساة قد يخرّب اللحظة المهمة أكثر ممّا يفيد».

2- عبارة «كان أحد الشجعان، حارب من أجل قضية نبيلة»
الحقيقة هي: أنّ هذه الفكرة سوف تسط الضوء على مفهوم منطقي وهو أنّ شخصاً استطاع بشجاعته أن يقف في وجه المرض، ولكن مثل هذه التصريحات في المقابل قد تعني أنه عندما يموت شخص ما، يحكم عليه بأنّه لم يحارب كفاية من أجل قضية نبيلة. 

حاول بدلاً من ذلك أن تقول: «كيف عاش حياته؟ وكيف تغلّب على المرض؟». وتقترح ناونسكي تجنب استعارة ألفاظ مثل «الحرب» أو «المعركة» والحديث، بدلاً من ذلك، عن الكيفية، كيف «عاش» أو «تحمل» هذا المرض.

3- عبارة «أنا آسف جداً لخسارتك»
الحقيقة هي: أنك قد تنسى للحظات بأنّ صديقك لا يعتبر الأمر خسارة، بل يؤمن أنّ ما بقي عند الله هو الخير. ويؤكد الباحثون بأنّ هذا النوع من اللغة لا يعالج مشاعر الخسارة، بل يفتح الجروح والشكوك حول مصير هذا الفقيد في الآخرة.

حاول بدلاً من ذلك أن تقول: «الحمد لله إنهّ في مكان أفضل». وينصح بأن تقوم بالاعتراف بأنّها خسارة في الدنيا، وتواسي أهل الفقيد ببعض العبارات مثل: «لا تحزن إن ذهب بجسده فذكرياته لا تذهب من بيننا». 

4- عبارة «أنت قوي جداً»
الحقيقة هي: عندما يعاني الإنسان من صدمة غياب شخص ما، فإنه في كثير من الأحيان يعبّر بحالة تشبه الأطفال، والشعور بالعجز العوز. وتشير الأبحاث في هذا المجال بأنّه على الرغم من كون هذا الأمر قد يبدو طبيعياً للوهلة الأولى، إلا أنّ الخطأ يبدأ عندما يتم التركيز على كيفية كون صديقك «قوياً» وإجباره على تقمّص الدور وهو في حالة من الضعف الشديد.

حاول بدلاً من ذلك أن تقول: «ليس عليك أن تتكلّف الشجاعة في الوقت الحالي». وبذلك تعطي إذناً لصديقك كي يشعر بالحزن، الخوف، والحاجة إلى الآخر، فسماع تلك الكلمات فقط قد تكون كافية بالنسبة له ليشعر بأنه يتشاطر خسارته مع غيره. 

5- عبارة «عاش زمناً طويلاً»
الحقيقة هي: هذا الكلام هو تمهيد سريع لإنهاء المحادثة بشكل عرضي. وتشير الدراسات بأنّه حتى لو فقد صديقك جده البالغ 109 سنوات، فإن الألم الذي سيشعر به سيكون عميقاً. ويضيف بعض الباحثين في علم النفس بأنّ المفجوع في هذه اللحظة يكون متعطشاً للقاء الأشخاص اللذين يميلون للتصديق به مهما طال الزمن أو قصر. 

حاول بدلاً من ذلك أن تقول: «ما أكثر شيء أحببته في شخصه طيلة عمره». ويقول شيب جيفريز، معالج الحزن وأستاذ مساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية جونز هوبكنز للطب: «من المهارات التي يجب تعلمها؛ هي قضاء وقت أقل في الحديث وأطول في الاستماع». وينصح أخيراً بسؤال الصديق المصدوم إذا كان يريد التحدث عن المصيبة، ومن المناسب ذكر اسم الشخص الذي توفي أمامه لأن ذلك يفتح الأبواب له للحديث إذا كان على استعداد لذلك. 

6- عبارة «اتصل بي إذا كنت بحاجة إلى أي شيء»
الحقيقة هي: أنّك قد تكون لطيفاً في طلبك، ولكن طلب المساعدة يمكن أن يكون صعباً بالنسبة لشخص في حالة حزن شديد. وهناك احتمالات أكيدة أنه لن يقوم بذلك، بل على العكس قد يفهم ذلك هروباً من قبلك. ولكن في المقابل إذا طلب صديقك مساعدته، قم بشكره فوراً على ثقته بك ثم ابذل قصارى جهدك لتأمين ذلك.

حاول بدلاً من ذلك أن تقول: «سأكون عند الظهر عندك لعلك تطلب مني شيئاً» ويقترح طبيب النفس جيفريز:«أن تكون محدداً وتسهم في السيطرة على الوضع، كأن تعرض رغبتك في مساعدة صديقك عن طريق الاعتناء بوفود المعزين أو تحضير الطعام، كما يمكنك التأكد من حاجته للمساعدة عن طريق الاتصال الدوري والاطمئنان عليه. 

7- عبارة «كيف هو عملك؟ هل تأثر لكثرة غيابك» 
الحقيقة هي: مثل هذه العبارات قد تعطي انطباعاً بعدم المبالاة لحزن صديقك، وخصوصاً إذا بدأت حديثك بها. وفي هذا المجال يقول كينيث دوكا، أستاذ علم الشيخوخة في كلية الدراسات العليا نيو روشيل: «إنّ عدم الحديث أولاً عن أحزان الأشخاص يجعلهم يفهمون أنّ الوظيفة أو مصالحهم الحياتية هي أكثر أهمية من مشاعرهم».

حاول بدلاً من ذلك أن تقول: «كيف يجدك؟» هذا يعطي انطباع بأن صديقك ومشاعره يجب أن تكون أول وأهم شيء تتحدث عنه.

8- عبارة «كنت سأتصل بك ولكن ألم تسمع ما حدث لبيتي من طوفان؟»
الحقيقة هي: أنّه بالرغم من صدقك فيما تقول، ولكن بسبب عدم راحة صديقك وصدمته لن يكون بمزاج جيد كي يتقبل الأعذار، خصوصاً إذا تكرر الأمر تجاهه من قبلك.

حاول بدلاً من ذلك أن تقول: «لن أفارقك إلا في حال اضطررت إلى ذلك».
Reactions

تعليقات