الغد- يحتاج الأبناء من والديهم أن يحبوهم بأربع طرق مختلفة، ولكل طريقة منهم دورها الفعال الذي يسهم في نمو الأبناء وتشكيل شخصياتهم المستقبلية، وتتمثل الأنواع الأربعة في؛ الحب المادي، الحب المعنوي، حب الأبناء كأشخاص مستقلين، الحب الفطري.
الحب المادي
يحتاج الأبناء إلى تواصل الآباء الحسي معهم بشكل يومي. فهم يشعرون بالسعادة الغامرة عندما يلمسونهم وينظرون إليهم ويستمعون لهم ويضمونهم إليهم ويداعبونهم ويبتسمون في وجوههم ويقبلونهم. فهم يحبون تلك اللحظات التي يشعرون فيها بالتفاعل والتواصل بينهم وبين والديهم.
فمن الواضح أن هناك متعة حقيقية تنشأ من هذا النوع من التواصل الحسي الذي يكون بين الأبناء ووالديهم. فإذا أراد الأب والأم تجربة هذا النوع من الحب، عليهما أن يحددا أولاً وقتاً معينا يخصصانه لهذا النوع من التواصل الحسي مع أبنائهما، ويمكنهما ملاحظة مدى استمتاع الأبناء بوقتهم هذا، فالشعور بالحب هنا يأتي من المشاركة والاتحاد.
الحب المعنوي
إن القلب هو مكمن الشعور بالحب. فالحب طاقة تخرج من القلب لتغذي باقي أجزاء الجسم، فتغمرها بتلك الأحاسيس الدافئة النابعة منه. فيرق الجسد تأثراً بهذه الطاقة، وينعكس هذا في إحساس الإنسان بعذوبة ما يستمع إليه من أصوات وفي اختلاف نظرته للأمور من حوله. فالحب بذلك يعطي لحياة الإنسان مذاقاً خاصاً يجعلها أكثر سعادة وتفاؤلاً. وبتلك التلقائية التي تظهر في تصرفات الوالدين نتيجة لشعورهما بالحب، يمكنهما أن يعكسا تلك المشاعر على طريقة تعاملهما مع أبنائهما بكل الحب والحنان.
فإذا أحب كل أب وأم أبناءهما على هذا النحو، سيتمكنون جميعا من الاتحاد في كيان واحد. ومن ثم فإن الشعور بالحب ينقل للأبناء الشعور بتقبل والديهم لهم وتفهمهم وصراحتهم في التعامل معهم ومشاركتهم الإيجابية لهم. كل ذلك ينتج عن مجرد تعبيرهما عن حبهما لأبنائهما ليس إلا.
وينتج عن هذا كله وصول الأسرة إلى درجة رائعة من التفاهم بين الوالدين والأبناء، مما يشجع الأبناء على مصارحة والديهم ومشاركتهم كل مشاعرهم تجاه كل من حولهم. والغريب في الأمر أن ما يحرك هذا النوع من الحب بداخل الأفراد، مشاركتهم كل ما ينتابهم من مشاعر، حتى وإن كانت المشاعر قاسية نوعا ما.
فعلى الآباء والأمهات أن ينشئوا جسراً من التواصل العاطفي مع أبنائهم. وعليهم أن يطلعوا أبناءهم على مشاعرهم الداخلية، فيعرفون ما يشعر به الأبناء ويشركونهم فيما يشعرون هم به.
وهذه بعض المقترحات الخاصة بذلك:
- على الوالدين إخبار أبنائهما صراحة بمدى حبهما لهم واستمتاعهما بصحبتهم.
- على الوالدين تشجيع أبنائهما على التعبير عن حبهم لهما.
- على الوالدين مناقشة أولادهما فيما يشعرون به، وعليهما أن يتقبلا تلك المشاعر بصدر رحب.
- على الوالدين تشجيع أبنائهما على الإفصاح عن مشاعرهم الحقيقية تجاههما.
