لو سأل المرء نفسه حول ما الذي يطمح إلى الحصول عليه في هذه الحياة فقد يجيب بأنه يريد الاستقرار وتكوين عائلة ناجحة، وقد يجيب بأنه يريد المزيد من المال لتحسين وضعه ووضع عائلته المعيشي وقد يجيب بأنه لا يريد سوى أن يتمتع وعائلته بالصحة والعافية.
قد لا تخرج إجابة المرء عما ذكرته منذ قليل، وجميع الإجابات يمكن تلخيصها بكلمة واحدة وهي “السعادة”. فجميع ما سبق ما هو إلا طرق معينة يرى المرء بأنه السير عليها سيقوده للسعادة.
لطالما كانت السعادة مبتغى المرء على مر العصور، ولكن الخطأ الذي يقع به يتمثل بكونه لا يبحث عن السعادة في أماكنها الصحيحة. فحسب ما ذكر موقع “dumblittleman” فإنه وعلى الرغم من أن العائلة والمال والصحة تعد من عوامل السعادة، إلا أن تلك العوامل لا يمكنها أن تنشئ السعادة من العدم.
يملك كل شخص فينا جوانب إيجابية وأخرى سلبية في حياته، ولكن تركيز كل منا على أي جانب يختلف من شخص لآخر، علما بأن هذا التركيز يلعب دورا مهما بدرجة السعادة التي يمكننا أن نشعر فيها. لذا علينا أن نعلم بأن أصحاب العقلية التي تركز على الجوانب السلبية يمكننا اعتبارهم بأنهم جزء مهم من مشكلتهم، فهم بأنفسهم يعملون، بدون قصد، على زيادة تعقيد حياتهم، وهذا لا يقتصر على حياتهم فحسب، بل يتعدى أيضا على تعقيد حياة من حولهم.
أمور يجب أن تترسخ في ذهن المرء ليكون جزءا من الحل لا من المشكلة:
- تحمل مسؤولياتك: المقصود بتحمل المسؤولية هنا هو أن يتحمل المرء مسؤولية الموقف الذي يمر به. نعلم بأن هناك جوانب كثيرة من الحياة التي تكون خارجة على سيطرتنا، ولكن وعلى الرغم من هذا، فإن المرء يمكنه أن يقوم بما يساعده على تحسين ظروفه على الأقل ولو بقدر بسيط يخفف عنه وطأة ما يمر به من ظروف. وهذا لا يتأتى إلا من بعد أن يقتنع المرء بأن الكثير من الظروف التي تمر به ليست سوى نتيجة لاختياراته والتي يمكنه أن يحسنها مستقبلا. على الرغم من أن هذا الأمر يندرج تحت ما يسهل قوله ويصعب تنفيذه، إلا أن إجبار النفس على تقبله وتحمل مسؤولياتها سينعكس إيجابا على معظم إن لم يكن كل جوانب حياة المرء.
- التركيز على ما لا تملك ونسيان ما تملك: فالكثيرون منا نجدهم لا يركزون سوى على ما لا يملكونه والذي يتمنون امتلاكه، ولكن اعلم بأن تركيزك على طلب المزيد لن يؤدي في يوم من الأيام لإحساسك بالاكتفاء. وهنا يجب التوضيح أنه يجب على كل منا أن يكون لديه الأحلام التي يتمنى تحقيقها ويسعى لها، ولكن وضع المرء 100 % من تركيزه على الحصول على ما ليس عنده سيجعله ينسى شكر ما عنده بالفعل، وهذا ما يؤدي إلى افتقاده للسلام الداخلي مع نفسه.
- تعلم أن تسامح الآخرين: لا جدوى من الاحتفاظ بالغضب من الآخرين، بل إن الإبقاء على الغضب بداخلنا لا يؤذي أحد سوانا، وذلك لما يترتب على الاحتفاظ بالغضب من ضيق والذي بدوره يمكن أن يكون بداية للكثير من المشاكل الصحية. فضلا عن هذا فإن حمل مشاعر الكراهية تجاه شخص معين لن يؤذيه، فهناك احتمالية أن لا يكون ذلك الشخص يفكر بنا أصلا. لذا فحمل مشاعر الكراهية تجاه شخص معين يكون كمن يقوم بضرب يده بعصا غليظة ويتوقع أن يشعر الطرف الآخر بالألم. لذا فالمسامحة ليست منحة تقدمها للآخرين، وإنما هي منحة لنفسك ولراحتها.
تعليقات
إرسال تعليق