القائمة الرئيسية

الصفحات

سكري الأطفال: أسبابه وطرق العلاج


ينشأ مرض السكري نتيجة تعرض خلايا البنكرياس لبعض الضرر، فتعجز عن تأدية عملها من إنتاج للأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم لإدخال الجلوكوز أو السكر إلى هذه الخلايا ومدها بالطاقة المحولة من الطعام ومن ثم القيام بوظائفها على أكمل وجه.
وعند الحديث عن سكري الأطفال لابد من الأخذ بجملة من الاحتياطات التي تمكن الأهل من إحكام المراقبة وتنظيم الحياة اليومية للطفل، بالشكل الذي يشعره بأنه لا يختلف في شيء عن أبناء جيله، وأن عليه التأقلم مع هذا المرض وتقوية عزيمته للتعايش معه.
أسباب حدوثه:
لأن داء السكري سواء لدى الكبار أو الأطفال ينشأ بسبب تعرض خلايا البنكرياس للضرر، لكن أسباب هذا الضرر لم تعرف بعد، وإن أبدى العلماء العديد من النظريات لتفسير هذا العطل، ويذكر استشاري أمراض الأطفال الدكتور محمد مناصرة من مستشفى الأميرة بسمة في إربد  أهمها:
ـ عامل المناعة: عند إصابة الطفل بالتهاب ما، يبدأ الجسم مكافحة هذا الالتهاب عبر المناعة الطبيعية، ولكن عندما تتكون الأجسام المضادة لهذا الالتهاب فإنها تكون مضادة أيضا لخلايا«بيتا» في البنكرياس، فتحطمها كما تحطم الجرثومة المسببة للالتهاب.
ـ عامل الالتهابات: وتقول هذه النظرية إن الجرثومة المسببة للالتهاب، عادة ما تكون فيروسا، تذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا «بيتا» بطريقة مباشرة.
ـ عامل الوراثة: ويؤدي هذا العامل دورا ليس كبيرا، حيث يزداد احتمال إصابة الطفل بالسكري عند وجود أخ أو أخت من أبويه معا مصاب بالسكري ولكنه لا يزيد على نسبة 10% وتزداد هذه النسبة عند التوائم لتصل إلى 40%.
أهم الأعراض:
- التبول اللاإرادي:
حيث يتراكم السكر في الدم بدرجة كبيرة، ويبدأ الخروج مع البول حيث تعجز الكليتان عن الاحتفاظ بالسكر عند بلوغه حدا معينا.
وعند خروج البول يكون كالإسفنجة بسحبه قدرا كبيرا من الماء، ولذلك تكون أول أعراض داء السكري هو التبول المتكرر وبكميات كبيرة. والملاحظ عند الأطفال أنهم قد يبدؤون بالتبول اللاإرادي وهم نائمون. وإذا استمرت هذه العملية من دون علاج فإن أعراض الجفاف قد تظهر عند المريض.
الإرهاق وفقدان الوزن:
وبما أن الخلايا قد حرمت من التغذية وأصيبت بالمجاعة، فإنها تبحث عن مصدر آخر للغذاء، وليس أمامها سوى الدهنيات الموجودة داخل الخلية فتقوم باستعمالها، فيشعر الطفل بالإرهاق الشديد والتعب كما يفقد قدرا من الوزن، وقد يشعر أيضا بالصداع والدوار والقيء، إذ تفرز الخلية بعد استخدامها للدهنيات مواد مثل: «الأسيتون» أو «الكيتون» تنتشر في الدم وتسبب زيادة في حموضة الدم وتؤدي إلى القيء ومن ثم الشعور بالنوم المؤدي إلى الغيبوبة إن لم يعالج في الحال.
