القائمة الرئيسية

الصفحات

المعالجون بالطاقة: حقيقة جامعاتهم و ألقابهم العلمية


كثيراً ما يتم تقديم بعض المعالجين بالطاقة في وسائل الإعلام أو حتي علي شبكة الإنترنت و صفحاتهم الشخصية علي شبكات التواصل الإجتماعي و تسبقهم ألقاب علمية كالعالم أو الدكتور ( فلان الفلاني ) فما هي حقيقة هذه الشهادات و تلك الألقاب؟
من أين يأتون بشهاداتهم؟؟
إنه مما يقنع الناس بقبول أفكار الطاقة تلك الألقاب التي يحملها بعض الداعين لهذه الأفكار. فمنهم من يقول أنه يحمل لقب الدكتوراه أو أن له رسالة ماجيستير فيها. مما يعطي مصداقية و رصيدا لحامل هذا اللقب حين يتعامل معه الناس ، بل و يعطونه ثقتهم لا سيما من ابتلي بمرض في صحته الجسدية أو النفسية، بل و قد يصل الأمر - مع الأسف - ان يعتبره بعض المغرر بهم مرجعا في هذه الأوساط العلمية و يؤخذ كلامه على أنه قواعد و أسس لما يسمونه بعلوم الطاقة. (!)
فما هي حقيقة هذه الشهادات و الألقاب؟
ان الشهادة العلمية بصفة عامة هي مقياس لمدى العمق الذي وصل اليه الباحث في موضوع علمي معين. و تزداد قيمة هذه الشهادة طبقا للجامعة التي تم فيها هذا البحث و وافقت على منح الباحث الشهادة العلمية. و تتفاوت الجامعات العلمية في الترتيب من حيث المكانة العلمية. بل و تتفاوت الأقسام داخل الكلية الواحدة اذا ما قورنت بالأقسام المماثلة في جامعات أخرى.
و هناك عامل هام جدا يهتم به كل باحث عند اختياره للجامعة التي يريد الالتحاق بها و هي الاعتراف بهذه الجامعة. فهذا موضوع بديهي فمن هذا الذي سيبذل جهدا – أيا كان قدره- في جامعة غير معترف بها و لا يعترف بشهادتها! .
فما قيمة هذه الشهادة ان كانت لا تعني أي شيء لأي جهة. فأي عاقل لن يفكر في استثمار وقته و ماله في هذه الأماكن لأنه سيكون مضيعة للوقت و الجهد تماماً كمن يحرث في الماء.

و لكن هذا ينطبق فقط علي الباحث الجاد الساعي لدخول الأوساط العلمية و القبول به كعضوا فيها، يؤخذ منه و يرد عليه بالعلم و الاستدلال.
و لكن و إن بدا ما سبق هو صوت العقل و المنطق إلا أن الواقع يشهد بأن هناك من يلتحقون بأماكن غير معترف بها مع معرفتهم بأن شهاداتهم لا قيمة لها في الأوساط العلمية، لأن هذه الأماكن لا تقدم علما أصلا..! و مع ذلك يدرسون فيها و ينفقون من أموالهم و أوقاتهم..!
لماذا؟!
  فقط ليحصلوا على المسمى!
هؤلاء لا يشغلون أنفسهم برأي أصحاب الشهادات العلمية الحقيقية ، بل هو في الأصل لا يسعى أن يحتك بهم و يناظرهم لإنهم ببساطة سيكشفون زيفه منذ اللحظة الأولى. فالعالم لا يناقش بجدية الا عالما مثله أو علي الأقل يشاركه في المنهج العلمي و قواعده و أصوله.
أما من نتكلم عنهم انما يريدون المسمى و اللقب فقط  ليظن فيهم الناس أن لهم درجات علمية فعلا. و يعتمدون أن الأغلبية العظمى من الناس لن تتحقق من مصداقية هذا المسمى و لا من قيمة المكان الذي أعطاه اياه. و ان كان هذا الشخص لا يعتبر مزورا قانونا لأنه لم يدعي شيئا غير حقيقيا، الا أننا نرى أن اعتماده على حسن نية الناس و انخداعهم بالألقاب و المظاهر عملا مجردا من كل خلق أو مبدأ بل انه عين النصب و الاحتيال.

ان القاعدة العامة للاعتراف بالمعاهد العلمية و البحثية هي اعتراف حكومة الدولة التي يوجد فيها هذه الجامعة أو المعهد. كما أنها يكون لها دورا في وضع معايير و أسس عامة للعملية التعليمية و البحثية في هذا المكان. و هذا أساس اعتراف الجامعات في الدول بشهادات الطلاب القادمين من دول أخرى.
أما بالنسبة لممارسوا و مروجوا أفكار و فلسفات الطاقة المأخوذة من الهند و الصين فهؤلاء  بسبب التنافس الكبير بينهم على الاستحواذ على أكبر عدد من التلاميذ و المتدربين و من ثم تحقيق أعلى ربح مادي فقد لجأ بعضهم الى تمييز نفسه على أقرانه و منافسيه بأن يحصل على لقب دكتور. فالتحقوا بأماكن تسمي نفسها "جامعات" و حصلوا منها على ما شهادات يسمونها "الدكتوراه" على اسم الدرجة العلمية المعروفة. و يبقى الفارق جليا كالفرق بين الليل و النهار؛ فإحداهما شهادة علمية مرموقة في كل مكان، و الأخرى هي ورقة مكتوب عليها "شهادة دكتوراة" يعلم زيفها فقط من عندهم ورق مثلها.
Reactions

تعليقات