يحدث وأن تتعامل في حياتك مع أشخاص مختلفين في صفاتهم وسلوكهم، وهذا أمر طبيعي بلا شك، لكن الأمر يصبح مربكا عندما توجه شخصا ما يحمل صفة منبوذة كالبخل مثلا.
يحاول البعض تفسير البخل على أنه حرص من قبل الفرد، وتخوف من المستقبل، فيلجأ إلى المبالغة بالإمساك عن إنفاق المال حتى في الأمور الضرورية، بينما يعتبر آخرون أن البخل صفة مذمومة مهما اختلفت بمضامينها.
أما فيما يتعلق بتفسير علم النفس للبخل، وكيفية التعامل مع الشخص البخيل، فيقول دكتور علم النفس محمد الحباشنة ، إن البخل هو نتيجة عوامل متعددة قد تكون مرتبطة بنشأة الشخص، أو اكتساب صفات شكلت سلوك البخل لديه بحيث أصبحت تتعلق بأمرين مهمين هما الأمان والثقة.
فالأمان وفق الدكتور الحباشنة يعني أن الشخص البخيل يعتقد أن الأمان له علاقة بتواجد المال فيحافظ عليه ولا ينفقه، أما ما يخص الثقة، فتعني افتقاد الفرد لمصادر الثقة بغير المال، فيحافظ عليه بشدة كونه عنصر الثقة الوحيد بالنسبة إليه.
ولعل أكثر من يتأثر بالشخص البخيل هم أفراد عائلته، وبعض زملاء العمل وغيرهم لكن بشكل أقل.
وتاليا أفضل الطرق للتعامل مع شخصية البخيل عموما، وفق الدكتور الحباشنة الذي أشار في الوقت ذاته إلى أن كل حالة تختلف عن الأخرى:
1- يجب على المحيطين بالشخص البخيل إشعاره بالأمان بعيدا عن المال، وذلك من خلال الحوار والتعامل الجيد وعدم إظهار المعاناة بشكل مباشر من سلوكياته.
2- لا يستطيع الإنسان الطبيعي تغيير صفات وسلوكيات الشخص البخيل؛ إلا أنه يستطيع تغيير أساليب التعامل واستشارة متخصصين حسب طبيعة ونوعية البخل.
3- تعزيز مصادر الثقة الأخرى غير المرتبطة بالمال، مثل العائلة وعدم الخوف من المستقبل وأهمية التمتع بالحاضر.
4- عدم استخدام ألفاظ مثل "بخيل" أو "ماسك إيده" وغيرها لإطلاق حكم مسبق تظل "وصمة" لدى الشخص فتنعكس سلبيا ويستخدمها كمبرر له في سلوكيات البخل التي قد تزداد، وهو الأمر الأهم في التعامل مع تلك الشخصيات.
تعليقات
إرسال تعليق