القائمة الرئيسية

الصفحات

النوم القهري: الأسباب والأعراض



النوم القهري (narcolepsy) هو اضطراب عصبي نادر ومزمن (أي لم يكتشف بعد ما يؤدي إلى شفائه) يؤدي بالمصاب إلى أن يجد صعوبة في البقاء مستيقظاً لأوقات طويلة بصرف النظر عن الظروف المحيطة به مثل الضجيج، كما ويؤدي به إلى أن يغط في النوم فجأة. وتحدث نوبات النوم هذه حتى وإن كان الشخص قد أخذ كفايته من النوم ليلا.
هذا ما أوضحته المواقع التالية: www.nhlbi.nih.gov‏ وaboutcure.net‏ و www.MayoClinic.com‏. وقد أضاف الموقع الأخير أن البعض قد يعزون(خطأ) سبب هذا الاضطراب إلى الاكتئاب أو عدم الحصول على نوم كاف في الليلة أو الليالي السابقة أو غير ذلك من الحالات التي تسبب أنماطا غير طبيعية للنوم.
أعراضه وعلاماته:
ذكر موقع www.MayoClinic.com‏ أن أعراض وعلامات النوم القهري تتضمن ما يلي:
النعاس المفرط نهاراً. فالسمة الرئيسة لهذا الاضطراب(والعرض الذي عادة ما يكون الأول ظهوراً) هو النعاس الذي يستحوذ على المصاب نهاراً والحاجة التي يتعذر ضبطها للنوم. فالمصاب يغط في النوم دون سابق إنذار وفي أي مكان وزمان وبشكل فجائي. بالإضافة إلى ذلك، فقد يشعر المصاب بنقص في الانتباه طوال اليوم. ومن الجدير بالذكر أن المصاب قد ينام لدقائق معدودة أو لغاية نصف ساعة عندما تجتاحه نوبة النوم.
الفقدان المفاجئ للتوتر العضلي. هذه الحالة، والتي تسمى بالجمدة
(cataplexy)‏، تؤدي إلى أصناف متعددة من التغيرات الجسدية. وتتراوح هذه التغيرات بين التكلم بكلام متداخل إلى الضعف الكامل في معظم عضلات الجسد. وتستمر هذه الحالة لمدة تتراوح بين بضع ثوان إلى بضع دقائق. وغالبا ما تثير هذه الحالة التعرض لانفعالات ومشاعر قوية. وعادة ما تكون هذه الانفعالات والمشاعر إيجابية، كالضحك والحماس والتشوق، إلا أنها قد تحدث أيضا بسبب الغضب أو الخوف. ومن الجدير بالذكر أن بعض مصابي النوم القهري قد يصابون بنوبة أو نوبتين فقط في السنة من هذه الحالة، إلا أن آخرين قد يصابون بنوبات عدة خلال اليوم الواحد. وتقدر نسبة مصابي الجمدة من مصابي النوم القهري بـ70%.
شلل النوم. غالبا ما يصاب مرضى النوم القهري بحالة من عدم القدرة على النطق أو الحركة وهم يغطون في النوم أو حال استيقاظهم. وعادة ما تكون هذه النوبات قصيرة، حيث تستمر لدقيقة واحدة أو دقيقتين، إلا أنها قد تكون مخيفة للمصاب ومن حوله.
وشلل النوم يشابه نوع الشلل المؤقت الذي يصاب به أي شخص خلال مرحلة من النوم تسمى بمرحلة حركة العين السريعة (Rapid Eye Movement (REM)‏،‏ وهي الفترة التي نرى خلالها معظم الأحلام. ومن الجدير بالذكر أن مرحلة حركة العين السريعة هي مرحلة طبيعية وليست مرضية، حيث إننا نمر بها جميعا خلال النوم.
 إلا أن مصابي النوم القهري قد يقومون بأداء السلوكات التي تنطبق مع سياق أحلامهم، فهم قد يقومون—على سبيل المثال—بالصراخ أو الركل. وتجدر الإشارة إلى أنه ليس كل مصابي شلل النوم هم من مصابي النوم القهري.