العلاج بالأنسولين
عند إصابة الطفل بهذا الداء يستوجب إدخاله إلى المستشفى وتنويمه لمدة تراوح ما بين أسبوع وثلاثة أسابيع لمباشرة علاجه، خصوصا إذا كان الطفل مصابا بالجفاف والحموضة الشديدة، فلا بد عندها من الإكثار من السوائل وتزويد الجسم بالأنسولين من خلال الوريد إلى أن يتم التحسن. والأنسولين عبارة عن هرمون يفرز من البنكرياس. وهو المفتاح الذي يساعد على إدخال الجلوكوز إلى جميع خلايا الجسم. كما أنه يؤخد بالحقن تحت الجلد أي عن طريق الدم.
ولأهمية الأنسولين لا بد من المحافظة على سلامته من خلال:
ـ التأكد من مدة الصلاحية ونسبة التركيز.
ـ التأكد من ماهيته، فالنوع الصافي ليس له لون، بينما اللون العكر ليس فيه كتل.
ـ إبرة الأنسولين تكون عادة 100 وحدة أو 50 وحدة وبالتركيز نفسه.
ـ التأكد من كيفية حفظه، إذ يجب أن يحفظ في مكان جاف وبارد ولا يحفظ في «الفريزر». ويمكن حفظ الأنسولين أثناء السفر في ثلاجة صغيرة والتزود بالإبر المطهرة.
أعراض هبوط السكر وأسبابه:
من أهم أعراض هبوط السكر كما يقول الدكتور مناصرة انخفاض نسبة السكر في الدم عن المستوى الطبيعي حتى 40 مغم غلوكوز لكل 100 سم3 من الدم، ويشعر المريض عندها بالتعرق الشديد والجوع وارتعاش وشحوب في اللون، يرافقه خفقان في القلب ودوخة وعدم تركيز ومن ثم إغماء أو تشنجات. وبالنسبة للطفل قد يتصرف بحركات غير طبيعية كأن يكسر ما في يديه أو تختل مشيته أو يفقد التركيز في الإجابة عن الأسئلة.
وهنا لا بد من العلم أن غيبوبة نقص السكر في الدم أخطر من غيبوبة زيادة السكر وإذا استمرت لفترة طويلة تؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي وخصوصا المخ.
ولهبوط نسبة السكر في الدم أسباب عديدة منها:
ـ عدم أخذ وجبة طعام أو تأخيرها مع أخذ الأنسولين.
ـ أخذ كمية من العلاج أكثر من الكمية المحددة.
ـ ممارسة الرياضة لفترة طويلة دون أخذ وجبة خفيفة قبل ذلك أو بعده.
ـ عدم الاهتمام بالوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية.
العلاج:
هناك علاج سريع - والحديث للدكتور مناصرة- كأن يأخذ المريض عصيرا محلى، أو قطعة من السكر، أو ثلاث حبات من التمر، أو أخذ وجبة طعام كاملة، أو إسعاف المريض إلى أقرب مستشفى لأخذ سائل السكر.
أما العلاج المعتاد فإنه يعتمد على أخذ الوجبات الرئيسية بانتظام من دون تأخر، وأخذ وجبة خفيفة قبل الرياضة مع عدم ترك الوجبات الخفيفة الثلاث. هذا إلى جانب التأكد من جرعة الدواء قبل تناوله.
إن تغذية مرضى السكري من«النوع الأول» ليس أمرا صعبا سواء من حيث استيعاب نوعية الغذاء أو تطبيقها على مريض السكري، فالمريض يستطيع تناول غذاء يتناسب مع احتياجاته وعاداته الغذائية حال حصوله على المعلومات الأساسية التي تجعله قادرا على اختيار غذائه بنفسه، بعد أن يحدد له الطبيب كمية الأنسولين وكذلك اختصاصي التغذية الغذاء المناسب يوميا، وهذا لا يعني منع المريض من السكر أو النشويات المعقدة كالبطاطس والموز. فمن حقه تناول الأطعمة المتنوعة بعد تحديد الكمية، وهذا ما يسمى قائمة البدائل. لذا يجب على الأهل ألا يحرموا طفلهم المصاب من الأطعمة الموجودة في قائمة البدائل مع إبعاده عن الحلويات والبشار والشيبس والمشروبات الغازية.
