الغد- لم يعد في بعض البيوت الأسرية ذلك الألق، الذي يرسم أبجديات بنائه معاني الاحترام والألفة بين أفرادها، في ظل تغيرات كثيرة عصفت ببناء المجتمع بأسره، وفقا لتغيرات اقتصادية وأخرى تكنولوجية فرضت سطوتها بقسوة على ملامح جيل أخذت تتبدل مفرداته في التعاطي مع الأهل أولا وفي المدرسة ثانيا، فتغيرت لديهم مفاهيم، في حين ظلت أخرى صامدة في وجه التحديات المتعاقبة.
ومن بين التغييرات التي عصف بعلاقة الأهل بالأبناء، ردود الأفعال السريعة الغاضبة وارتفاع حدة الصوت، وعدم انتقاء المفردات، والتي باتت تحزن قلب الأربعينة أم باسل من أبنائها وغيرها من الأمهات.
أم باسل التي وصلت مع أبنائها إلى طريق مسدود في إصلاح ما وصلوا إليه في “أدبيات” التعامل مع الوالدين، تقول “بات أبنائي لا يعون تماما معنى احترام الوالدين، على عكس ما تربيت عليه أنا وأشقائي، فأنا لا أذكر أنني كنت لا أملك الجرأة على مجادلة والدتي بطريقة “فجة” في أمر ما، أو الإجابة بصوت عال أمام والدتي”.
وتبرير بعض الأبناء لهذا السلوك، كما تشير أم باسل هو “أن حياتهم تغيرت وزمانهم مختلف عن زماننا وحتى مفهوم الاحترام والطاعة تبدل لديهم وفق هذا الزمن”.
وبالرغم من تحذيرات أم باسل المتكررة لأبنائها وطلبها منهم الارتقاء بطريقة التعامل والحوار مع والدهم، تؤكد قائلة “ما يزالون يثيرون غضبه، مما يولد لديه ردات فعل قاسية، منها التوبيخ والإهانة بالكلمات حتى بوجود الآخرين، لكنهم لا يستجيبون لنصحي، مسببين شجارات وخلافات عدة بيننا”.
إلا أن أم أسامة تجد في وسائل التكنولوجيا الأداة التي فسخت العلاقة بين الابن ووالديه؛ إذ حلت محل الوالدين في التربية والتعليم، وتقول “ابني هو الآن في سن المراهقة ولا يطيق مني أي حرف عندما أوجه أو أسدي له بنصيحة أنا ووالده، فهو شكل مع كمبيوتره وتلفونه عالمه الخاص، وأصبح منعزلا عما يجري بالبيت، ويحاكي من هم في عمره في العالم الافتراضي والمدمنين مثله على هذه التقنية، والصراخ بوجهي هو سلاحه الوحيد كي يغلق باب غرفته ويختلي بتلفونه”.
وهنالك بعض الأبناء الذين يتجاهلون احترام والديهم، فنرى الابن يتطاول عليهما، ويرد الكلمة الواحدة لهما بعشر، ولا يستمع لنصحهما وإرشادهما ورأيهما، ولا ينفذ أوامرهما، وبالمقابل هنالك أبناء نشأوا تنشئة تربوية سليمة عرفوا من خلالها أصول وآداب احترام الأب والأم معا.
أزمة تطبيق القيم الواضحة والمعروفة يغذيها، في رأي الاستشارية التربوية والأسرية سناء أبو ليل، غياب النماذج التطبيقية لها، موضحة “أي بمعنى أننا نرى الأب لا يحترم زوجته أو والده في إحدى الجلسات، ويقلده أبناؤه عند التعامل معه أو مع من يكبرهم سنا”.
وتضيف “وهنالك عوامل أخرى تغذي عدم احترام الوالدين والتي باتت منهجا لدى البعض، كما تقول أبو ليل، منها؛ الانفتاح وتلاشي الحدود بفعل التقنيات الحديثة والإعلام، رفاق السوء، بعض البرامج التي تعرض على الفضائيات سواء الكرتونية أو القائمة على الصراخ أو السرقة وغيرها؛ إذ يظهر فيها البطل المتمرد على كل شيء مظلوما ويتفاعل معه المتلقي، وتؤثر على الطفل، المراهق، والشاب”.
