هونزا إحدى المناطق التي تقع في شمال باكستان، وبالتحديد في مقاطعة كاراكورام وذلك على علو يصل إلى 6230 قدماً، ولا يزيد عدد سكانها على 35 ألف نسمة.
إنها مملكة الأنهار الجليدية والفردوس الذي لم تطأه بعد الحضارة المادية ولا الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل لا يربطها بالعالم الخارجي سوى ممرات وعرة للمشاة.
في منتصف الستينات نجح الأمير الحاكم في اقناع الحكومة الباكستانية بشق طريق يصل إقليم هونزا بالطريق العام واستلزم المشروع حوالي 10 سنوات من العمل المتواصل، وقد بلغت كلفته 476 ضحية من العمال وملايين من الدولارات. وفي العام 1974 تنازل الأمير عن العرش وأصبحت هونزا تحت الحكم المباشر لباكستان، وفي العام 1978 تم إنجاز الطريق العام وظل سكان هونزا ومعظمهم من المزارعين كما كانوا عليه طوال ألف عام.
ويتحدث شعب الهونزا لغة واحدة وهم خمس عشائر هي: البورونغ، الديرامايتنغ، الباراتالنغ، الكوروكوش، والبوروشو وقد سميت بهذه الاسماء تيمناً بالأسلاف المؤسسين وجلهم يتكلمون لغة البورشاسكي التي لا ترتبط بأي لغة أخرى في العالم.
ويشكل البوروشو حوالي 70% من سكان الهونزا ونادراً ما يتزوجون من عشائر الأقلية مثل واكن في الشمال وشين في الهونزا السفلى أو الدوم الذين يعيشون بأعداد قليلة مع عشيرة البوروشو. وتعتبر قبيلة البورونغ القبيلة الثانية في وسط الهونزا بعد قبيلة ديرامايتنغ من حيث النفوذ. ويمتلك كل مزارع مالا يقل عن شجرة واحدة، والرجل الذي يبيع أرضه هو كمن يبيع أولاده.
والغريب أن تمتع قبائل الهونزا بالعمر الطويل والصحة الممتازة يعود إلى ما لا يأكلون أكثر مما يعود إلى ما يأكلون فهم لا يأكلون الكثير من أي شيء ومجموع السعرات الحرارية مما يأكله الشخص البالغ منهم يبلغ 1900 سعرة في المتوسط، في حين أن متوسط ما يأكله الفرد الأمريكي في اليوم يحوي 3300 سعرة حرارية، أما من ناحية الطعام الذي يأكله الهونزا فمعظمه من الخضار والبقول مع القليل من اللحم، وأقل منه من الدهون والزيوت.
يشير الباحثون إلى أن إطالة عمر الإنسان بمقدار 10 - 20 سنة يتمثل بزيادة كمية الجلونايتون وهي مادة طبيعية تتواجد في الخضار النيئة مثل القرنبيط والملفوف وبذور النباتات الخضراء وبعض أنواع الأعشاب والصنوبر وغيرها، وقد طبق الباحثون النمط الغذائي المذكور على الحيوانات فزادت أعمارها بنسبة 40% ويقول هؤلاء إن قبائل الهونزا يعيشون في جو يحوي كمية كافية من الأوكسجين وهم يفرون الهواء الداخل إلى رئاتهم باستمرار ويتناولون المياه المعدنية النقية ويمارسون أعمالاً تعادل التمارين الرياضية التي يمارسها الرياضيون وكل ذلك من أجل تحسين دوران الدم في الجسم وطرح السموم منه.
وعندما قام البريطانيون بادئ الأمر باستكشاف هذه المنطقة في نهاية القرن التاسع عشر اندهشوا عندما التقوا أشخاصاً ادعوا بأن أعمارهم تزيد على 120 عاماً. ويؤمن سكان إقليم الهونزا بأنهم يعمرون أكثر من سواهم في أرجاء المعمورة ناسبين ذلك إلى طعامهم النقي الصحي الذي فسد للأسف بعدما أدخل البريطانيون إليه المواد الخمس المغشوشة وهي السكر والتبغ والتوابل والشاي والزيوت النباتية.
