يحتار الشخص العادي في غفلة بعض الناس وغبائهم! ومن مظاهر الغفلة والغباء، خذ مثلاً حالة الأم التي يرفض طفلها ذو السنوات الأربع ان يتناول وجبته ما لم تسمح له باللعب بالنار من خلال التلاعب ببندقية، تقوم الأم - دونما أدنى تردد - بإعطائه سلاحاً نارياً ملقماً بالذخيرة الحية، وما هي إلاّ لحظات حتى يقدم الطفل زناد البندقية المصوبة تجاه أمه في بطنها وقد يرديها قتيلة! لأجل مثل التصرفات الغبية وغير المسؤولة، والتي يتعذر فهمها ومعرفة دوافعها، يحظى بعض الناس بشرف الحصول على "جائزة داروين"، والتي تمنح لهم عادة بعد مماتهم!
ويقول ويندي نورثكت مؤلف كتاب جوائز داروين البقاء للأصلح: "تمنح جوائز داروين للأشخاص الذين يؤدون إلى تحسين مخزون الجينات الوراثية للبشر بإبعاد أنفسهم منه، وبطريقة تنم عن غباء مطبق ومذهل ومثير للدهشة والاستغراب".
ويضيف قائلاً ان القصص التالية ليست مجرد حوادث مأساوية محضة وإنما هي عبارة عن تطبيقات خاطئة لتقديرات خاطئة فعلاً عن أنها تدل على ان ألد أعداء الإنسان للإنسان هو الإنسان نفسه.
ففي مونتانا، قرر شخصان اكتساب المزيد من المال بطريقة غير مشروعة وذلك بتهريب قرون الأيائل من حديقة الحجر الأصفر "يلو ستون بارك" - ذلك، ان قرون الوعل تباع بمبلغ سبعة جنيهات استرلينية للرطل الواحد، وان المجموعة الكبيرة من القرون قد تزن ثلاثين رطلاً وبالتالي فهي تستحق عناء المخاطرة وتجشم المشاق في سرقتها!
ولكن، ولفرط الغباء والعبط، استخدم المغفلان قارباً مطاطياً أوصلاه إلى حمولته القصوى من القرون قبل ان يمخرا به عباب نهر قاردنر الفائض بمياه الأمطار، وذلك بدلاً عن استخدام سيارة أو شاحنة مغلقة.
وما كاد القارب يشق طريقه حتى ارتطم ببعض المنحدرات المائية في النهر، حيث تزمجر المياه وترغي وتزيد مندفعة بسرعة هائلة، مما أدى إلى تقافز القرون وارتدادها وتحركها هنا وهناك داخل القارب، متسببة في ثقبه.
ومع غياب أي وسيلة للنقل، اضطر الرجلان للسباحة في محاولة يائسة منهما للنجاة، حيث نفذ أحدهما بجلده من الموت غرقاً بينما لقي الآخر حتفه وظهرت جثته على الشاطئ بعد أسبوع.
وغبي آخر، من غرب فيرجينيا، يشتبه في ضلوعه في جريمة سطو على بنك، دافع عن نفسه أمام الشرطة مفيداً بأنه كان في مكان آخر لحظة وقوع جريمة السطو، وقال إنه كان وقتها يتعاطى الهيروين في ولاية أخرى، ولم يكتف بذلك بل إنه أبرز إليهم مستنداً يثبت شراءه للمخدر كدليل لتبرئة ساحته من تهمة السطو.
ومن نافلة القول إنه تم القبض عليه وبحوزته 84 لفافة من الهيروين!
وفي نيوجيرسي، قدم مخموران من الغباء والبلاهة عندما تحدى أحدهما الآخر بأن يصيبه بأعقاب السجائر ليرى كيف سيكون شعوره، فقام الثمل بتعبئة بندقية قديمة بالبارود ليتأكد من انهما سيصيبان هدفهما، ومن مسافة سبع أقدام فقط، اطلق النار، وغني عن القول ان الخطة اخفقت وان كيد المغفل قضى نحبه بأعقاب ثلاثة سجائر إصابته في قلبه.
أما في كارولينا الشمالية، فإن مظلياً هبط أكثر من 800مرة بالمظلة داخل المنطقة المحددة له قرر تصوير زميل له وهو يلقي دروساً. قام صاحبنا، ويدعى ايفان، بتثبيت كاميرا الفيديو مع خوذيته ووضع جهاز الامداد بالبطاقة داخل حقيبة معلقة على كتفيه ومتدلية من ظهره ووثب من الطائرة وبدأ التصوير أثناء قيام المعلم والطالب بالقفز خارج الطائرة. وخلاصة ما حدث كما يرويها المؤلف أنها دقائق معدودات لا يزال أثناءها الشريط متحركاً داخل الكاميرا حينما أدرك ايفان أنه نسي ربط حزام المظلة. وفي الشريط الذي تم استخراجه من الكاميرا، شوهدت يدا ايفان تتحركان بعنف يمنة ويسرة وظلت الكاميرا تدور ولكن أسفل وفي اتجاه الأرض.
تعليقات
إرسال تعليق