للحياة ضرورات أساسية لا تكتمل بدونها، ومن أساسيات التمتع بحياة كاملة “النجاح”، الذي يكون مصاحباً للتميز، فالحياة سلسلة متعاقبة ومتواصلة، وتعد مرحلة العمل من مراحل النمو الفكري والعلمي والتطور العملي، وتحتم هذه المرحلة ضرورة الاهتمام والكد والجهد والكفاح، ولا يأتي ذلك إلا بالتميز والإبداع في مجال العمل الذي يصل بالمرء إلى تحقيق النجاح.
وهناك خط رفيع بين النجاح والفشل وبين العادي والمتميز، وفق ما جاء على موقع مجلة “سيدتي”، ولكي يتحقق الإبداع يجب أن يملك الفرد الرغبة القوية والقدرة المرافقة للعمل ليصنع مستقبلاً ناجحاً ومتميزاً.
ويقول المدرب والمستشار الدولي في التنمية البشرية أحمد محمد السعدي “في البداية يجب أن نعرف أن الأفراد المتميزين هم الأفراد المؤهلون بدرجة عالية من الأداء، فهم أصحاب الأداء العالي مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمون إليها، وقد كرم الله الإنسان عن غيره من المخلوقات، وأعطاه الدافع والتحكم والتطلع لإيجاد سبل نجاحه في الحياة ليتميز بطبعه في حياته وعمله”.
صورة الفرد المتميز في مجال العمل
يرى العديد من الباحثين أن الفرد المتميز في عمله يملك الكثير من الدوافع، والتي من أهمها؛ الدافع الشخصي، والحماس نحو العمل، والرغبة في التحدي، والاندفاع نحو تحقيق الأهداف، إضافة إلى الإيجابية التامة في التعامل مع الآخرين، ومرونة التفكير، وزيادة النشاط المصاحب للارتفاع في القدرات العقلية والأدائية، واحترام الذات، والرغبة في تحقيق الاستقلال، ولا يأتي كل ذلك إلا بالرغبة المستمرة في تحقيق النجاح وحب الاستطلاع والقدرة على تقديم مساهمات مبتكرة وجادة وأصيلة في مجال العمل.
إتقان العمل والتميز به
يقول السعدي “لقد حثنا ديننا الحنيف على الإخلاص في العمل والتميز به؛ حيث قال سبحانه وتعالى “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، وقال عليه الصلاة والسلام “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”، وهو ما يجب علينا أن نلتزم به، فعلى المرء السعي دائماً للتميز في كل أمر من أمور حياته، وإتقان العمل، وبذل الجهد بدون رقيب، وإخلاص النية لله تعالى، وبذلك يضع قدمه على أولى درجات التميز، ويزداد إيماناً بأهمية دوره في الحياة، كما أن التحلي بثقة كبيرة بالنفس يجعله يحقق درجات عالية من الأداء ليصبح فرداً متميزاً”.
وهنالك “7” أسرار للتميز في مجال العمل:
- تعلمي أن تحبي عملك وتتفوقي فيه: التزمي بأن تكوني متميزة ومبهرة في مجالك، فتعلمي أن تحبي ما تفعلينه، ثم تعلمي أن تتقنيه إلى أقصى درجة، وتقبلي كونك شخصاً جديراً بالاحترام حتى تحترفي ما تفعلينه، وهذا ما يفسر عدم شعور شريحة كبيرة من الناس بالسعادة والرضا؛ لأنهم غير متميزين في أي شيء.
- اتبعي القادة والناجحين: حددي من ترينهم ناجحين من الناس في مجال عملك، ثم قرري أن تكوني مثلهم، واتبعي القادة لا التابعين، كذلك اتبعي من يصدرون القرارات، وإذا أردتِ أن تكون امرأة ناجحة، ابحثي عن أنجح شخصية تعرفينها، واذهبي إليها، واسأليها عن نصيحتها لك لكي تنجحي في المجال ذاته.
- كوني صادقة ومخلصة في عملك: لا نقصد الأمانة والصدق مع الآخرين فحسب، بل مع نفسك، ومع أهدافك، فعندما تتأخرين عن العمل وتتركينه قبل الوقت المحدد، فأول من تخونينه هو نفسك، ومن بعدها هدفك في الحياة، وقدراتك الفعلية التي لا تظهرينها وتدفنينها بهذا الأسلوب الكسول.
وعندما تأتي إلى العمل مبكرة حين لا يراقبك أحد، فستشعرين بالسعادة والرضا عن نفسك؛ لأنك تراقبين نفسك.
- استعملي العبقرية والإبداع الفطري: في داخل كل شخص منا قدرات لا حصر لها على الإبداع تنتظر من يكشف عنها عبر التدريب والتعليم بشكل يومي، وكل واحد منا قادر على التصرف بأسلوب عبقري فيما يتعلق بشيء ما، فهذا بارع في البيع، وذاك في الفن، وكل واحد منا يستطيع فعل شيء واحد بعبقرية ونبوغ، فاكتشفي براعتك واستثمريها.
- تعاملي مع كل من تقابلينه كما لو كان يساوي الملايين: عاملي كل عميل لك كما لو كان الأكثر أهمية على ظهر هذه الأرض، وعاملي الناس كما تحبي أن يعاملوك، وقدريهم بقيمة شديدة الكبر لا يمكن تقديرها.
- اعملي بأقصى قوتك وستنجحين: العمل الشاق يجلب لك النجاح، أما إذا تكاسلت وتخاذلت فأول من تخونينه هو نفسك، ونظرتك إلى ذاتك، واحترامك لنفسك، فنهاية طريق الكسل معروفة، لذا عليك أن تندفعي بأقصى قوة مع تخصيص وقت لجسدك ولعائلتك ولأهلك.
- التزمي في حياتك بالتعلم ما دمت حية: اقرئي واستمعي، فأهم ما تملكينه في هذه الحياة هو عقلك وما تضعينه فيه، لذا استثمري فيه بدون انقطاع، فكلما تعلمنا الأمور المفيدة المجدية، زادت قيمتنا وزاد تميزنا، فتعلمك الجديد يعني زيادة عوائدك وقيمتك في سوق العمل، فتعلمي شيئاً جديداً كل يوم، وكوني كائناً حياً من أجل التعلم.
تعليقات
إرسال تعليق