ويتفق الاستشاري الاجتماعي الأسري مفيد سرحان مع أبو ليل، في أن هنالك بعض الأبناء لا يحسنون معاملة أبائهم وأمهاتهم، عازيا ذلك إلى الممارسات التي شاهدها هؤلاء الأبناء لسلوك آبائهم مع الأجداد والجدات، مما يؤثر على طريقة وأسلوب التعامل.
ويضيف أن عدم الإدراك العميق أيضا لقيمة الوالدين ومنزلتهما وحث الدين على البر بهما يجعل كثيرا من الأبناء للأسف لا يحسنون التعامل مع الآباء، منوها إلى أن البعض أصبح يعتقد أن التعامل يجب أن يكون بالندية، متجاهلا منزلة الأب أو الأم وفارق السن وهيبة ومكانة الأبوين ودورهما في تربية الأبناء ورعايتهم حتى أصبحوا قادرين على القيام ببعض المسؤوليات.
كما ويذهب اختصاصي علم النفسي التربوي د. موسى مطارنة، إلى أن الطفل يكتسب معرفته الأولى من الأسرة وترسخ فيه القيم والمبادئ خلال السنوات الثلاث الأولى، فإذا كانت سليمة تنمو مشاعر الاحترام والتقدير لديه، وإذا كانت التنشئة الأسرية غير ذلك، نرى لديه انقلابا في سلوكياته كما تربى.
والسبب الرئيسي في عدم احترام أبناء لوالديهم، من وجهة نظر مطارنة، هو خلل في تكوين الأسرة والخلل في أساليب التنشئة الاجتماعية، فالآباء يتحدثون بالمشاكل أمام الأبناء، كما أن الأهل يشجعون الطفل على السلوكيات الخاطئة من حيث لا يعرفون، فعندما “يسب مثلا نضحك له.. ولم يعد لدينا قيمة تعديل السلوك، ولكن بدأنا ننتبه عندما كبر بأنه اكتسب هذه القيم”.
ويأخذ مطارنة منحنى آخر قد يكون السبب الرئيسي في تطاول بعض الأبناء على آبائهم في ردود الأفعال، وهو تأثير العولمة والانفتاح والتغيير الاجتماعي والتغيير الأسري؛ إذ أصبح الابن يتلقى معارفه من جهات عدة، وبالتالي أثرت على الجيل الحالي بشكل سلبي.
أم ركان (38 عاما) عبرت عن استيائها من معاملة الأبناء، بقولها “لا أعلم السبب الحقيقي لقلة احترام ولديّ لي؛ أحدهما عمره 10 سنوات والآخر 12 سنة، وهما على عكس هذا الأمر مع والدهما، فهما يخشيانه”.
وتضيف “أتحدث مع طفليّ كثيرا، وأشعر بالغيرة عندما أرى أطفالا آخرين بنفس أعمارهما يتحدثون مع والدتهم بأسلوب مهذب، وأعتقد أنني السبب في ذلك، فمنذ الصغر وأنا أدللهما، أحقق لهما أمنياتهما ومتطلباتهما حتى وإن كانت صعبة، ويزعجني أنهما لا يناديانني ماما، بل باسمي، وأنا من علمهما هذا، ويقاس عليها العديد من التصرفات التي دفعتهما لتعاملي معهما كصديقة”.
ويثير غضب الخمسيني أبو طلال تجاهل الأبناء احترام آبائهم، بقوله “أغلب جيل اليوم لا يحترم الكبار، سواء الوالدين أو الآخرين، فكل منهم يرى نفسه أصبح رجلا ناضجا بمجرد ظهور (شاربه)، وكذلك حال الفتيات اللواتي لا يجدن عائقا في مناكفة الأم أو الأب بين الحين والآخر”.
يقول “لا يمكنني احتمال أسلوب أبنائي وبناتي في الحوار مع الكبار، وكذلك الحال لأبناء عمومتهم وعماتهم وأخوالهم وخالاتهم، كما تلقيت شكاوى عدة من إدارة المدرسة حول تصرفاتهم السيئة تجاه المعلمين”.
ويضيف “أعتقد أننا فشلنا في تربية أبنائنا، ولو عاد بي الزمن للوراء لكنت أكثر جدية وحزما معهم، كما عودنا والدي رحمة الله عليه”.
