السراويل الجينز، الملابس الداخلية الضيقة والرفيعة، ركوب الخيل والدراجات، فتح الحوض، الجمباز، وغيرها من المحظورات التى حرمها المجتمع علينا كفتيات وأطفال وحرمناها نحن على أنفسنا لنحافظ على غشاء بكارتنا، الذى طالما رسمت فكرة عنه لنا، وكأنه قطعة رقيقة جدا، وموجودة على السطح من جهازنا التناسلى، وأى حركة مهما كانت بسيطة يمكنها أن تلحق الضرر به، الأمر الذى حوله من هبة من الله ودليل على شرفنا وعذريتنا، إلى هم ثقيل نحمله على قلوبنا يعيشنا فى حالة من الرعب ويحرمنا من العيش بطريقة طبيعية من أجل الحفاظ عليه، وفى النهاية بعد الزواج نكتشف أننا كنا نحيى كذبة كبيرة، لكن بعد أن يفوت الأوان ومرور أحلى أيام حياتنا.
الطب النفسى: المفاهيم المجتمعية الخاطئة وراء تضخم «فوبيا الغشاء»
أشارت الدكتورة «شيماء عرفة» إخصائى الطب النفسى إلى المفاهيم والمعتقدات المجتمعية الخاطئة التى توارثناها جيلا بعد جيل، دون حقيقة علمية واحدة تؤكدها، أو مصدر معلوم ومعروف يصرح بها، كانت السبب وراء بعض المشاكل والعقد النفسية والجنسية التى يعانى منها مجتمعنا الشرقى والمصرى على وجه الخصوص.
متابعة: ويعتبر الهوس و«الفوبيا» من فض غشاء البكارة واحدة من هذه الحكايات والتابعة لمنظومة العادات، والتقاليد التى تكتسح المجتمع وتحرم بعض الأشياء وتنهى عن القيام بالعديد من السلوكيات اليومية دون حجة أو سبب منطقى، فتربت النساء على نصائح وتحذيرات الأم والجدة من بعض الأفعال مثل ارتداء ملابس ضيقة وركوب الدراجة وغيرها من الأشياء التى قد تؤدى إلى تمزيق غشاء بكارتهن والقضاء على عذريتهن، دون أن يرجعن لحادث معين أو تحليل علمى يقر ذلك، إنما اعتمدن فقط على تحليل الجدات للموقف وانتشار النصيحة مثلها مثل أى شائعة تكتسح مجتمعنا بسرعة الصاروخ.
وأضافت «عرفة»: السبب فى الأساس من انتشار هذه التحذيرات وتحولها إلى فوبيا حقيقية، هى الطريقة النفسية التى يفكر بها مجتمعنا الذكورى، فتحول غشاء البكارة « إلى شىء مقدس، يحافظ عليه الفتيات ويسعى إليه الرجال، وذلك من أجل إثبات قضايا اجتماعية ونفسية أخرى مثل «الشرف والعرض» وبسبب أهمية هذه المفاهيم لدى الرجال جاءت أهمية هذا الغشاء عند النساء، وكأنه الدليل الوحيد على شرف البنت.
ومن هنا تفجرت المخاوف حول فضه مبكراً أو قبل الأوان، وبدأت النساء يحصن أنفسهن من أى شىء مهما كان بسيطا، من أجل إرضاء المجتمع الذى يحكم عليهن من خلاله وإرضاء الرجل الذى يتربع على عرش مجتمعه.
طبيبة أمراض نساء: السراويل الجينز والألعاب الرياضية غير مسؤولة عن فقد العذرية
أكدت الدكتورة «أمل عبدالعال» استشارى أمراض النساء والتوليد أن السراويل الجينز والألعاب الرياضية وركوب الدراجة والخيل ليست أسبابا علمية أو منطقية بإمكانها أن تفض غشاء البكارة أو تفقد البنت عذريتها بسهولة، كما يشاع فى مجتمعنا، إلا إذا تعرضت الفتاة لحادث ما أو استخدام مفرط مثلا فى بعض التمارين الرياضية التى من الممكن أن تمهد الطريق لغشاء البكارة ولا يمكن أن تمزقه على الإطلاق، موضحة:
يجب أن نتعرف على شكل ومكان هذا الغشاء حتى نتأكد أن موضوع فضه أمر صعب للغاية، فهو عبارة عن غشاء رقيق من الجلد يوجد فى أول المهبل لدى العذراوات، ويزداد قوة مع تقدم السن، يعمل على إغلاق الفتحة الفرجية بصورة كاملة، ويكون على بعد 2-2.5 سم من خارج المهبل محافظا عليه بالشفتين الصغرى والكبرى، تولد به البنت وينمو مع نمو الجسم كحال باقى الأعضاء.
متابعة: وفى مرحلة المراهقة تختفى منه أجزاء كى يسمح لدم الدورة الشهرية بالنزول من الرحم، ونتيجة لذلك تعددت أشكال الغشاء، مثل المطاطى والهلالى وغيرها، وبسبب تعدد أشكاله ووجوده قريب من منطقة الخارج من المهبل تكونت هذه المخاوف من فضه بسهولة.
لكنها مجرد مخاوف وأوهام وبعيدة عن أرض الواقع، لأن الماء المندفع من الشطاف مهما كانت قوته والسروال الجينز مهما كان ضيقا، والدراجة مهما كانت حدة مقعدها إذا لم تتعرض لها الفتاة بشكل متعمد لتخترق هذه المنطقة على وجه الخصوص لن يحدث ذلك الفض على الإطلاق، وكل ما يمكن أن يحدث أن يتعرض الغشاء لبعض الخدوش فى حال التعمد الواضح والصريح لفضه أو التعرض لحادث نتيجة للاستخدام الخاطئ لمثل هذه العادات اليومية.
5 مفاهيم خاطئة عن فض الغشاء ليلة الدخلة وتصحيحها
تعانى النساء من بعض الأفكار السلبية عن ليلة الدخلة، ومشكلة فض غشاء البكارة، نتيجة للاستماع إلى كلمات الأصدقاء والأقارب التى عادة ما تكون مغلوطة، وتمدهن بمعلومات خاطئة عن ليلة الدخلة والعنف الذى يحدث بها من أجل تحقيق هدف الزوج فى فض الغشاء، وما يترتب عليها من آلام والتهابات تعانى منها الزوجة فترة طويلة بعد أول عملية اتصال جنسى لها مع زوجها.
لذلك نصحح الـ 5 مفاهيم الخاطئة:
غشاء البكارة رقيق ولا يحتاج إلى العنف لفضه، لكنه يحتاج إلى طريقة معينة لاختراق هذا العضو التناسلى.
الألم يكون وقتيًا نتيجة تمزق الغشاء، ولا يترك أثرًا فيما بعد، مادامت كانت الفتاة لا تعانى من التهابات المبايض.
نحتاج إلى عملية تطهير بعد أول عملية اتصال جنسى، من خلال الجلوس فى ماء دافئ يحتوى على مطهر مختص بهذه العملية.
ليس هناك أى حقيقة فى بعض الأقوال التى تشير إلى التعب والمرض الذى يلحق بأول عملية اتصال جنسى.
أيضًا لا توجد صحة فى أى كلمة تشير إلى النزيف الذى يحدث نتيجة عملية الفض، إنما ينتج كمية دم قليلة، وإذا حدث غير ذلك يجب التوجه إلى الطبيب سريعًا.
تعليقات
إرسال تعليق