حب الأبناء كأشخاص مستقلين
يمكن للآباء والأمهات تشجيع استقلالية أبنائهم من خلال التعبير عن حبهم لهم كأشخاص مستقلين. فهذا الحب هو ما يشعر الآباء والأمهات بالسعادة عندما يتقبلون أبناءهم كما هم. فإذا ما أحب كل أب وكل أم أبناءهما بكل ما فيهم من صفات جيدة وسيئة طوال فترة طفولتهم، فإنهما بذلك يشجعانهم على البحث عن هويتهم المستقلة والتعبير عنها واحترامها.
يتسم هذا النوع من الحب بالاستمرارية. فهو لا يقتصر على القيام ببعض التصرفات اليومية كما الحال في الحب المعنوي، بل يمتد لأبعد من ذلك بكثير. فهذا الحب يعتمد على التفهم والتفكير والإدراك، ولا يعتمد على التواصل الحسي أو المعنوي، كما هو الحال في النوعين السابقين، هو نوع خاص جدا من الحب.
وليستطيع كل أب وأم أن يؤكدا حبهما لأبنائهما كأشخاص مستقلين، عليهما أن يمنحا لنفسيهما الفرصة للتحدث بصراحة مع أبنائهما والتعبير لهم عن مكنون صدورهما. على الوالدين الحرص على ملاحظة طبيعة شخصية أبنائهما وعليهما أن يساعداهم في اكتشاف جوانب شخصياتهم بأنفسهم. فمن المثير للدهشة أن الأبناء تكون لديهم القدرة على اكتشاف ذلك والتعبير عنه في سن مبكرة جدا.
إن هذا النوع من الحب يدفعنا إلى الاستمتاع بما يظهره أبناؤنا من تقدم خلال مراحل تطور شخصياتهم. فكل شيء جديد يكون سببا لشعورنا بالسعادة ولا يدعونا بأي حال من الأحوال إلى الندم. ومن ثم، فإن هذا النوع من الحب قد يساعد الكثير من الآباء والأمهات في التعامل بنجاح مع مرحلة الطفولة. فيكون بمثابة الدافع الذي يحملنا على الاستيقاظ من النوم بالليل للاعتناء بأطفالنا، والذهاب إلى العمل وتحمل أعبائه لسنوات طويلة كي نلبي لهم كل احتياجاتهم ويجعلنا نضحي براحتنا ونحن سعداء من أجل ضمان تحقيق الرفاهية لهم. وخلاصة القول، فإن هذا الحب يساعدنا في القيام بكل المهام الشاقة التي تتطلبها عملية تربية الأبناء.
الحب الفطري
يتخطى هذا الحب بمفهومه حدود الجسد والعواطف وجوانب الشخصية، فهذا النوع من الحب يجعل الوالدين يتقبلان كل ما يتعلق بأبنائهما من أهدافهم وأفكارهم الشخصية ورؤيتهم لأنفسهم. وإذا أردنا تفعيل ذلك الحب، علينا أن نتقبل أنفسنا كأفراد لهم كياناتهم الخاصة، بالإضافة إلى تقبلنا لأبنائنا على النحو نفسه.
إننا نقصد بهذا الحب، ذلك الحب الخالد الشامل الذي يسمو بمعناه فوق معاني الحياة كلها، ذلك الحب الذي نجده في كل شخص وفي كل شيء من حولنا. فعندما يحكم هذا الحب علاقة الوالدين بأبنائهما، فإنهما يتعاملان معهم على أساس الفطرة التي فطروا عليها. وهذا ما يجعلهما يشعران بمتعة الحياة مع أبنائهما فينشأ بينهم رباط قوي من نوع خاص، الذي يمكن أن نطلق عليه الرباط الروحي. ذلك الرباط الذي ينقل للأبناء مشاعر التقدير والحب والحنان التي يكنها لهم والداهم.
إن الأمر الذي يجب أن ندركه جميعاً هو أن الأطفال يحتاجون إلى أن نمدهم بجميع الأنواع الأربعة من الحب، هذا إذا ما أردنا أن يكتمل نموهم على نحو سليم. لذا من الأفضل أن نبدأ بتدريب أنفسنا على الأنواع التي لسنا على دراية كافية بها حتى نتقنها بشكل جيد. فذلك من شأنه أن يعود بالنفع علينا وعلى أبنائنا.
