أثبتت الدراسات، فضلا عن التجارب العملية، أن الكتابة يمكنها أن تلعب دورا مهما وحيويا في عملية تحقيق التوازن العاطفي والاعتناء بالصحة العقلية، حسب ما ذكر موقع "PTB". فقد تبين أن العديد من الأطباء والاستشاريين النفسيين يقومون باستخدام الكتابة كجزء من الخيارات العلاجية المتاحة للمرضى الذين يعانون من القلق أو التوتر أو الإدمان أو الصدمات النفسية العميقة التي سببت تغيرا في نمط حياة المرء.
إلى جانب ما سبق، وعلى المستوى الشخصي، فإن المرء ربما يكون قد لجأ بنفسه للكتابة في محاولة منه لتفريغ متاعبه على الورق، فلو كان لديك دفتر مذكرات تحرص على التدوين به بين الحين والآخر فإنك ربما لجأت لهذا الأسلوب كمحاولة لتخليص نفسك من ثقل الأفكار التي تدور في رأسك. فضلا عن هذا، لو سبق لك وأن أرسلت رسالة إلكترونية مثلا لأحد الأصدقاء تخبره خلالها عن إحساسك تجاه موقف معين سواء أكان إحساسا إيجابيا أو سلبيا وشعرت بعد أن أرسلتها بالراحة فإنك تكون قد أحسنت استخدام الجانب العلاجي أو لنقل الجانب التلطيفي للكتابة.
ترى، هل سبق لك وأن فكرت بالعلاقة التي تجعل من الكتابة وسيلة علاجية فعالة للصحة العقلية ولماذا كانت تلك الطريقة فعالة مع البعض دون الآخرين؟ وهل هذا يعني أن الكتابة تحتاج لقواعد معينة يجب اتباعها حتى تتحقق الفائدة المطلوبة؟ وكيف يمكن للمرء أن يبدأ بتدوين مشاعره على الورق بشكل يعود عليه بالفائدة؟
- كيف تؤثر الكتابة إيجابا بالصحة العقلية للمرء؟: في حال تم اللجوء للعلاج عبر الكتابة، فإنه يطلب من المريض أن يكتب عن حياته أو عن تجربته التي تسببت بمتاعبه التي يمر بها أو ربما يطلب منه كتابة رسالة لأحد الأشخاص أو ما شابه. تجدر الإشارة هنا إلى أن اللجوء للكتابة في المساعدة على تنقية العقل ومساعدته على التخلص من متاعبه ليس مجرد مسايرة للموضة، فهذا الأسلوب متبع منذ أكثر من نصف قرن. من الناحية الجسدية فإن قيام المرء بمجهود الكتابة يجعل عقله يتحرر ولو جزئيا من التوتر الذي يعانيه ويوجه تركيزه نحو الكتابة، أضف إلى هذا أن الكتابة تؤثر إيجابا على ضغط الدم. وبالتالي عندما يقل التوتر ويتحسن ضغط الدم يكون لدى العقل المتسع الكافي لتوجيه طاقته نحو إيجاد طرق تساعده على التكيف مع محيطه خصوصا في حال كان يعاني من أزمة شديدة تسببت ولو بشيء من التغيير على نمط حياته.
- هل الكتابة كعلاج تفيد مجموعة دون غيرها؟: يمتلك المراهقون والسجناء والذين يعانون من أمراض مزمنة ميولا أكثر من غيرهم للتعبير عن أنفسهم عن طريق الكتابة، سواء أكانت الكتابة جزءا من الخطة العلاجية المتبعة أو أن المرء يلجأ لها بشكل شخصي بدون استشارة أحد. فمن الشائع جدا أن يقوم المراهق بالاحتفاظ بكتاب مذكراته يدون خلاله إما مشكلة تعرض لها أو يكتب رسالة حب لطرف ابتعد عنه. لذا فاللجوء للكتابة بحثا عن صفاء العقل واستعادة تركيزه أمر بالغ الأهمية وينجح مع الكثيرين.
- فوائد الكتابة لصحة عقل الأطفال المعرضين للخطر: مثلما ذكرت فإن الشخص المراهق قد يلجأ للكتابة للتعبير عن مشاكله ولتفريغ مشاعره بشكل يعود بالفائدة الذهنية لديه ويساعده على أن يجعل عقله أكثر نشاطا وتركيزا. لكن الكتابة يمكن أن تكون خيارا مهما ومفيدا للأشخاص المعرضين للخطر وغالبا ما يكونون من الأطفال. فالأطفال الذين يتعرضون للمشاكل الأسرية المختلفة أو لما يعرف بالتنمر في المدرسة أو الشارع، فإن تلك التجارب القاسية يمكن أن تؤثر سلبا على تفكيرهم وحسن اختياراتهم في المستقبل، لذا فتعليمهم اللجوء للكتابة وتعويدهم عليها من سن مبكرة يمكن أن يسهم بالحفاظ على نشاطهم العقلي لاحقا.
تعليقات
إرسال تعليق