ولكن في العام 1960 بدأ الأمراء بفرض الضرائب المرتفعة على الشعب ولا يجيزون لأي مواطن الخروج من بلدته قبل أن يدفع جزية هي عبارة عن عنزة أو شيء من الحنطة.
ومن ميزات نساء الهونزا أنهن يقدرن الشخص المتعلم وكأنه بطل في معركة ما، وتتمتع المرأة الآن عند هذه القبيلة بحقوق كثيرة أهمها حق التعليم الذي لم يكن مباحاً لها في العهود السابقة.
وفي بداية السبعينات تم إنشاء مراكز للعناية الصحية أدى تزايدها إلى انخفاض حالات الإصابة بأمراض السل والإسهال الحاد، وهما الوباءان الرئيسيان المسببان للوفاة عند الهونزا قبل 20 عاماً، وفي الثمانينات أدخل المشروع الأكثر طموحاً لدعم الأرياف، حيث تضمن تشكيل أكثر من ألفي تنظيم محلي ساعد أعضاؤها في استنبات الجنائن والعناية بالحيوانات والتسويق والمحاسبة، وقد أصبحت السياحة المصدر الأهم لمداخيل الهونزا ففي العام 1991 مر في مناطق الهونزا أكثر من 40 ألف سائح أجنبي، حيث ساهم هؤلاء في تدفق النقد الأجنبي وازدهار حالة البلاد الاقتصادية.
إنها مملكة الأنهار الجليدية والفردوس الذي لم تطأه بعد الحضارة المادية ولا الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل لا يربطها بالعالم الخارجي سوى ممرات وعرة للمشاة.
في منتصف الستينات نجح الأمير الحاكم في اقناع الحكومة الباكستانية بشق طريق يصل إقليم هونزا بالطريق العام واستلزم المشروع حوالي 10 سنوات من العمل المتواصل، وقد بلغت كلفته 476 ضحية من العمال وملايين من الدولارات. وفي العام 1974 تنازل الأمير عن العرش وأصبحت هونزا تحت الحكم المباشر لباكستان، وفي العام 1978 تم إنجاز الطريق العام وظل سكان هونزا ومعظمهم من المزارعين كما كانوا عليه طوال ألف عام.
ويتحدث شعب الهونزا لغة واحدة وهم خمس عشائر هي: البورونغ، الديرامايتنغ، الباراتالنغ، الكوروكوش، والبوروشو وقد سميت بهذه الاسماء تيمناً بالأسلاف المؤسسين وجلهم يتكلمون لغة البورشاسكي التي لا ترتبط بأي لغة أخرى في العالم.
ويشكل البوروشو حوالي 70% من سكان الهونزا ونادراً ما يتزوجون من عشائر الأقلية مثل واكن في الشمال وشين في الهونزا السفلى أو الدوم الذين يعيشون بأعداد قليلة مع عشيرة البوروشو. وتعتبر قبيلة البورونغ القبيلة الثانية في وسط الهونزا بعد قبيلة ديرامايتنغ من حيث النفوذ. ويمتلك كل مزارع مالا يقل عن شجرة واحدة، والرجل الذي يبيع أرضه هو كمن يبيع أولاده.
أعمار طويلة
يبلغ متوسط أعمار أفراد قبائل الهونزا في الباكستان ما بين 120 - 140 سنة، ولمعرفة سر هذا الأمر، قام العلماء بالعديد من الأبحاث التي تناولت طريقة حياتهم وما يأكلون وما يشربون، وقد توصل الباحثون إلى وصايا يؤكدون أن من يتبعها يمكن أن يزداد عمره ما بين 40- 60 سنة.والغريب أن تمتع قبائل الهونزا بالعمر الطويل والصحة الممتازة يعود إلى ما لا يأكلون أكثر مما يعود إلى ما يأكلون فهم لا يأكلون الكثير من أي شيء ومجموع السعرات الحرارية مما يأكله الشخص البالغ منهم يبلغ 1900 سعرة في المتوسط، في حين أن متوسط ما يأكله الفرد الأمريكي في اليوم يحوي 3300 سعرة حرارية، أما من ناحية الطعام الذي يأكله الهونزا فمعظمه من الخضار والبقول مع القليل من اللحم، وأقل منه من الدهون والزيوت.
