مقارنة النفس بالآخرين يمكن أن تتسبب بإلحاق الضرر بصحة المرء النفسية والجسدية. وحسبما يذكر موقع "LifeHack"، فإن عصرنا الحالي أتاح لنا معرفة الكثير من تفاصيل حياة الآخرين، إذ يكفي أن يكون للمرء حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، وسيفتح لنفسه بابا لمعرفة أن فلان على خلاف مع زوجته وآخر يستعد للسفر لجزر هاواي وغير ذلك.
الوصول بسهولة لتفاصيل حياة الآخرين يأتي مترافقا مع الخشية من تولد الشعور بالنقص لدى المرء، فتجده بعد متابعة عدد من التفاصيل التي تخص الآخرين يكثر من التساؤل "لماذا لا أملك السعادة التي يمتلكونها"؟ المشكلة أنك لو كنت تسعى جاهدا لتأمين المهر للارتباط بالإنسانة التي اخترتها شريكة لحياتك، فإن جميع أصدقائك على "الفيسبوك" سيعلنون ارتباطهم! ولو أن أنك كنت تحلمين بأن تكوني أما ولكن هذا تأخر لظروف صحية، فستجدين صديقاتك على "انستغرام" ينشرن صور أطفالهن بابتساماتهم البريئة!
تلك الأمثلة لا تعني أن المرء يشعر بالحسد تجاه الآخرين وإنما تعني أن القدرة على الوصول لخصوصياتهم توقظ في داخل المرء الميل للمقارنة التي غالبا ما يخسرها نظرا لكونه يقارن من زوايا محددة فقط.
وفيما يلي عدد من النتائج التي سيجنيها المرء حال توقفه عن مقارنة نفسه بالآخرين:
- ستدرك الأشياء الجميلة التي لديك: مقارنة النفس بالآخرين تعني ببساطة تركيز المرء على ما لا يمتلكه. لذا لو توقفت عن تلك المقارنة السلبية فستسمح لنفسك بأن ترى الأشياء التي تملكها بالفعل. فالبيت الذي تملكه حتى وإن لم يكن واسعا كما تتمنى ولكنه يبقى حلما بالنسبة للكثيرين. الأصدقاء من حولك، حتى وإن كانوا قلة إلا أنك تجد من يسأل عنك وتسأل عنه. الوظيفة التي تشغلها حتى وإن لم توفر لك الرفاهية التي تحلم بها، ولكنها على الأقل كفتك الحاجة للآخرين. وبالتالي فإن الجميع يملكون الكثير من النعم التي لا يحتاجون سوى التوقف قليلا لتأملها وشكر الله عليها.
- ستتوقف عن الحزن على ما لا تملك: بمجرد أن تبدأ تدرك النعم التي لديك، ستجد بأن حزنك على ما لا تملك قد بدأ بالتلاشي. الأهداف الكبيرة وتطوير الذات والسعي لتحسين سبل العيش كلها أشياء يجب أن نسعى لها، ولكن في نفس الوقت لا يجب أن لا نوجه أنظارنا إلا على ما لا نملك دون شيء آخر.
- ستركز على الأشياء المهمة في حياتك: لو كانت حياتك تفتقد لشيء معين، كالشهادة الجامعية على سبيل المثال، فإنك ستكون أكثر قدرة على تحقيقها في حال توقفت عن مقارنة نفسك بالآخرين وعن شعورك بالأسف على نفسك لافتقادك هذا الأمر. حيث أن توقفك عن المقارنة سيوجه طاقتك نحو الهدف الذي تريد أن تصل له في حياتك لتحسينها وليس لجعلها مشابهة لحياة شخص آخر.
- ستدرك بأن ما تقارن به ليس سوى جزء من الواقع: المعنى أننا لو أخذنا مواقع التواصل الاجتماعي كمثال فسنجد بأن الناس اعتادوا على الظهور بأفضل صورة لهم ليراها الناس، وبالتالي فإن مقارنة نفسك بهؤلاء ليست مقارنة عادلة. وتذكر دائما أن كل إنسان يشعر بأن حياته تفتقد شيئا ما.
صحيفة الغد
تعليقات
إرسال تعليق