اليمينُ الغموسُ هي : التي يحلف بها قاطعاً أو عاقداً الحالفُ بالله ، ولكنَّه يحلفُ بالله - جاحداً - أو - كاذباً – في يمينه أو حَلْفِهِ هذا ، وسُميَّت غَموساً ، لأنَّها تغمسُ صاحبها في النار غمساً ، أو لأنَّها تغمسُ صاحِبَهَا في الإثمِ غمساً ، فلا يجوز لإنسانٍ مُسلمٍ ابتداءً أنْ يُكثِر مِن الحَلفِ بالله – حتى وإن كان صادقاً - !!
ويجب عليه أنْ يُعَظِّمَ ربَّهُ جَلَّ وعلا فلا يحلفُ بهِ إلا على أمرٍ عظيمْ يستحق الحلفَ وجديرٌ أن يُحْلَفَ بالله مِنْ أجلهِ أمَّا أن يَحْلِفَ باللهِ على ما هبَّ ودَبَّ وعلى كُلِّ كَبيرةٍ وصَغيرةٍ وعلى كُلِّ أمرٍ مِن الأمور فهذا فيهِ عدمُ تعظيمٍ لله تباركَ وتعالى لأنَّه راح يحلفُ بالله العظيمِ على كُلِّ ما يستحِقُ الحلفَ وما لا يستحقُ الحَلف !! ولأنَّ في ذلك تعويدٌ للسانِ على الحلف الذي قد يقودهُ إلى الإستخفافِ بالحَلفِ فيحلفُ – ربما – بالله كاذباً !! أو جاحداً !!
وهذا الحَلفُ القاطعُ بالله ولكن يكون صاحِبُه كاذباً أو جاحداً هو اليمينُ الغموسُ قال النبيُّ محمدٌ عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم : (( منِ اقتطعَ حقَّ امرئٍ مسلِمٍ - بيمينِهِ - فقَدْ أوجبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ ، وحرَّمَ علَيهِ الجنَّةَ ، فقالَ لَهُ رجلٌ : وإن كانَ شيئًا يسيرًا يا رسولَ اللَّهِ ؟! قالَ : وإن قضيبًا مِن أراكٍ )) حديثٌ صحيحٌ رواهُ مسلمٌ في صحيحهِ
كأنْ يسرقَ أحدهُمَ مالاً أو شيئاً مِن آخر ثم يحلِفُ بالله عاقداً في يمينهِ قاطِعاً أنَّهُ ما سَرقْ !! أو يَحِلِفُ حَلفاً عاقداً قاطعاً بالله في يمينه أنَّه سرق ألف دينار فقط وهو في الحقيقة قد سرق مئة ألف دينار !! أو أن يضربَ أحداً ويحلفُ عاقداً يمينه قاطعاً فيها بالله ويكون فيها كاذباً أنَّه ما ضربَه أو أن يقتُل ويحلف أنَّهُ ما قتل , وهكذا ؛ في أي شيء مِن الأشياء !!
فإذا كان الأصلُ أنَّهُ لا يجوزُ لإنسانٍ مُسلمٍ ابتداءً أنْ يُكثِر مِن الحَلفِ بالله – حتى وإن كان صادقاً - !! ويجب عليه أنْ يُعَظِّمَ ربَّهُ جَلَّ وعلا فلا يحلفُ بهِ إلا على أمرٍ عظيمْ يستحق الحلفَ وجديرٌ أن يُحْلَفَ بالله مِنْ أجلهِ فكيفَ بِمَنْ يحلفُ بالله تبارك وتعالى عاقداً في يمينه وقاطعاً فيها ثم يكون كاذباً ؟!!! هذه صفةٌ من صفات المنافقين الذين قال الله تبارك وتعالى عنهم :((( ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم - ويحلفون على الكذب وهم يعلمون -أعد الله لهم عذاباً شديداً إنهم ساء ما كانوا يعملون )) سورة المجادلة . فالمسألة إذاً خطيرةٌ جداً وليست بالشيء الهيِّن السهل !! فيجب التنبه لهذا ومراقبة اللسان وضبطه حتى في الحَلفْ .
تعليقات
إرسال تعليق