ولعل مشكلة الطفل مع الحمية الغذائية تبرز واضحة، كأن يأكل أكثر أو أقل من الكمية المحددة. وهنا يأتي دور الأهل في إقناعه. ويجب أن نعرف أن لكل طفل كمية سعرات حرارية خاصة به، تتم ترجمة هذه السعرات إلى أطعمة متناولة، ويعتمد هذا الأمر على عمر الطفل أو وزنه أو طوله وجنسه وكذلك نشاطه. والهدف من هذا منع حالات هبوط السكر والتحكم فيه عند مستوى سكر الدم.
الحمية الغذائية لمرضى السكري:
يجب أن يتناول مريض السكري تبعا للدكتور مناصرة غذاء متوازنا ومعدلا، بحيث لا يحتوي على المواد السكرية البسيطة(وهي كل طعام ذي مذاق حلو: الحلويات ـ المشروبات الغازية ـ العصائر غير الطبيعية المحلاة والعلكة وغير ذلك من الحلويات المصنعة غير المفيدة). من هنا يجب أن يهتم الأهل كثيرا بوجبات طفلهم المريض فيعودوه على أكل المفيد من فواكه وخضار ووجبات خفيفة لجعل نسبة السكر في الدم دون زيادة أو نقصان. فيمكن إعطاء الطفل (نصف صامولي + جبنة + خيار + جزر) أو (علبة زبادي + خيار + حبة فاكهة) وهذه العناصر أهم بكثير وأنفع من السكاكر صحيا وغذائيا.
فالغذاء السليم يجعل المريض ينمو بصورة طبيعية جسمانيا وعقلانيا. كما يجب على الأهل تعليم الطفل كيفية تعرضه لأعراض انخفاض السكر وارتفاعه كي يستطيع اتخاذ الخطوة السليمة ويتفادى الدخول في غيبوبة السكري وتبعاتها.
الصحة النفسية للمريض:
يجب أن تكون معاملة الأهل للطفل المصاب بمرض السكري طبيعية جدا، إذ إن الصحة النفسية للطفل تعتمد نوعا ما على نوعية انفعال الوالدين ومداه وآلية تربيتهم. وعلى الوالدين تجنب الخوف الزائد والإفراط في تدليل الطفل بحجة أنه مريض، لأن هذا يوجد لديه نوعا من التوتر النفسي. بل على العكس يجب أن نولد فيما بينه وبيننا جوا من الود والتفاهم. فتعامل الأهل وكذلك الفريق المعالج يعتبر من الأركان الأساسية للتحكم والتعايش بأمان مع السكري.
ويشدد الدكتور مناصرة على أن معظم النباتات التي تستعمل لعلاج السكري بواسطة الأطباء الشعبيين والعطارين كالحنظل والمر والزعتر وغيرها تحتوي على مواد تخفض نسبة السكر في الدم وتحتوي كذلك على مضار جانبية كثيرة لذا ننصح بعدم استعمالها وخصوصا للأطفال.
تحليل السكر في المنزل:
تحليل نسبة السكر في المنزل من الأمور المهمة في العلاج حيث يقوم المريض بتدوين النتائج في جدول خاص به.
النسبة الطبيعية للسكر بالدم:
قبل الأكل:
من80 مغم إلى 120 مغم/ دسلتر
من 4 مليمولات إلى 6 مليمولات / لتر
بعد الأكل بساعتين أو خلال الليل:
من140 مغم إلى 200 مغم/ دسلتر
من 7 مليمولات إلى 10 مليمولات/ لتر
أهمية هذا التحليل: أنه يقلل المضاعفات المزمنة، والكشف المبكر عند حدوث ارتفاع أو انخفاض في نسبة السكر. وأيضا المساعدة على استقرار نسبة السكر في الدم، إضافة إلى أنه يساعد على تحديد طرق العلاج وجرعات الأنسولين.
Reactions

تعليقات