الحب المادي
يحتاج الأبناء إلى تواصل الآباء الحسي معهم بشكل يومي. فهم يشعرون بالسعادة الغامرة عندما يلمسونهم وينظرون إليهم ويستمعون لهم ويضمونهم إليهم ويداعبونهم ويبتسمون في وجوههم ويقبلونهم. فهم يحبون تلك اللحظات التي يشعرون فيها بالتفاعل والتواصل بينهم وبين والديهم.
فمن الواضح أن هناك متعة حقيقية تنشأ من هذا النوع من التواصل الحسي الذي يكون بين الأبناء ووالديهم. فإذا أراد الأب والأم تجربة هذا النوع من الحب، عليهما أن يحددا أولاً وقتاً معينا يخصصانه لهذا النوع من التواصل الحسي مع أبنائهما، ويمكنهما ملاحظة مدى استمتاع الأبناء بوقتهم هذا، فالشعور بالحب هنا يأتي من المشاركة والاتحاد.
الحب المعنوي
إن القلب هو مكمن الشعور بالحب. فالحب طاقة تخرج من القلب لتغذي باقي أجزاء الجسم، فتغمرها بتلك الأحاسيس الدافئة النابعة منه. فيرق الجسد تأثراً بهذه الطاقة، وينعكس هذا في إحساس الإنسان بعذوبة ما يستمع إليه من أصوات وفي اختلاف نظرته للأمور من حوله. فالحب بذلك يعطي لحياة الإنسان مذاقاً خاصاً يجعلها أكثر سعادة وتفاؤلاً. وبتلك التلقائية التي تظهر في تصرفات الوالدين نتيجة لشعورهما بالحب، يمكنهما أن يعكسا تلك المشاعر على طريقة تعاملهما مع أبنائهما بكل الحب والحنان.
فإذا أحب كل أب وأم أبناءهما على هذا النحو، سيتمكنون جميعا من الاتحاد في كيان واحد. ومن ثم فإن الشعور بالحب ينقل للأبناء الشعور بتقبل والديهم لهم وتفهمهم وصراحتهم في التعامل معهم ومشاركتهم الإيجابية لهم. كل ذلك ينتج عن مجرد تعبيرهما عن حبهما لأبنائهما ليس إلا.
وينتج عن هذا كله وصول الأسرة إلى درجة رائعة من التفاهم بين الوالدين والأبناء، مما يشجع الأبناء على مصارحة والديهم ومشاركتهم كل مشاعرهم تجاه كل من حولهم. والغريب في الأمر أن ما يحرك هذا النوع من الحب بداخل الأفراد، مشاركتهم كل ما ينتابهم من مشاعر، حتى وإن كانت المشاعر قاسية نوعا ما.
فعلى الآباء والأمهات أن ينشئوا جسراً من التواصل العاطفي مع أبنائهم. وعليهم أن يطلعوا أبناءهم على مشاعرهم الداخلية، فيعرفون ما يشعر به الأبناء ويشركونهم فيما يشعرون هم به.
وهذه بعض المقترحات الخاصة بذلك:
- على الوالدين إخبار أبنائهما صراحة بمدى حبهما لهم واستمتاعهما بصحبتهم.
- على الوالدين تشجيع أبنائهما على التعبير عن حبهم لهما.
- على الوالدين مناقشة أولادهما فيما يشعرون به، وعليهما أن يتقبلا تلك المشاعر بصدر رحب.
- على الوالدين تشجيع أبنائهما على الإفصاح عن مشاعرهم الحقيقية تجاههما.
حب الأبناء كأشخاص مستقلين
يمكن للآباء والأمهات تشجيع استقلالية أبنائهم من خلال التعبير عن حبهم لهم كأشخاص مستقلين. فهذا الحب هو ما يشعر الآباء والأمهات بالسعادة عندما يتقبلون أبناءهم كما هم. فإذا ما أحب كل أب وكل أم أبناءهما بكل ما فيهم من صفات جيدة وسيئة طوال فترة طفولتهم، فإنهما بذلك يشجعانهم على البحث عن هويتهم المستقلة والتعبير عنها واحترامها.