الهلوسات. قد يصاب مريض النوم القهري بهلوسات تسمى بالهلوسات طاردة النوم(hypnagogic hallucinations)، وهذه الهلوسات قد تحدث عندما يغط المصاب بشكل سريع في مرحلة حركة العين السريعة من النوم أو عند الاستيقاظ. وبما أن المصاب قد يكون في حالة(نصف مستيقظ) عندما يبدأ بالحلم بسبب دخوله السريع في المرحلة من النوم التي تحدث فيها الأحلام وهي مرحلة حركة العين السريعة فأحلامه قد تبدو واقعية، وبالتحديد نابضة بالحياة ومخيفة.
علامات وأعراض أخرى:
تتضمن العلامات والأعراض الأخرى للنوم القهري النوم المضطرب ليلاً والسلوك الآلي المتقطع. فخلال نوبات السلوك الآلي، يستمر المصاب بأداء ما كان يقوم به من سلوك رغم أنه غارق في نوبة من النوم المفاجئ، حيث إنه قد يستمر في تبادل الحديث مع أحد الأشخاص أو حتى بإبعاد الأغراض من مكانها، إلا أنه عادة لا يقوم بأداء تلك السلوكات بالكفاءة التي يكون بها وهو مستيقظ. وبعد ذلك يفيق المصاب وهو ناسٍ تماماً ما قام به من سلوكات. ومن الجدير بالذكر أن نسبة المصابين بالسلوك الآلي تصل إلى حوالي40% من مصابي النوم القهري.
انتشاره:
ذكر موقع (aboutcure.net‏) أن النوم القهري هو اضطراب نادر. وأضاف موقع www.MayoClinic.com‏ أن هذا الاضطراب يصيب جميع العروق والأجناس، إلا أن معدل انتشاره يختلف من دولة إلى أخرى. فعلى سبيل المثال، يصاب شخص واحد من كل2000 شخص في الولايات المتحدة الأميركية، أما في اليابان والتي تحتوي على أعلى نسبة إصابة بهذا الاضطراب فيصاب به شخص واحد من كل600 شخص.
ومن الجدير بالذكر أن علامات وأعراض هذا الاضطراب قد تظهر على الشخص في أي مرحلة عمرية لغاية سن الخمسينيات، إلا أنها غالباً ما تبدأ بالظهور بين عمري الـ 15 إلى الـ 25، حسب ماذكر موقع www.MayoClinic.com‏.‏
أسبابه:
ذكر موقع www.MayoClinic.com‏ أن السبب الدقيق للنوم القهري هو غير معروف، إلا أنه يعتقد أن الجينات تلعب دوراً هاماً في ذلك، إلا أن العامل الأكبر قد يكون مثيراً(أي منبهاً) كالإصابة بالتهاب يؤدي إلى الإضرار بخلايا دماغية معينة ذات أهمية في عملية النوم.
بالإضافة إلى ذلك، فمصابو هذا الاضطراب يعانون من نقص في المادة الكيمياوية الدماغية(هايبوكريتين hypocretin‏)، وهي مادة كيمياوية دماغية تساعد على تنظيم البقاء بحالة الاستيقاظ وتبقي نوم حركة العين السريعة في حالة استقرار.
كيفية تشخيصه:
عادة ما يقوم الطبيب بإعطاء تشخيص أولي للإصابة بالنوم القهري عن طريق استعراض الأعراض، وهي النعاس المفرط أثناء النهار والفقدان المفاجئ للتوتر العضلي. أما بعد ذلك فيقوم الطبيب أو اختصاصي النوم بتشخيص شدة الاضطراب عند المصاب باستخدام أساليب عديدة من ضمنها ما يلي:
الحصول على تفاصيل عن تاريخ إصابة المريض بالأعراض وغير ذلك من العوامل.
الطلب من المريض ابقاء دفتر مذكرات مفصل لنمط نومه لمدة أسبوع أو أسبوعين، أو الطلب منه ارتداء أداة مشابهة لساعة اليد تسمى