وللخروج من أزمة تطبيق القيم، تشير أبو ليل إلى أهمية وضع قوانين في المنزل قائمة على؛ الاحترام، المحبة، بر الوالدين، الكبير يعطف على الصغير، الحوار المهذب، مضيفة “جميع الأمهات يستطعن أن يصنعن من أولادهن قادة، فعندما تلفت نظره لخطأ ما، يتم بالطريقة الصحيحة المحببة لنفسه بعيدا عن اللوم والعتاب، مثل ما أروعك وأنت مؤدب، فمع الممارسة سوف ترسخ هذه الكلمات في ذهنه حتى الكبر”.
والتربية على احترام الكبير، وفق سرحان، يجب أن تبدأ منذ الصغر سواء داخل المدرسة أو الأسرة أو العائلة الكبيرة، وعدم التغاضي عن أي حالة من سوء التعامل مع الكبير، حتى وإن لم يكن أبا أو أما.
ويؤكد أن هذه مسؤولية المربين عموما وأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم ولأبناء الآخرين في تعاملهم مع آبائهم والبر بهما والحرص على أن يكون هذا البر أمام الأبناء والأحفاد حتى تكون التربية بالقدوة والممارسة الفعلية.
وتذهب أبو ليل إلى أنه يجب على جميع المربين الالتفات إلى أهمية البرامج التربوية لزرع القيم من خلال تطبيق البرامج العلمية والعملية في ذلك، مثل اصطحاب الأطفال للأسواق التجارية وتعليمهم كيفية احترام البائع والحوار معه، وغيرها العديد من الأمثلة التي تحقق تطبيق القيم بشكل عملي.
ومن جهته، يؤكد مطارنة ضرورة الحذر من أي موجة خارجية ومؤثرة؛ كالمسلسلات والبرامج وغيرها، التي تؤثر على تنشئة الطفل، كما ويجب أن يفتح الأهل حوارا مع الأبناء حول الأصول والعادات، وليس عيبا اللجوء للاستشاريين في معرفة كيفية التعامل مع الأبناء.
وفي ظل المتغيرات والعولمة والانفتاح حولنا، كما يقول مطارنة، علينا الاستعانة بالوسائل الحديثة للتربية، ولا بد من الانتباه للخصائص النمائية لدى الابن وتوجيهها، مع مراعاة اختلاف البيئة عن السابق.
ومن بين التغييرات التي عصف بعلاقة الأهل بالأبناء، ردود الأفعال السريعة الغاضبة وارتفاع حدة الصوت، وعدم انتقاء المفردات، والتي باتت تحزن قلب الأربعينة أم باسل من أبنائها وغيرها من الأمهات.
أم باسل التي وصلت مع أبنائها إلى طريق مسدود في إصلاح ما وصلوا إليه في “أدبيات” التعامل مع الوالدين، تقول “بات أبنائي لا يعون تماما معنى احترام الوالدين، على عكس ما تربيت عليه أنا وأشقائي، فأنا لا أذكر أنني كنت لا أملك الجرأة على مجادلة والدتي بطريقة “فجة” في أمر ما، أو الإجابة بصوت عال أمام والدتي”.
وتبرير بعض الأبناء لهذا السلوك، كما تشير أم باسل هو “أن حياتهم تغيرت وزمانهم مختلف عن زماننا وحتى مفهوم الاحترام والطاعة تبدل لديهم وفق هذا الزمن”.
وبالرغم من تحذيرات أم باسل المتكررة لأبنائها وطلبها منهم الارتقاء بطريقة التعامل والحوار مع والدهم، تؤكد قائلة “ما يزالون يثيرون غضبه، مما يولد لديه ردات فعل قاسية، منها التوبيخ والإهانة بالكلمات حتى بوجود الآخرين، لكنهم لا يستجيبون لنصحي، مسببين شجارات وخلافات عدة بيننا”.
