القائمة الرئيسية

الصفحات

المضيق عبارة عن ممر بحري يصل بين مسطحين مائيين، ويفصل جزئين من اليابسة أو أكثر عن بعضهما. وقد يقل عرض المضيق ليصل إلى بضعة مئات من الأمتار مثل المضايق التركية، بالقرب من اسطنبول. وقد يتسع عرضه ليصل إلى 32 كيلومتراً أو أكثر مثل مضيق دوفر بين بريطانيا وفرنسا، ومضيق بهرنج بين روسيا والولايات المتحدة.


وتنطبق القواعد الخاصة بالمياه الإقليمية والدولية على المضايق، فإذا كان عرض المضيق أكثر من ستة أميال (حوالي 10 كيلومترات) تصبح نصف هذه المسافة والموزعة على جانبيه مياهاً إقليمية، والشـقة المائية في وسطه تصبح مياهاً دولية، أمّا لو كان عرض المضيق ثلاثة أميال، (حوالي خمسة كيلومترات)، فإنه يصبح مياهاً إقليمية صرفه، ويصبح للدول المحيطة به حق السيطرة عليه ويحدد نصيب كل منها من المضيق بخط يمر في وسطه.

وتؤدي المضايق إلى تقصير المسافات بين الدول. وقد كانت معظم المضايق في وقت ما مراكز كبيرة لمرور التجارة العالمية، مع أنها قد لا تؤدي هذه الوظيفة في الوقت الحاضر، ومثال ذلك، لا يمر بمضيق ماجلان ومضيق بهرنج سوى عدد قليل من السفن. وعلى سبيل المثال كان لمضيق ماجلان أهمية كبيرة لمرور التجارة العالمية قبل شق قناة بنما إلاّ أن أهميته تضاءلت بعد هذه السنة بسبب إنشاء قناة بنما. في حين مازالت مضايق الدانمارك، وجبل طارق، وباب المندب، وهرمز، ودوفر، وملقا محتفظة بأهميتها التجارية الكبيرة.

أهم المضايق والممرات البحرية في العالم:
 


1- مضيق جبل طارق:
يقع مضيق جبل طارق البحري بين شبه جزيرة إيبيريا شمالا وشمال أفريقيا جنوبا، ويصل بين مياه البحر الأبيض المتوسط ومياه المحيط الأطلسي. تسميته العربية القديمة بحر الزُّقاق. يحدّ المدخل الغربي للمضيق كلّ من رأس سبارتيل (المغرب) ورأس الطرف الأغر (إسبانيا).

يشرف على المضيق كل من المغرب وإسبانيا ومنطقة الحكم الذاتي جبل الطارق البريطانية. تعود التسمية للقائد طارق بن زياد الذي عبره في بداية الفتوحات الإسلامية لإسبانيا عام 711 م، وقد تصحف لفظ الاسم في اللغات الأوروبية حيث يسمى ب”جبرلطار” بالإنكليزية أو “خبرالطار” بالإسبانية.

يبلغ عمق المياه فيه حوالي 300 متر، وأقصر مسافة بين ضفتيه هي 14 كيلومتر. ويعتبر من أهم المعابر البحرية في العالم. وسمي قديما بأعمدة هرقل حيث يروى أنه كانت تقع خلفه قارة أطلانطس الأسطورية.
 


2- مضيق باب المندب:
مضيق باب المندب ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب. المسافة بين ضفتي المضيق هي 30 كم (20 ميل) تقريبا من رأس منهالي في الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي. جزيرة بريم (مَيّون) التابعة لليمن، تفصل المضيق إلى قناتين الشرقية منها تعرف باسم باب اسكندر عرضها 3 كم وعمقها 30م. أما القناة الغربية واسمها “دقة المايون” فعرضها 25 كم وعمقه يصل إلى 310 م. بالقرب من الساحل الإفريقي توجد مجموعة من الجزر الصغيرة يطلق عليها الأشقاء السبعة.

ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس 1869 وربط البحر الأحمر ومايليه بالبحر المتوسط وعالمه. فتحول إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا.

ومما زاد في أهمية الممر، أن عرض قناة عبور السفن، وتقع بين جزيرة بريم والبر الإفريقي، هو 16كم وعمقها 100-200م. مما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين. ولقد ازدادت أهميته بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي. ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (57 قطعة يومياً).
 


3- مضيق هرمز:
مضيق باب السلام، أو مضيق هرمز، أحد أهم الممرات المائية في العالم، وأكثرها حركة للسفن. يقع في منطقة الخليج العربي، فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة، ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، فهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر.

تطل عليه من الشمال إيران (محافظة بندر عباس) ومن الجنوب سلطنة عمان (محافظة مسندم) التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه، باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.

يعتبر المضيق في نظر القانون الدولي جزءا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.

يضمّ المضيق عدداً من الجزر الصغيرة غير المأهولة، أكبرها جزيرة قشم الإيرانية، وجزيرة لاراك، وجزيرة هرمز، إضافةً إلى الجزر الثلاثة المتنازع عليها بين إيران والإمارات (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).

عرضه 50 كم (34 كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60 م فقط، ويبلغ عرض ممرّين الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (أي 10,5 كم). وتعبره 20 – 30 ناقلة نفط يوميا بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة، محمّلة بنحو 40% من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم.
 


