القائمة الرئيسية

الصفحات

من يقتل الياسمين في بلادي …؟!!


خولة المغربي- يتعثر في خطواته الأولى، فيقع قلبي، يتلعثم بأبجدية البراءة، فنطق بلغات الحبّ كلها فرحاً قلبي، تتطأ قدماه عتبة المدرسة في بواكير الطفولة، يرفرف قلبي، يلبس ثوب التخريج ويغلق باب المدرسة، يزغرد قلبي، ويلبسه ثانية في مدرّجات الجامعة، يتبختر زهوا قلبي، يعدُّ راتبه الأول ديناراً ديناراً، فيعانقه قلبي، تخترق رصاصة مستهتر فخذه فيجنُّ جنوني قلبي وينكسر شظايا….
تخونني الكلمات وتخذلني، في موقف دراماتيكي خيالي، لا يستوعبه العقل، حين ينقل لك على ذي غرّة خبر إطلاق النار على فلذة كبدك، فتصاب بالفجأة ويرتجّ عليك الكلام، وتضيق الأرض بما رحبت، فهل يُعقل أن شاباً بعمر الياسمين، وادع حالم مسالم عابق بالحياة والعنفون، لافظ للاغتراب كمن يلفظ مرّ الطعام في سبيل معشوقته عمّان، فليس بالمال وحده يحيا الإنسان، كما يؤمن، فلا شىء يعدل صباحاتها الضاحكة، ومساءاتها الساحرة، يتعرض لإطلاق الرصاص جهاراً، دون أي رادع ديني إنساني أو أخلاقي أو اجتماعي!!!!
إلى متى سيظل هؤلاء الخارجون عن الإنسانية يتجولون في طغيانهم؟؟ وإلى متى ستظل أيديهم مشرعة السلاح في دروب أبنائنا؟؟؟؟ همّ شياطين الليل والنهار، ولصوص الدم المراق في شوارعنا، والنقطة السوداء في صفحاتنا، والسحابة الرمادية في سماء عمّاننا.
متى سيكون هناك قانون رادع بحق لهذه الأيدي الملوثة بدم أبنائنا؟؟؟ ومتى سيدرك القانون العشائري أن التسامح لا ولن يليق بهم أبداً، وأن الكرم الحاتميّ الأصيل بالعفو وتخفيف العقوبة، لا يحقّ لهم؟؟؟
كم كان مريحاً وعظيماً هاتف الأمن العام، الذي تلقيناه فجر هذا اليوم ليزفّ لنا خبر إلقاء القبض على الجاني، بعد اختفائه وهربه، كل الاحترام والتقدير والعرفان للعيون الساهرة، المرابطة على أمن وسلامة أبنائنا، فضلاً عن التفاعل الفوري مع الحادث، الذي تعرض له ابننا على طريق المطار ليلة الخميس الفائت، حيث خلال خمس دقائق فقط، وصل الأمن العام والدفاع المدني إلى مكان الحادث، وتم إسعاف ابننا على الفور وإيصاله إلى أقرب مستشفى، الأمر الذي أنقذه من تداعيات النزيف، نرفع القبعات للجنود المجهولين، القابضين على أرواح أبنائنا من غدر سلاح عبثيّ في يد الخارجين عن الإنسانية.
عادت الروح إلى ساكنيها، ورفرف من جديد قلبي، وعانق ابني وسادته فقرّت عيني، واستكان بين الضلوع.
كان الله في عون الأمهات الصابرات على فراق أو إصابة أبنائهن، بيد غدر الخارجين عن الإنسانية، ولتمطر السماء صبراً على قلوبهن ….
Reactions

تعليقات