يتميز الكثيرون بتعاطفهم الشديد مع الآخرين ومع الأزمات التي يتعرضون لها، ولكنهم لا يستطيعون تفسير هذا التعاطف، فقد يشعرون باهتمامهم الزائد بحدث معين تعرض له أحد معارفهم، لكنهم قد لا يدركون أن سبب ذلك الاهتمام يعود لكونهم يملكون تعاطفا عاليا مع غيرهم من الناس، حسب ما ذكر موقع "LifeHack".
عندما يملك المرء إحساسا عاليا بالأحداث التي تحيط به، فإنه يسهل عليه تقمص ما يشعر به الطرف الآخر وكأنه يعايش نفس ظروفه. ما يميز هؤلاء الأشخاص أصحاب الحس العالي أنه يمكنهم إلى حد بعيد التنبؤ بأحاسيس ومشاعر الطرف الآخر وإدراك تأثير تلك المشاعر عليه.
فيما يلي سنستعرض عددا من المؤشرات التي يمكن للمرء من خلالها معرفة ما إذا كان يصنف ضمن ذوي الإحساس العالي والتعاطف مع الآخرين أم لا:
- حسن الاستماع: يركز المتعاطفون مع الآخرين على جانب الاستماع أكثر من التكلم، وذلك لكونهم يحاولون فهم ما يعانيه الطرف الآخر وتقمص إحساسهم ليتمكنوا من محاولة مساعدتهم. فمن خلال الاستماع يقوم الشخص المتعاطف بتحليل كل كلمة يسمعها أو حتى تلك الكلمات التي لم ينطقها الطرف الآخر وإنما تفهم فهما من كلامه، مما يساعده على الوصول لأقصى درجات الفهم للأزمة التي يمر بها الطرف الآخر.
- مصدر للنصيحة والدعم: نظرا لقدرة الشخص المتعاطف على تقمص مشاعر الطرف الآخر والإحساس العالي بما يكابده من آلام، فإنه يصبح لاحقا مصدرا للنصح والدعم والإرشاد للطرف الآخر سواء على المستوى الشخصي أو مستوى الأزمة التي يتعرض لها والتي قد تكون مهنية أو ما شابه. إن امتلاك صفة حسن الإصغاء وصفة تقمص ما يشعر به الآخرون يساعد المرء على أن يكون ملجأ لغيره ومحبوبا منهم.
- امتلاك شخصية قيادية: عندما يجد المرء تعاطفا عميقا من قبل أحد الأشخاص فإنه يصبح بالنسبة له إنسانا صادقا وموثوقا بكلامه. لذا، فإن المرء المتعاطف مع الآخرين يمكن أن يوصف بأنه يملك شخصية قيادية ناجحة بالفطرة فلو كان أستاذا تجد طلابه يحبونه ويحترمونه ولو كان مديرا لشركة فإن موظفيه سيحبونه ويقدرونه، وهكذا فإنه يستطيع بسهولة بناء جذور الثقة مع من يتعامل معهم.
- وضع حاجة الآخرين في المقدمة: إن امتلاك تعاطف عال مع الآخرين يجعل المرء ميالا للاهتمام بحاجات غيره قبل الاهتمام بحاجته الشخصية. وبالتالي فإن تقمص المرء لمشاعر الآخرين يكون تقمصا كاملا بحيث يجعله يضع حاجاتهم أولوية لديه مهما كانت أهمية احتياجاته هو. ونظرا لهذا التعاطف العالي فإن المرء يمتلك القدرة على توقع أثر وضع حاجة الطرف الآخر في المقدمة من الجانبين النفسي والجسدي ولكنه قد يتجاهل حاجاته الشخصية كليا.
- إمكانية التعرف على ردود الأفعال الإيجابية والسلبية: لكل شيء في هذا العالم نوع من الذبذبات، وتلك الذبذبات تنطلق من أجساد كل منا إلى العالم من حولنا. وهنا علينا أن نعلم بأن أصحاب الحس العالي بالآخرين يمكنهم التقاط تلك الذبذبات مهما كانت بسيطة وترجمتها لفهم حالة الشخص الذي أرسلها. وهذا يفسر كيف أن نظرة خاطفة من شخص معين يمكن أن يفهمها الشخص المتعاطف دونا عن غيره ويمكن أن يحللها ما إذا كانت سلبية أو إيجابية.
تعليقات
إرسال تعليق