كشفت دراسة صدرت عن موقع خدمات البطاقات الائتمانية (CreditCards.com)، في شهر كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، أن 6 % من الشعب الأميركي يحتفظون بحسابات سرية أو حتى ببطاقات ائتمانية بدون أن يعلم عنها شركاء حياتهم.
النقود تتحدث، وبأكثر من طريقة واحدة. يملك أكثر من 7 ملايين أميركي، وفقاً للدراسة، حسابات مصرفية أو بطاقات ائتمان لا يعلم بأمرها أزواجهم أو شركاؤهم، وينفق شخص من كل 5 أشخاص 500 دولار أو ما يزيد على ذلك على عمليات الشراء بشكل سري.
وأوضحت الدراسة أيضاً، أن الرجال هم الأكثر احتمالاً لأن يحتفظوا بحالاتهم المالية الشخصية سرية ومكتومة عن النساء.
يسمي الباحثون الأمر بـ"الخيانة المالية".
وصرح المحلل الرفيع في الصناعة الذي يعمل لموقع خدمات البطاقات الائتمانية المذكور سابقاً (CreditCards.com)، مات شولز، لقناة "سي أن بي سي" الأميركية بأن: "هذه مسألة لا يُستهان بها من حيث التمويل الشخصي وعلاقتك الشخصية". وأضاف "في أي وقت تكون فيه تبقي سراً من هذا النوع مخفياً، فذلك سيطرح طبيعياً سؤالا: هل هناك من شيء آخر مخفي أيضاً؟".
وأشعلت دراسة أخرى، صدرت الشهر الماضي من العام الحالي، قضية ساخنة تتعلق بالكيفية التي يجب على الزوجين التعامل بموجبها مع شؤونهما المالية.
ويبدو أن الرأي المتبادل والمتفق عليه بين الخبراء هو أنه يختلف من فرد لآخر، لكن الكذب أو إغفال الحقائق المالية أمر غير مقبول أبداً.
وفي هذا السياق، كتبت المختصة في الشؤون المالية، كيلي لونغ، لصحيفة "وول-ستريت": "ليس للأسرار المتعلقة بالنقود مكان في الزواج".
وبالفعل، يعد التشاجر حول النقود بين الزوجين من أكبر المؤشرات التي تنبئ بالطلاق، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة ولاية كانساس في العام 2013.
ويميل الأزواج الذين يتجادلون حول المال إلى كونهم يتشاجرون أكثر ويستخدمون كلمات أشد قسوة من غيرهم، بحسب ما وجدته الدراسة، وكثيراً ما كانت الجدالات المالية مدمرة على قدم المساواة بغض النظر عن كم يجني كل من الزوجين.
إذن، فما الحل؟
بالنسبة للبعض، تكمن أفضل الحلول في الحسابات البنكية المنفصلة. وعلى هذا الصعيد، كتبت لونغ: "يشعر هذا الأمر كلا الشريكين بالاستقلال الذاتي والمالي، ما يمكن أن ينقذهم من الشجارات التي تمتد ساعات طويلة حول المسائل المالية".
وبالنسبة إلى آخرين، يكمن الحل للمشاكل المالية في عكس مسبوق الذكر تماماً: المشاركة في الحسابات المصرفية، ما يسفر عنه بناء وتوطيد الثقة معاً.
وما يزال 66 % تقريباً من الأميركيين المتزوجين يملكون حسابات بنكية مشتركة، وفقاً لاستطلاع شركة "أميريكان إكسبريس" أجرته في العام 2012. وبحسب مؤسسة "كلب ثريفتي"، هولي جونسن، فهذا ما ينبغي أن يكون عليه الأمر.
وناقشت جونسن المسألة في مقالة لها في صحيفة وول-ستريت، موضحةً أن: "جمعهم الموجودات والمطلوبات مع بعضهما بعضا، أمر يعمل على ربط الزوجين بأهداف مشتركة، ما يجبرهما على النظر فيما وراء الرغبات والحاجات الشخصية لرؤية ما هو الأفضل من أجل عائلتهما وفريقهما".
وما الذي سيؤول إليه الأمر؟، سيبدو مألوفاً لأي شخص قرأ في حياته علاقةً أو كتاباً أو مدونةً أو مقالة: "التواصل هو المفتاح"، بحسب ما كتبت لونغ.
إنها لمسألة يسهل قولها من فعلها -يجد أكثر من 40 % من الأميركيين أن التحدث عن المال أصعب حتى من التحدث عن الموت، أو السياسة أو الديانة، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها صحيفة وول-ستريت مؤخراً.
وفي بعض الحالات، قد يحتاج زوجان إلى تعيين ليلة "مواعدة" مالية شهرياً، أو استخدام شخص ما ليكون بمثابة طرف ثالث محايد. لكن الموضوع مفتوح للاختراقات، وأحد هذه الاختراقات مؤكد على الأقل: فالاحتفاظ بصمتك تجاه المسائل المالية ليس خياراً متاحاً.
وهو ما قاله شولز من (CreditCards.com): "إذا ما أخفيت هذه الأسرار التي تصنعها بعيدة عن شريك حياتك، فأنت تصعب الأمور على نفسك وتضع نفسك موضعاً سيأتيك بالمتاعب". وأضاف: "الصراحة أمر يصعب التغلب عليه".
جيسيكا مِندوزا/ كريستيان ساينس مونيتور
تعليقات
إرسال تعليق