سيزيف او سيزيفوس (Sisyphus) كان واحد من آلهة الأغريق حدثت بينه وبين كبير الآلهة "زيوس" مشكلة كبيرة نتج عنها أن غضب عليه الأخير وقرر قيده بالسلاسل لعقابه.
لكن سيزيفوس العنيد نجح في الهرب، فحكمت عليه الآلهة بالبقاء خالداً في الجحيم ومعاقبته برفع صخرة من القاع حتي قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل، فيعود ليبدأ الرحلة من جديد من القاع إلى القمة.
كان سيزيفوس المسكين يدفع الصخرة نحو قمة الجبل شديد الانحدار وكلما كادت الصخرة أن تصل القمة انقلبت وتدحرجت إلى الأسفل محدثة جلبة شديدة ومثيرة غمامة من الغبار، فيعود ليستجمع كل ما فيه من قوة ويدفع الصخرة نحو القمة، ويتصبب منه العرق كالمطر ويتعالى لهاثه كالرعد، وعندما يكاد يصل إلى القمة تعود الصخرة وتتدحرج من جديد بلانهاية لعذابه.. ولا طائل لمجهوده الضائع.
والقصة كمعظم الأساطير الأغريقية تحمل في طياتها حكمة إلى بني البشر، فمأساة سيزيفوس ورحلته مع المعاناة، هي في حقيقة الأمر تمثل عذاب الإنسان ومعاناته مع الجهد المركز في جانب واحد من الحياة لا طائل من وراءه دون النظر لباقي جوانب الحياة التي ربما تكون أكثر أهمية.
تعليقات
إرسال تعليق