القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تتدفق المشاعر الطيبة؟


ما هي اللبنات التي تخلق مشاعر طيبة، وما هي حالات تدفق الطاقة الايجابية، فحالة الإيجابية والتدفق الطيب للمشاعر الحيوية مرتبطة بالداخل، ما يعزز الجاذبية الشخصية وهو أمر جميل.
وبحسب موقع "physoclogy today"، فإن هناك عوامل مختلفة تسهم في العيش بسلام وراحة، بدءا بما يعزز من التفاؤل بين الفرد وذاته وبين محيطه، ولكن قبل كل شيء لا بد من محبة الذات وتقبلها كي ينعكس ذلك على المحيط.
فالفرد بحاجة لأن يحب نفسه قبل الآخرين، لأن ذلك من شأنه أن يساعد على تحديد مصير ما هو آت، ويطلق العنان للذات وتقوية الإرداة للعيش برضا وقناعة.
وما يجب معرفته أنه ما من أحد يعلمك ويساعدك على حب نفسك سواك أنت، وكي تحترم نفسك وتقدرها وتحب نفسك كما ينبغي، يتطلب ذلك مصالحة مع الذات والقدرة على تجاوز كل المنغصات وتقبل كل جوانبك السلبية والايجابية وتناقضاتك.
ومن هنا، فإن العواطف السلبية، هي التي تعزز الشعور باللوم والوحدة والتعب والرغبة في الانزواء والغضب والشعور بالأسف على الذات، ولكن يمكن تغييرها حين نصبح قادرين على المضي قدما.
وكي تصبح في حالة تصالح مع نفسك، فأنت بحاجة أيضا لتدليل نفسك وممارسة ما تحب من وقت لآخر، ولا تحرم نفسك من هذه التفاصيل الصغيرة، التي تسهم في إعادة البهجة وتذكيرك بتفردك وتميزك وتجعلك تدرك أنك محب وشخص جيد.
والتواصل مع الآخرين والتعامل معهم بلطف واهتمام واحترام له تأثير لاحق على نفسية الفرد الذي يتعامل بلباقة، وسيغير حياته بطريقة أو بأخرى.
فاللطف والتعامل بلين، هو تصرف بسيط، ولكنه ليس بالمهمة السهلة، وهو دليل على أن البعض يجده تحديا أو لديهم أسباب واعتقادات تمنعهم من التصرف بدماثة ولطافة مع من حولهم.
ومن الاعتقادات الخاطئة حول التصرف بلطف وما يمنع البعض من ممارسته، هي الظن أن التصرف بلطافة مع الجميع دليل على الضعف؛ حيث سينظر الآخرون له بأنه شخصية ضعيفة، وسيستغلون هذا الوضع، إلى جانب أن من يتصرف بلطف تجاه شخص آخر قبل أن يتوقع من الطرف المقابل أن يكون لطيفا، يولد خوفا من الشعور بالرفض والأذية، لذا يبتعد البعض عن التصرف بلطافة، إضافة إلى أن البعض يظن أن من يتصرف بلطف تجاه من حوله بدون سبب هو شخص غريب، أو أنه يريد منهم شيئا، وآخر الأسباب هو أن ما من أحد يريد التصرف بلطف مع الجميع بدون أي نوع من المكافأة.
كما أن التصرف بلطافة مع من حولنا أمر مهم؛ حيث يشعر من يتصرف بلطافة مع من حوله بأنه أكثر هدوءا وسعادة من الداخل وتصالحا مع نفسه، ويشعر بالسكينة، ويشعر بأنه قريب منهم، وليس بعيدا عن محيطه أو معزولا، وبأنه مليء بالطاقة والحيوية والابتسامة.
فالشعور بالأمان يختلف عن الشعور بالحب، فنحن نشعر بالحب من الداخل حين نكون لطفاء ومحبين لأنفسنا وللآخرين، وقد نظن أننا نشعر بالأمان حين نتصرف بقساوة، إلا أن حقيقة هذا النوع من الشعور بالأمان، الذي يأتي من عدم المحبة، وبالتحكم والسلوك المسيطر، لا يمنحنا شعورا بالأمان الحقيقي، بل سيصاحبنا شعور بالتهديد الداخلي والخوف ونكران الذات وقمعها حتى، وهذا أمر مؤذ جدا.
وإن كان الفرد يجد صعوبة في التعامل بلطف مع من حوله، فهذا عائد لأمر داخلي مرتبط بطريقة تعامله مع نفسه وتقديره لذاته ونظرته لنفسه، فتعامله مع من حوله بخشونة وقسوة، يعني أنه قاس على نفسه، ويحاكم نفسه كما يحاكم الآخرين.
وعليه، فإن من يعامل نفسه بلطف ويتقبل ذاته كما هي، فإنه يجد السكينة والسلامة والأمان والابتسامة والراحة، فينعكس تعامله مع الآخرين بلطافة، ما يجعل بيئته أكثر محبة وسلاما وصداقاته أكبر واحترامه لذاته أكبر وأعلى، والنتيجة بالمحصلة هي حياة أفضل براحة أكبر، فلا يمكن لنا أن نقدر أنفسنا ونعتز بذاتنا إن كنا نتعامل مع من حولنا بأقل من هذا.
Reactions

تعليقات