ذكر باحثون أن تقنية تستخدم الموجات الراديوية في علاج الآلام المزمنة في أسفل الظهر يستمر مفعولها في تحسين الألم لفترة طويلة الأمد، وذلك من خلال دراسة أجريت على مجموعة صغيرة من المصابين.
وتعرف هذه التقنية بالـbiacuplasty intradiscal، وهذا بحسب ما تناولته مواقع عدة، منها "www.drugs.com" و"consumer.healthday.com".
ويعمل هذا الإجراء الطبي عبر استخدام إبرتين مبردتين بالماء لعمل تيار من طاقة الترددات الريديوية في الألياف العصبية خلال وحول الديسك الظهري، والذي بدأ بالتلف لكنه لم يتعرض للتمزق، وهذا بحسب ما ذكره قائد البحث، الدكتور مايكل جوفيلد، الذي أضاف أن هذا الإجراء يعمل على تدمير الألياف العصبية، ما يؤدي إلى زوال الألم.
وبعد عام من خضوع مصابي آلام أسفل الظهر المشاركين في الدراسة إلى هذا الإجراء، ذكر نصفهم بأن الألم م يزال بسيطا لديهم بشكل جوهري.
وأشار الدكتور جوفيلد إلى أن هذا الأسلوب العلاجي يعمل بشكل محدد لمساعدة مصابي آلام الظهر الناجمة عن خلل في الديسك. وتحديدا ذلك الألم الناجم عن بدء الديسك بالتلف ولكنه لم يتعرض للتمزق.
ومن الجدير بالذكر أن الدراسات قد وجدت بأن الآلام المذكورة تمثل 39 % من حالات آلام أسفل الظهر.
أما الفكرة من استخدام الموجات الريديوية لعلاج آلام أسفل الظهر، فهي موجودة منذ نحو ربع قرن، غير أن التقدم في العلم واستخدام الإبر المبردة بالماء جعل منها علاجا أكثر فعالية. فإن سخنت الإبرة كثيرا، فإن الطاقة المطلوبة للعلاج لن ينتشر بالكفاءة المرغوب بها.
ويشار إلى أن هذا الإجراء الطبي يستغرق نحو نصف ساعة، يتبعه ستة أسابيع من العلاج الطبيعي.
وأشار طبيب الأمراض الباطنية الدكتور جون مافي إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA وافقت على هذا الإجراء منذ العام 2007، إلا أن التقنية التي يعمل من خلالها لم تكن منتشرة في ذللك الوقت. فضلا عن ذلك، فإن شركات التأمين لم تقم بتغطيتها حتى الآن، وذلك قد يكون بسبب رغبة تلك الشركات برؤية المزيد من الدلائل حول فائدتها.
أما عن الدراسة المذكورة، فقد قام الدكتور جوفيلد بالتركيز على حالات 22 مصابا خضع إلى الإجراء الطبي المذكور، بالإضافة إلى العلاج المعتاد لآلام الظهر.
وفي مراجعة لحالتهم بعد عام كامل، وجد أن تحسن الألم وزيادة القدرة على تنفيذ المهام اليومية كانتا مستمرتين لدى من خضعوا للإجراء الطبي المذكور.
وتضمنت المراجعة هذه 25 شخصا ممن حصلوا في المرحلة الأولى من الدراسة على العلاج التقليدي (أي المجموعة الضابطة) والذي كان يتضمن العلاج الطبيعي وممارسة التمارين الرياضية.
وقد تم منح هؤلاء المصابين الفرصة للانتقال إلى المجموعة التي حصلت على الإجراء الطبي المذكور بعد 6 أشهر من بداية الدراسة. وبالفعل، فقد حصلوا على تحسن في الألم وفي القدرة على أداء الوظائف اليومية، غير أن تحسنهم لم يكن بالدرجة التي حصل عليها من خضعوا للإجراء الطبي منذ بداية الدراسة. ويدل ذلك، بحسب ما ذكره الدكتور جوفيلد، أن القيام بهذا الإجراء الطبي والتأهيل يكون أكثر فعالية إن أجري من دون تأخير.
تعليقات
إرسال تعليق