يشير الباحثون إلى أن إطالة عمر الإنسان بمقدار 10 - 20 سنة يتمثل بزيادة كمية الجلونايتون وهي مادة طبيعية تتواجد في الخضار النيئة مثل القرنبيط والملفوف وبذور النباتات الخضراء وبعض أنواع الأعشاب والصنوبر وغيرها، وقد طبق الباحثون النمط الغذائي المذكور على الحيوانات فزادت أعمارها بنسبة 40% ويقول هؤلاء إن قبائل الهونزا يعيشون في جو يحوي كمية كافية من الأوكسجين وهم يفرون الهواء الداخل إلى رئاتهم باستمرار ويتناولون المياه المعدنية النقية ويمارسون أعمالاً تعادل التمارين الرياضية التي يمارسها الرياضيون وكل ذلك من أجل تحسين دوران الدم في الجسم وطرح السموم منه.
خمائر وفاكهة
ويضيف هؤلاء: ان نمط طعام الهونزا يحوي الكثير من الخمائر وهي مركبات تساعد على الهضم وتتوفر في الأعشاب التي يأكلونها ويتداوون بها وفضلاً عن ذلك يكثرون من تناول الفاكهة، كما يقومون بجلسات تأمل لمدة ربع ساعة يومياً مما يؤدي إلى هدوء الأعصاب وزيادة القدرة على التركيز.وعندما قام البريطانيون بادئ الأمر باستكشاف هذه المنطقة في نهاية القرن التاسع عشر اندهشوا عندما التقوا أشخاصاً ادعوا بأن أعمارهم تزيد على 120 عاماً. ويؤمن سكان إقليم الهونزا بأنهم يعمرون أكثر من سواهم في أرجاء المعمورة ناسبين ذلك إلى طعامهم النقي الصحي الذي فسد للأسف بعدما أدخل البريطانيون إليه المواد الخمس المغشوشة وهي السكر والتبغ والتوابل والشاي والزيوت النباتية.
حكم الأمراء
وعلى الرغم من أن الهونزا يتصفون بخجل نسبي تجاه الغرباء إلا أنهم كثيرو المزاح فيما بينهم رغم أن تاريخهم شهد أحداث عنف واقتتال مريرة فقد كان شعب الهونزا يقوم بالإغارة على قوافل التجارة، نظراً للعزلة التي كان يعيشها بسبب الأنهار الجليدية، ويعتقد بعض السكان أن حكم الأمراء في الهونزا ساهم في تطوير البلاد وزاد من اتصالات الإقليم مع العالم الخارجي، مما ساعد الحكومة الباكستانية على دعم هذه المقاطعة عبر الاستثمارات، وأصبح لدى 80% من شعب الهونزا كهرباء وأنابيب مياه ومياه صالحة للشرب إضافة إلى 5 مدارس ثانوية ومدرستين إعداديتين وطرق تصل جميع القرى في الهونزا بالطرق العامة الأخرى.ولكن في العام 1960 بدأ الأمراء بفرض الضرائب المرتفعة على الشعب ولا يجيزون لأي مواطن الخروج من بلدته قبل أن يدفع جزية هي عبارة عن عنزة أو شيء من الحنطة.
ومن ميزات نساء الهونزا أنهن يقدرن الشخص المتعلم وكأنه بطل في معركة ما، وتتمتع المرأة الآن عند هذه القبيلة بحقوق كثيرة أهمها حق التعليم الذي لم يكن مباحاً لها في العهود السابقة.
وفي بداية السبعينات تم إنشاء مراكز للعناية الصحية أدى تزايدها إلى انخفاض حالات الإصابة بأمراض السل والإسهال الحاد، وهما الوباءان الرئيسيان المسببان للوفاة عند الهونزا قبل 20 عاماً، وفي الثمانينات أدخل المشروع الأكثر طموحاً لدعم الأرياف، حيث تضمن تشكيل أكثر من ألفي تنظيم محلي ساعد أعضاؤها في استنبات الجنائن والعناية بالحيوانات والتسويق والمحاسبة، وقد أصبحت السياحة المصدر الأهم لمداخيل الهونزا ففي العام 1991 مر في مناطق الهونزا أكثر من 40 ألف سائح أجنبي، حيث ساهم هؤلاء في تدفق النقد الأجنبي وازدهار حالة البلاد الاقتصادية.
تعليقات
إرسال تعليق