القائمة الرئيسية

الصفحات

الدبلوماسية في الرد وعدم الصمت


"الدبلوماسية في الرد وعدم الصمت" يتطلب من الإنسان أن يكون قادراً على أن يواجه نفسه والآخرين، بحسب خبيرة التنمية البشرية والعلاقات الاجتماعية مرام زيادات، إذ تبين أن شخصية الإنسان ما هي إلا تراكمات من مواقف وطِباع يتركها فيه المحيطون"، وبالتالي فإنه يتعامل مع الأشخاص حوله بناءً على تلك الشخصية التي كونها.
وفي المجتمع الإنساني، تبين الزيادات أن الأشخاص المحيطين بنا ليسوا جميعاً أكفاء ليصدروا القرارات أو الانتقادات علينا، لذلك يجب أن لا نأخذ على محمل الجد جميع ما نواجهه من نقد لاذع وغير مقبول أحياناً، بل على الإنسان أن يكون قادراً على تنمية نفسه وشخصيته ليكون على قدر كافٍ من الوعي والقدرة على الرد والنقاش ورفض ما لا يقبل من الآخرين، إذا كان ينافي الواقع.
وفي الجانب الآخر، لا يلتزم ماهر الصمت في الرد على أي انتقاد أو إساءة يتعرض لها من الآخرين، ويقول "لماذا أسمح لأي أحد ان ينتقدني بطريقة سيئة ولا أرد على ذلك الانتقاد"، إذ يرى أن هذا دليل ضعف شخصية وقد يكون سبباً في أن يقلل الآخرون من شأنه، على حد تعبيره.
ويضيف أن أي شخص يريد انتقاده أو توجيه نصيحة له يجب أن تكون الطريقة لائقة وودودة، أو الانتقاد الأقرب للنصح، وليس بطريقة محرجة له أمام المحيطين، لذلك فهو يصنف نفسه بأنه من الأشخاص الذين لا يقبلون الانتقاد السلبي أو توجيه النصيحة بطريقة غير لائقة، وهو ليس من الأشخاص الذين "يتهاونون في الرد"، على الرغم من أن البعض يراه "عنيفا" بأسلوبه.
أخصائية علم النفس والاستشارية الأسرية الدكتورة خولة السعايدة، ترى أن الشخص يجب أن يكون محافظاً على شخصيته وعلاقته مع الآخرين، ويحرص في ذات الوقت على أن يحافظ على مشاعرهم حين التحدث معهم أو الرد عليهم في أحداث الحياة اليومية، فلكل إنسان شخصيته وأسلوبه في الحياة، وعدم التوازن في العلاقات يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل الاجتماعية الأسرية على وجه الخصوص.
وتذهب الزيادات إلى أن الثقة بالنفس يجب أن يتمتع بها أي شخص، ليكون قادراً على تجاوز الأمور السلبية التي تحدث في حياته اليومية من الآخرين، فالثقة تساعد الإنسان على الرد كذلك وتحديد علاقاته الاجتماعية مع الآخرين، مهما كانت درجة العلاقة بينهم.
ولكون الانتقاد اللاذع يمكن أن يحدث على الأغلب في العلاقات الأسرية، ودرجات القرابة المختلفة، فعلى الإنسان أن يتعلم كيف يواجه هذه الانتقادات والرد عليها بما يتناسب مع الأشخاص في حياته. وتبين السعايدة أن المراجعة الذاتية تساعد على تحديد ما يريده الشخص، وكيف يكون له أسلوب مناسب في الرد، لتجنب الوقوع في المشاكل العائلية على الأغلب.
Reactions

تعليقات