إلا أن أم أسامة تجد في وسائل التكنولوجيا الأداة التي فسخت العلاقة بين الابن ووالديه؛ إذ حلت محل الوالدين في التربية والتعليم، وتقول “ابني هو الآن في سن المراهقة ولا يطيق مني أي حرف عندما أوجه أو أسدي له بنصيحة أنا ووالده، فهو شكل مع كمبيوتره وتلفونه عالمه الخاص، وأصبح منعزلا عما يجري بالبيت، ويحاكي من هم في عمره في العالم الافتراضي والمدمنين مثله على هذه التقنية، والصراخ بوجهي هو سلاحه الوحيد كي يغلق باب غرفته ويختلي بتلفونه”.
وهنالك بعض الأبناء الذين يتجاهلون احترام والديهم، فنرى الابن يتطاول عليهما، ويرد الكلمة الواحدة لهما بعشر، ولا يستمع لنصحهما وإرشادهما ورأيهما، ولا ينفذ أوامرهما، وبالمقابل هنالك أبناء نشأوا تنشئة تربوية سليمة عرفوا من خلالها أصول وآداب احترام الأب والأم معا.
أزمة تطبيق القيم الواضحة والمعروفة يغذيها، في رأي الاستشارية التربوية والأسرية سناء أبو ليل، غياب النماذج التطبيقية لها، موضحة “أي بمعنى أننا نرى الأب لا يحترم زوجته أو والده في إحدى الجلسات، ويقلده أبناؤه عند التعامل معه أو مع من يكبرهم سنا”.
وتضيف “وهنالك عوامل أخرى تغذي عدم احترام الوالدين والتي باتت منهجا لدى البعض، كما تقول أبو ليل، منها؛ الانفتاح وتلاشي الحدود بفعل التقنيات الحديثة والإعلام، رفاق السوء، بعض البرامج التي تعرض على الفضائيات سواء الكرتونية أو القائمة على الصراخ أو السرقة وغيرها؛ إذ يظهر فيها البطل المتمرد على كل شيء مظلوما ويتفاعل معه المتلقي، وتؤثر على الطفل، المراهق، والشاب”.
ويتفق الاستشاري الاجتماعي الأسري مفيد سرحان مع أبو ليل، في أن هنالك بعض الأبناء لا يحسنون معاملة أبائهم وأمهاتهم، عازيا ذلك إلى الممارسات التي شاهدها هؤلاء الأبناء لسلوك آبائهم مع الأجداد والجدات، مما يؤثر على طريقة وأسلوب التعامل.
ويضيف أن عدم الإدراك العميق أيضا لقيمة الوالدين ومنزلتهما وحث الدين على البر بهما يجعل كثيرا من الأبناء للأسف لا يحسنون التعامل مع الآباء، منوها إلى أن البعض أصبح يعتقد أن التعامل يجب أن يكون بالندية، متجاهلا منزلة الأب أو الأم وفارق السن وهيبة ومكانة الأبوين ودورهما في تربية الأبناء ورعايتهم حتى أصبحوا قادرين على القيام ببعض المسؤوليات.
كما ويذهب اختصاصي علم النفسي التربوي د. موسى مطارنة، إلى أن الطفل يكتسب معرفته الأولى من الأسرة وترسخ فيه القيم والمبادئ خلال السنوات الثلاث الأولى، فإذا كانت سليمة تنمو مشاعر الاحترام والتقدير لديه، وإذا كانت التنشئة الأسرية غير ذلك، نرى لديه انقلابا في سلوكياته كما تربى.
والسبب الرئيسي في عدم احترام أبناء لوالديهم، من وجهة نظر مطارنة، هو خلل في تكوين الأسرة والخلل في أساليب التنشئة الاجتماعية، فالآباء يتحدثون بالمشاكل أمام الأبناء، كما أن الأهل يشجعون الطفل على السلوكيات الخاطئة من حيث لا يعرفون، فعندما “يسب مثلا نضحك له.. ولم يعد لدينا قيمة تعديل السلوك، ولكن بدأنا ننتبه عندما كبر بأنه اكتسب هذه القيم”.
ويأخذ مطارنة منحنى آخر قد يكون السبب الرئيسي في تطاول بعض الأبناء على آبائهم في ردود الأفعال، وهو تأثير العولمة والانفتاح والتغيير الاجتماعي والتغيير الأسري؛ إذ أصبح الابن يتلقى معارفه من جهات عدة، وبالتالي أثرت على الجيل الحالي بشكل سلبي.