الـ(Actigraph)‏، بدلا من الكتابة على دفتر مذكرات، حيث إن هذه الأداة تقوم بتسجيل معلومات عن نوم مرتديها.
إجراء اختبار الـPolysomnogram‏ على المصاب، حيث يقوم هذا الاختبار بقياس النشاط الكهربائي للدماغ والقلب وحركات العضلات والعينين، كما ويقوم بمراقبة التنفس. ويتم هذا الفحص عن طريق وضع أقطاب كهربائية على فروة رأس المصاب قبل خلوده إلى النوم.
مضاعفاته:
تتضمن مضاعفات هذا الاضطراب ما يلي:
عدم تفهم الآخرين للاضطراب، مما قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة للمصاب مع مدرسيه أو مديريه. ومن الجدير بالذكر أن قانون الأميركيين المصابين بإعاقات يحظر التمييز ضد العاملين المصابين بالنوم القهري ويأمر أرباب الأعمال بتقديم حلولٍ عقلانية لإراحة الموظفين الأكفاء من مصابي هذا الاضطراب.
إنقاص قدرة المصاب الدراسية والعملية.
احتمالية الإصابة بالأذى الجسدي، فعلى سبيل المثال، قد يصاب الشخص بالجروح والحروق إذا غط في النوم وهو يطهو.
علاجه:
لم يكتشف إلى الآن ما يشفي من هذا الاضطراب، إلا أن بعض الأدوية والتغيرات على نظام الحياة تساعد على التخفيف أو السيطرة على الأعراض. وتتضمن هذه الأدوية ما يلي:
الأدوية المنبهة، والتي تعتبر العلاج الرئيس لهذا الاضطراب، حيث إنها تقوم بحثّ الجهاز العصبي المركزي على إبقاء المصاب مستيقظا نهارا. 
الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي تقوم بالمساعدة على التخفيف من الجمدة والهلوسة مانعة النوم وشلل النوم، حيث إنها تقوم بإخماد مرحلة حركة العين السريعة.
أما عن إجراء تعديلات على نمط الحياة، فينصح المصاب بما يلي:
الالتزام بنظام ثابت من النوم والاستيقاظ بنفس الوقت يومياً حتى في أيام العطل.
أخذ قيلولات قصيرة(مدتها20 دقيقة مثلاً) في أوقات منتظمة خلال اليوم، حيث إنها تساعد على انتعاشه وتخفض من النعاس الذي يسببه الاضطراب لمدة ساعة واحدة إلى 3 ساعات.
تجنب التبغين(النيكوتين)، حيث إن تعاطيه خصوصاً في الليل قد يؤدي إلى تفاقم علامات وأعراض الاضطراب.
ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام قبل وقت النوم بـ 4 إلى 5 ساعات على الأقل، حيث إن ذلك قد يساعد المصاب على البقاء بحالة يقظة أكبر خلال النهار، كما ويساعده على الحصول على نوم أفضل ليلا.
الحرص على السلامة، فعلى سبيل المثال يجب على المصاب عدم القيادة بتاتاً وهو يشعر بالنعاس.
كما وقد قدم موقع www.sleepservices.net‏ الاقتراحات التالية:
تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة والتركيز على كل جزء منها على حدة.
الوقوف كل ما أمكن ذلك.
تجنب البنين(الكافين).
أما موقع aboutcure.net‏،‏ فقد نصح بعدم تناول وجبات ثقيلة. وأشار إلى أنه لا بد وأن يكون للعلاج النفسي دور في علاج هذا الاضطراب لما يسببه من ردود أفعال نفسية سلبية على المصاب.


صحيفة الغد
Reactions

تعليقات