يتسم هذا النوع من الحب بالاستمرارية. فهو لا يقتصر على القيام ببعض التصرفات اليومية كما الحال في الحب المعنوي، بل يمتد لأبعد من ذلك بكثير. فهذا الحب يعتمد على التفهم والتفكير والإدراك، ولا يعتمد على التواصل الحسي أو المعنوي، كما هو الحال في النوعين السابقين، هو نوع خاص جدا من الحب.
وليستطيع كل أب وأم أن يؤكدا حبهما لأبنائهما كأشخاص مستقلين، عليهما أن يمنحا لنفسيهما الفرصة للتحدث بصراحة مع أبنائهما والتعبير لهم عن مكنون صدورهما. على الوالدين الحرص على ملاحظة طبيعة شخصية أبنائهما وعليهما أن يساعداهم في اكتشاف جوانب شخصياتهم بأنفسهم. فمن المثير للدهشة أن الأبناء تكون لديهم القدرة على اكتشاف ذلك والتعبير عنه في سن مبكرة جدا.
إن هذا النوع من الحب يدفعنا إلى الاستمتاع بما يظهره أبناؤنا من تقدم خلال مراحل تطور شخصياتهم. فكل شيء جديد يكون سببا لشعورنا بالسعادة ولا يدعونا بأي حال من الأحوال إلى الندم. ومن ثم، فإن هذا النوع من الحب قد يساعد الكثير من الآباء والأمهات في التعامل بنجاح مع مرحلة الطفولة. فيكون بمثابة الدافع الذي يحملنا على الاستيقاظ من النوم بالليل للاعتناء بأطفالنا، والذهاب إلى العمل وتحمل أعبائه لسنوات طويلة كي نلبي لهم كل احتياجاتهم ويجعلنا نضحي براحتنا ونحن سعداء من أجل ضمان تحقيق الرفاهية لهم. وخلاصة القول، فإن هذا الحب يساعدنا في القيام بكل المهام الشاقة التي تتطلبها عملية تربية الأبناء.
الحب الفطري
يتخطى هذا الحب بمفهومه حدود الجسد والعواطف وجوانب الشخصية، فهذا النوع من الحب يجعل الوالدين يتقبلان كل ما يتعلق بأبنائهما من أهدافهم وأفكارهم الشخصية ورؤيتهم لأنفسهم. وإذا أردنا تفعيل ذلك الحب، علينا أن نتقبل أنفسنا كأفراد لهم كياناتهم الخاصة، بالإضافة إلى تقبلنا لأبنائنا على النحو نفسه.
إننا نقصد بهذا الحب، ذلك الحب الخالد الشامل الذي يسمو بمعناه فوق معاني الحياة كلها، ذلك الحب الذي نجده في كل شخص وفي كل شيء من حولنا. فعندما يحكم هذا الحب علاقة الوالدين بأبنائهما، فإنهما يتعاملان معهم على أساس الفطرة التي فطروا عليها. وهذا ما يجعلهما يشعران بمتعة الحياة مع أبنائهما فينشأ بينهم رباط قوي من نوع خاص، الذي يمكن أن نطلق عليه الرباط الروحي. ذلك الرباط الذي ينقل للأبناء مشاعر التقدير والحب والحنان التي يكنها لهم والداهم.
إن الأمر الذي يجب أن ندركه جميعاً هو أن الأطفال يحتاجون إلى أن نمدهم بجميع الأنواع الأربعة من الحب، هذا إذا ما أردنا أن يكتمل نموهم على نحو سليم. لذا من الأفضل أن نبدأ بتدريب أنفسنا على الأنواع التي لسنا على دراية كافية بها حتى نتقنها بشكل جيد. فذلك من شأنه أن يعود بالنفع علينا وعلى أبنائنا.
تعليقات
إرسال تعليق