إذا جلست مع نفسك في لحظة صدق وإنصاف، ربما تعترف اعترافا قد يزعجك بعض الشيء، وهو أنك أحيانا تضبط نفسك متلبسا بالتفكير في أمور سلبية، وتسيء الظن بالآخرين، وربما توجه لهم الاتهامات وتصدر لهم الأحكام المسبقة في ذهنك إلى الدرجة التي قد توصلك إلى كراهيتهم، دون أن يكون لظنونك أي أساس من الصحة، ثم تشعر بالخجل من نفسك عندما يثبت لك عكس ما كان يدور بذهنك.
إنه اعتراف مزعج بالتأكيد، لكن ربما يتحسن إحساسك قليلا إذا علمت أن معظم البشر لو واجهوا أنفسهم بصدق، سيعترفون نفس الاعتراف!
وعلى أية حال، فإن انتشار الخطأ لا يحوله أبدا إلى صواب، لذا فلا تحاول، وفق ما أورد موقع "ياهو مكتوب"، إسكات صوت ضميرك متعللا بأن الجميع يفعل ذلك، بل على العكس بادر بإصلاح نفسك، وحاول بكل قوتك الخروج من دائرة الكراهية وسوء الظن، وإليك بعض الوسائل التي ستساعدك على ذلك:
1 - لا تجعل نفسك طرفا في النميمة ونشر الإشاعات.
عندما تجد كل من حولك يثرثرون ويتناقلون آخر خبر وصل إليهم عن فلان أو فلانة، سيكون مغريا بالنسبة لك أن تسلم أذنيك لهم، وتسمع الشائعة بدورك، محاولة الحصول على أكبر قدر من المعلومات - المغلوطة في الغالب – وبعد أن تسمع الإشاعة، ستجد نفسك تلقائيا في حاجة إلى إلقائها على مسامع ضحية جديدة، فتصبح متورطا حتى أذنيك في النميمة، وفي التفكير السيئ حول شخص، ثم إصدار أحكام خاطئة على ذلك الشخص، وكراهيته، بالإضافة لتشويه سمعته. المشاركة في النميمة خطأ عظيم لابد وأن تبتعدي عنه، وكذلك إصدار الأحكام على الآخرين ونصب المشانق لهم، فمن من البشر- وعلى رأسهم أنت نفسك – بلا أخطاء أو عيوب؟ الحل الأسهل للخروج من هذه الدائرة الجهنمية هو رفض الاستماع إلى النميمة من الأساس، والابتعاد عن مجالسة النمامين.
2 – عاتب نفسك على الأفكار السلبية التي تجول بذهنك
كلما ضبطت نفسك تفكر في أشياء سلبية أو شائنة حول أحدهم بعد سماعك لخبر ما حول ذلك الشخص، فكن حازما وسريعا في توجيه اللوم إلى ذاتك على الاستسلام لمثل هذه الأفكار، التي لن تؤدي أبدا إلى أي شيء مفيد أو إيجابي. سيحتاج منك الأمر إلى بعض الوقت والتدريب إلى أن تقلع عن هذه العادة السيئة، وتستطيع التحكم في عقلك، ومنعه من الخوض في الأفكار المرفوضة، والتفكير في أمور جيدة وإيجابية بدلا منها.
3 - اتبع سياسة الهجوم المضاد
إذا اجتهدت في تنفيذ النصيحتين السابقتين، لكن مع ذلك فشلت في منع ذهنك من التفكير بشكل سلبي، وإساءة الظنون بالآخرين ثم كراهيتهم، عليك أن تحاول اتباع سياسة الهجوم المضاد على أفكارك، وهي التي تتمثل في مزاحمة كل فكرة سيئة أو ظن خاطئ عن شخص ما، بالتفكير فيما يقابل ذلك من حسنات وأفعال طيبة قام بها الشخص نفسه، وأنت واثقة منها على وجه اليقين. إذا استمررت على هذا المنوال، سيحدث بداخلك التوازن المطلوب، وفي النهاية ستتغلب الأفكار الجيدة الطيبة، على الأفكار السيئة المليئة بالكراهية، ليفوز الحب والظن الحسن في النهاية.
4 – كن إيجابيا وعبر عن مشاعرك الطيبة للآخرين
ساهم في زيادة الأفكار والمشاعر الطيبة بداخلك، واستثمرها من خلال التعبير عنها للآخرين. أخبر زميلتك بالدراسة أنك قد رأيتها اليوم السابق وهي تساعد تلك السيدة الكفيفة على عبور الشارع، وتحمل عنها أشياءها، وامدح تصرفها الجميل. قدم الشكر والامتنان لأخرى علمت بمرضك فاتصلت بك لتسأل عنك أو حضرت لزيارتك رغم أن العلاقة بينكما ليست متينة... وهكذا. عبر عن الأفكار الإيجابية التي تدور برأسك حول الآخرين، ليس فقط لهم، بل تحدث عنها للجميع، وانشر الأفكار الإيجابية والحب، بدلا من الظنون السيئة والكراهية.
تعليقات
إرسال تعليق