الغد- أدت الرغبة العارمة باكتساب بشرة برونزية إلى رفع معدلات الإصابات بسرطان الجلد عموماً، والميلانوما على وجه الخصوص.
ورغم اعتقاد البعض بأن "الميلانوما" يصيب ذوي البشرة البيضاء من الناس، فإن الإحصاءات الحديثة تُؤكد أن الأمر آخذ في الانتشار بين ذوي الدرجات الغامقة من لون البشرة.
ويعزو اختصاصي الأمراض الجلدية د.موسى عويس زيادة انتشاره إلى إهمال الكثيرين لمسألة الوقاية من التعرض لأشعة الشمس لدواعي متطلبات أنشطة الحياة اليومية أو لدواعي الترفيه والاستجمام والجمال.
وبحسب عويس, فإن زيادة التعرض لأشعة الشمس سمحت بوصول كميات أكبر من الأشعة فوق البنفسجية إلى جلد الناس بدرجات تفوق ما كان حاصلاً في الماضي، مما رفع من معدلات الإصابة بالميلانوما.
والميلانوما عبارة عن ورم سرطاني جلدي خطير، يبدأ في الخلايا التي تقوم بإنتاج صبغة الميلانين, وعلى هيئة كتل في مناطق الشامة، أو ما يُسميه البعض الخال.
ويظهر المرض غالبا في الأماكن المكشوفة من الجسم والمعرضة لتأثير أشعة الشمس، خصوصا في مناطق الوجه والعنق واليدين.
ويظهر أيضا عند الأشخاص الذين تتطلب مهنتهم العمل في الأماكن المفتوحة والمعرضة للشمس لفترات طويلة وأمد بعيد مثل المزارعين والفلاحين والبحارة وعمال الطرق والبناء.
وغالبا ما يظهر المرض عند الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة أكثر منه في الاشخاص ذوي البشرة الداكنة، حيث تلعب الخلايا الصبغية الموجودة في الجلد بصورة طبيعية دورا في الوقاية من تأثير اشعة الشمس المؤذي.
وبحسب عويس, يتمركز وجود الميلانوما عند الرجال في منطقة الرأس والعنق, بينما عند المرأة عادة يظهر في أسفل الساق، وأيضا قد يظهر تحت أظفار اليد أو القدم، أو في كف اليد أو القدم، ونسبة نشوء الميلانوما تزيد مع تقدم العمر، ولكن بالإمكان حدوثه في سن مبكر وهو أحد أشهر السرطانات في مرحلة الشباب.
ويرى عويس أن الأطفال أيضا معرضون للإصابة, فبمجرد إصابة الشخص في طفولته بحرق شمسي واحد, أو اثنين كفيل بمضاعفة احتمالات إصابته بالميلانوما في حياته.
وتدعو الدراسات الحديثة إلى تشخيص الميلانوما مبكرا قدر الإمكان، وقد قرر المجمع الأميركي للسرطان بأنه يجب على كل شخص بين سن 20-40 سنة أن يقوم بفحص نفسه كل ثلاث سنوات، والأشخاص فوق الأربعين يكون الفحص لهم سنويا.
ويوضح عويس أهمية ملاحظة أي تغير أو نمو جلدي, مثل ظهور خال أو كتلة صغيرة في الجلد لم تكن موجودة, أو نمو خال كان منذ الطفولة وطرأ عليه تغير مثل ظهور شعر عليه.
وإذا لوحظ أي تغير يجب الإسراع بإستشارة الطبيب بحيث يستطيع أخذ التاريخ المرضي والقيام ببعض الفحوصات.
ويشير عويس إلى عوامل أخرى تساعد على الإصابة بهذا المرض مثل التعرض المفرط للإشعاعات أو الندبات الناتجة من جروح أو حروق أو أمراض أو وجود تاريخ وراثي في العائلة. وتزايد معدلات تلوث البيئة والاختراقات في طبقة الأوزون وتدني مستواها.
وينصح عويس بمحاولة البقاء في الظل ما بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة مساء, ومحاولة ارتداء الملابس الفاتحة اللون واستعمال كريم الوقاية من أشعة الشمس.
ويفضل عويس البدء في استعمال الكريمات الواقية من أشعة الشمس في مراحل الطفولة حيث تقدر نسبة التعرض لاشعة الشمس بـ 80% من اجمالي عمر الشخص في مرحلة الطفولة والصبا قبل بلوغ الثانية عشرة من العمر
نصائح طبية للتأكد من سلامة الجلد
تنصح الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة, بحسب موقعها الالكتروني, بعمل الفحص الشخصي باستمرار لملاحظة أي تغيير في الجسم.
وتذكر بعض الطرق المفيدة والبسيطة لعمل هذا الفحص لمعرفة أي تغيير قد يحصل.
1- قم بفحص جسمك أمام المرآة من الامام والخلف ومن الجانبين مع رفع اليدين لرؤية كاملة للجسم.
2- قم بحني مرفق اليدين، وقم بتفحص اليد كاملة من أعلى الى اسفل ومن الامام والخلف.
3- انظر الى خلف الارجل والقدمين، والمنطقة بين اصابع القدمين والنعل.
4- افحص الرقبة من الخلف، وفروة الرأس بواسطة مرآة اليد، وجزء من منطقة الشعر من الخلف يساراً.
5- افحص الظهر والارداف بواسطة مرآة اليد.
تعليقات
إرسال تعليق