أم ركان (38 عاما) عبرت عن استيائها من معاملة الأبناء، بقولها “لا أعلم السبب الحقيقي لقلة احترام ولديّ لي؛ أحدهما عمره 10 سنوات والآخر 12 سنة، وهما على عكس هذا الأمر مع والدهما، فهما يخشيانه”.
وتضيف “أتحدث مع طفليّ كثيرا، وأشعر بالغيرة عندما أرى أطفالا آخرين بنفس أعمارهما يتحدثون مع والدتهم بأسلوب مهذب، وأعتقد أنني السبب في ذلك، فمنذ الصغر وأنا أدللهما، أحقق لهما أمنياتهما ومتطلباتهما حتى وإن كانت صعبة، ويزعجني أنهما لا يناديانني ماما، بل باسمي، وأنا من علمهما هذا، ويقاس عليها العديد من التصرفات التي دفعتهما لتعاملي معهما كصديقة”.
ويثير غضب الخمسيني أبو طلال تجاهل الأبناء احترام آبائهم، بقوله “أغلب جيل اليوم لا يحترم الكبار، سواء الوالدين أو الآخرين، فكل منهم يرى نفسه أصبح رجلا ناضجا بمجرد ظهور (شاربه)، وكذلك حال الفتيات اللواتي لا يجدن عائقا في مناكفة الأم أو الأب بين الحين والآخر”.
يقول “لا يمكنني احتمال أسلوب أبنائي وبناتي في الحوار مع الكبار، وكذلك الحال لأبناء عمومتهم وعماتهم وأخوالهم وخالاتهم، كما تلقيت شكاوى عدة من إدارة المدرسة حول تصرفاتهم السيئة تجاه المعلمين”.
ويضيف “أعتقد أننا فشلنا في تربية أبنائنا، ولو عاد بي الزمن للوراء لكنت أكثر جدية وحزما معهم، كما عودنا والدي رحمة الله عليه”.
وللخروج من أزمة تطبيق القيم، تشير أبو ليل إلى أهمية وضع قوانين في المنزل قائمة على؛ الاحترام، المحبة، بر الوالدين، الكبير يعطف على الصغير، الحوار المهذب، مضيفة “جميع الأمهات يستطعن أن يصنعن من أولادهن قادة، فعندما تلفت نظره لخطأ ما، يتم بالطريقة الصحيحة المحببة لنفسه بعيدا عن اللوم والعتاب، مثل ما أروعك وأنت مؤدب، فمع الممارسة سوف ترسخ هذه الكلمات في ذهنه حتى الكبر”.
والتربية على احترام الكبير، وفق سرحان، يجب أن تبدأ منذ الصغر سواء داخل المدرسة أو الأسرة أو العائلة الكبيرة، وعدم التغاضي عن أي حالة من سوء التعامل مع الكبير، حتى وإن لم يكن أبا أو أما.
ويؤكد أن هذه مسؤولية المربين عموما وأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم ولأبناء الآخرين في تعاملهم مع آبائهم والبر بهما والحرص على أن يكون هذا البر أمام الأبناء والأحفاد حتى تكون التربية بالقدوة والممارسة الفعلية.
وتذهب أبو ليل إلى أنه يجب على جميع المربين الالتفات إلى أهمية البرامج التربوية لزرع القيم من خلال تطبيق البرامج العلمية والعملية في ذلك، مثل اصطحاب الأطفال للأسواق التجارية وتعليمهم كيفية احترام البائع والحوار معه، وغيرها العديد من الأمثلة التي تحقق تطبيق القيم بشكل عملي.
ومن جهته، يؤكد مطارنة ضرورة الحذر من أي موجة خارجية ومؤثرة؛ كالمسلسلات والبرامج وغيرها، التي تؤثر على تنشئة الطفل، كما ويجب أن يفتح الأهل حوارا مع الأبناء حول الأصول والعادات، وليس عيبا اللجوء للاستشاريين في معرفة كيفية التعامل مع الأبناء.
وفي ظل المتغيرات والعولمة والانفتاح حولنا، كما يقول مطارنة، علينا الاستعانة بالوسائل الحديثة للتربية، ولا بد من الانتباه للخصائص النمائية لدى الابن وتوجيهها، مع مراعاة اختلاف البيئة عن السابق.
تعليقات
إرسال تعليق