4- قناة السويس:
قناة السويس، هي ممر مائي صناعي بين مدينة بورسعيد (مصر) على البحر الأبيض المتوسط، ومدينة السويس (مصر) على البحر الأحمر. وتقسم القناة إلى قسمين، شمال وجنوب البحيرات المرّة.

تسمح القناة بعبور السفن القادمة من دول المتوسط وأوروبا وأمريكا للوصول إلى آسيا دون سلوك الطريق الطويل، طريق رأس الرجاء الصالح. استغرق بناء قناة السويس 10 سنوات (1859 – 1869). وتعتبر قناة السويس حاليا أهم مجرى ملاحى في العالم حيث تتحكم في 40% من حركة السفن والحاويات في العالم، وكذلك لربطها بين دول جنوب شرق آسيا وأوروبا والامريكتين.

يبلغ طول قناة السويس 162 كيلومتر من (بورسعيد إلى الإسماعيلية 78 كيلومتر، ومن الإسماعيلية إلى بورتوفيق 88 كيلومتر) يوجد عند بورسعيد حاجزا “مكسر الأمواج” بطول 4 و2 كيلومتر في اتجاه البحر الأبيض المتوسط، وكان أصلا بغرض حجز الطفلة النيلية من الترسب في مجرى القناه. ويبلغ عرض القناة في الشمال 345 متر وعرض القاع 215 متر. في الجنوب يبلغ عرضها 280 متر وعرض القاع 195 متر. عمق القناة يبلغ 24 متر منذ 2010.

تسير السفن في قناة السويس بصفة عامة في اتجاه واحد ثم تتبعها السفن في الاتجاه المعاكس. وتوجد لتلك الغرض ثلاثة أماكن واسعة تستطيع السفن المرور فيها ذهابا وإيابا في نفس الوقت، ويبلغ طول تلك الأماكن 78 كيلومتر : عند بور سعيد، وفي معبر البلاح والبحيرات المرة.
 


5- قناة بنما:
قناة بنما ممر مائي يعبر برزخ بنما، ويصل ما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. وتُعد هذه القناة من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم. عملت القناة، بعد الانتهاء من شقها عام 1914 م، على تقصير مسافة رحلة السفن ما بين مدينة نيويورك وسان فرانسيسكو إلى أقل من 8,370 كم.

وفي الفترة التي سبقت شق هذه القناة، كان على السفن التي تقوم بمثل تلك الرحلة، أن تبحر حول أمريكا الجنوبية قاطعة نحو 20,900 كم، وقدارتفعت حركة المرور السنوي من حوالي 1000 سفينة خلال الايام المبكره لانشائها إلى 14702 سفينة في عام 2008.

خضعت منطقة القناة للولايات المتحدة الأمريكية بموجب اتفاقية بين البلدين بدأت من سنة 1978 م وانتهت سنة 1999 م. استعادت جمهورية بنما سيادتها على القناة بعد إدارة الولايات المتحدة الأمريكية لها 85 عاما. يمر في قناة بنما أربعة عشر ألف سفينة سنوياً.
 


6- مضيق البوسفور:
البوسفور أو مضيق إسطنبول، هو مضيق يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ويعتبر مع مضيق الدردنيل الحدود الجنوبية بين قارة آسيا وأوروبا، ويبلغ طوله 30 كم، ويتراوح عرضه بين (550 متر و3000 متر)، وحسب المعتقدات اليونانية القديمة، فإن تسمية المضيق تعني ممر البقرة.

مياه مضيق البوسفور مصنفة ضمن مجال الملاحة الدولية، وتعتبر حركة السفن بالمضيق واحدة من أهم نقاط الملاحة البحرية في العالم، حيث بلغ عدد السفن المارة بالمضيق سنة 2003 حوالي 47000 سفينة، وفي سنة 2004 تزايد عدد السفن المارة بالمضيق ووصل عددها أكثر من 53000 سفينة.

يخترق المضيق تيارات مائية خطيرة، وضيق المضيق في بعض المناطق يجعل من الملاحة صعبة، وقد وقعت العديد من الحوادث الخطيرة، نذكر منها حادث تصادم سفينتين محملتين بالبترول في 13 مارس 1994 أدت إلى وفاة 25 بحار، وفي 15 يوليو 2005، غرقت باخرة بنمية بالمضيق في ظروف غامضة.

ويقطع هذا المضيق جسران هما جسر البوسفور وجسر السلطان محمد الفاتح. وأفتتح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بتاريخ 29 أكتوبر نفق مارماراي في مياه البوسفور وذلك إحتفالًا بمرور تسعون عامًا على تأسيس الجمهورية التركية.
 


7- مضيق الدردنيل:
هو ممر مائي دولي يربط بحر إيجة ببحر مرمرة. ويفصل المضيق ما بين شاطئ آسيا الصغرى وشبه جزيرة جاليبولي في الجانب الأوروبا وهما من الأراضي التركية، يبلغ طول مضيق الدردنيل حوالي 61 كم، وعرضه يتراوح بين 1.2 إلى 6 كم ويصل عمقه من 50 إلى 60 متراً.

وقد اعتنت الدولة العثمانية بعد امتلاكها للقسطنطينية بتحصينه فبنت القلاع على جانبيه حتى أصبح منيعاً يستحيل على أكبر أسطول أن يقتحمه بدون أن يتعرض لأكبر الأخطار.



موسوعة المعلومات

  



 
Reactions

تعليقات