وبسبب هذا الحادث غير المتوقع، بات على الزوجين أن يقللا من حجم مدخرات التقاعد للأعوام القليلة القادمة من أجل زيادة حجم المال المخصص للطوارئ، والذي يراه دولين "أمرا يبعث على الإحباط".
إن بعض النفقات غير المتوقعة أو الكبيرة قد تكون واحدة من العديد من الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى خسارة المدخرات. فتراجع أسواق المال يمكن أيضا أن يؤدي إلى القضاء على مدخرات جمعت على مدار عدة سنوات.
ويمكنك التعرف على ذلك من خلال الحديث إلى أحد الأشخاص الذين فقدوا أموالهم خلال الأزمة المالية العالمية التي ضربت أسواق المال في عام 2008.
ففي الولايات المتحدة، خسر بعض العمال نحو 24 في المئة في المتوسط من رصيد حساباتهم البنكية التقاعدية في ذلك العام. كما أن أكثر من نصف الآباء الأمريكيين الذين كانت لديهم خطط إدخار جامعية (لأبنائهم) تراجعت مدخراتهم أيضا في ذلك العام.
وفي المملكة المتحدة، أدت الأزمة المالية عام 2008 إلى تراجع في قيمة الثروة العامة بلغ نحو 1,16 مليار دولار، (815 مليار استرليني)، فقد سُجل تراجع بمقدار 31 ألف استرليني في كل بيت في المتوسط. وذلك بسبب انخفاض أسعار المنازل، وتراجع قيمة أموال التقاعد والاستثمارات.
وقال مارك لاسبيزا، المخطط المالي لدى مؤسسة "فيرميلوين فاينانشيال أدفيزورز" لتقديم الاستشارات المالية بولاية إلينوي الأمريكية: "الأمر الأساسي هنا هو أنه أصبح لديك موارد أقل مما كنت تتوقع. وبالتالي فإنك تحتاج إلى اتخاذ بعض القرارات".
ونعرض فيما يلي بعض الاستراتيجيات الخاصة بالتعامل مع أي أزمة مالية كبيرة قد تمر بها.
ماذا ستحتاج: سوف تحتاج بالطبع إلى الصبر، وقوة العزيمة، والقدرة على النظر إلى الصورة الأكبر بكل تفاصيلها.
قد يعجبك ايضا
كم تحتاج من الوقت: تأتي معظم الخسائر المالية الكبيرة على نحو مفاجئ، لكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتمتص تلك الصدمة.
إن وجود صندوق لمدخرات الطوارئ تحتفظ فيه بنفقاتك المعيشية لفترة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر يمكن أن يقدم لك مساحة لالتقاط الأنفاس حتى تتمكن من التفكير في الخيارات المتاحة أمامك.
وإذا كانت حقيبتك الاستثمارية قد تراجعت بشكل حاد، فمن الضروري أن تأخذ بعض الوقت للتفكير في خياراتك المختلفة بدلا من اللجوء إلى إنفاق المال كرد فعل مباشر.
استشر خبيرا ماليا: يمكن لطرف آخر موضوعي أن يقدم لك بعض الجوانب الفنية بشأن مدى تاثير تلك الخسارة المالية على وضعك المالي بشكل عام. فربما تكون هناك موارد لم تأخذها في الحسبان، أو أن إدخال بعض التعديلات البسيطة على خطتك يمكن أن يضعك على المسار الصحيح.
وبهذه الطريقة، لن تكون عرضة لتقلبات السوق قبل وقت قصير من احتياجك للمال.
عالج الأمر بحكمة: قالت شانون سيمونز، الخبيرة المالية بشركة "سيمونز فاينانشيال بلاننغ" بمدينة تورنتو: "في الحقيقة، الخطأ الأكبر (في مثل هذه المواقف) هو الاستسلام. فالصدمة المالية يمكن أن تكون مدمرة، ولها أثر قوي على الدافع النفسي".
وأضافت: "والعديد من الأشخاص الذين يتعرضون لخسائر مالية كبيرة قد يصلون إلى مرحلة اليأس، وهي المرحلة التي يتوقفون فيها عن المحاولة." ويمكن لذلك الوضع أن يؤدي أيضا إلى ارتفاع في الديون الاستهلاكية، ووقف الادخارات، أو التخوف غير الصحي من تقلبات السوق، وكلها أمور لن تساعد في شيء.
وأضافت سيمونز: "الشيء الأكثر أهمية هو الاستمرار في المحاولة. ضع خطة تتسم بالواقعية، ولا تجعل نفسك عرضة للفشل من خلال وضع أهداف ضخمة وغير واقعية بالمرة. وأعد البناء شيئا فشيئا، ولا تفقد الأمل".
BBC Capital.
تعليقات
إرسال تعليق