عندما يتحول شعر الإنسان إلى اللون الأبيض في مرحلة متأخرة من العمر، فهذا أمر طبيعي، مرتبط بالتغيرات التي تحدث للإنسان نتيجة تقدمه في السن، لكن إذا ظهر الشيب قبل الثلاثين من العمر، فهذا هو الشيب المبكر الذي يقلق الشباب، ويبدأون في البحث عن وسائل لإخفائه، وهم لا يعلمون أن الوراثة تلعب الدور الأكبر في حصوله.
كيف يتحول الشعر إلى اللون الأبيض؟
عندما تتوقف بصيلة الشعر عن إنتاج المادة التي تكسب الشعر لونه الطبيعي، سواء أكان اللون الأسود أو الأشقر..، فإن لون الشعر يتحول إلى اللون الأبيض، وتتحكم مادتان أساسيتان في لون الشعر وهما:
1. الميلانين، وهي المادة المسؤولة عن لون الشعر الأسود والأشقر والبني، ويعتمد ذلك على مدى تركيز الصبغة في الشعر.
2. الفيوميلانين، وهي المسؤولة عن لون الشعر الأحمر واللون الشبيه بالأحمر في الشعر الأشقر.
وعندما يتوقف الجسم عن إفراز هذه الصبغات التي تكسب الشعر ألوانه المختلفة، نتيجة لتقدم السن يتحول الشعر إلى اللون الرمادي الأبيض، وهذا نفسه ما يحصل بالنسبة للشاب الذي يتعرض للشيب المبكر.
أنواع الشيب الذي يصيب الشعر
يصيب شعر الإنسان نوعان من الشيب وهما:
1. الشيب نتيجة التقدم في السن: ترتبط عملية الشيب في هذه الفترة بنقص مادة الميلانين؛ وذلك لقلة عدد الخلايا الصانعة لها، وهذا أمر طبيعي مرتبط بانتهاء العمر الزمني لها مثل بقية خلايا الجسم الأخرى، كذلك يزداد تكون الجيوب الهوائية داخل الشعر، والذي بدوره وعن طريق الأكسجين يؤدي إلى أكسدة الميلانين إلى مادة عديمة اللون تعطي الشعرة اللون الأبيض.
ويبدأ الشيب في هذه المرحلة بالظهور أولا على جانبي الوجه، ثم ينتشر ليشمل جانبي الرأس ثم بقية الرأس، كما يبدأ الشعر في المشيب عند الأشخاص البيض، بين منتصف الثلاثين والأربعين، ثم يزداد مع التقدم في السن، ليشمل الشعر كله مع بلوغ الإنسان لسن 60 إلى 70عاما تقريبا، أما بالنسبة للشيب عند السود، فإنه يتأخر في الظهورعن البيض بمعدل 10 سنوات تقريبا، لأسباب غير معروفة.
2. الشيب المبكر: يعتبر الشيب مبكرا عندما يبدأ في الظهور قبل سن الثلاثين لأصحاب البشرة البيضاء، وقبل الأربعين لأصحاب البشرة السمراء، وفي هذا النوع من الشيب، نلاحظ أن الشيب يبدأ ظهوره على جانبي الرأس ثم يمتد إلى وسط الرأس، أما مؤخرة الرأس فقلما يظهر بها الشيب.
أسباب ظهور الشيب المبكر
- العوامل الوراثية، وتلعب دورا واضحا في ظهور الشيب المبكر، ويلاحظ انتشاره بين أفراد العائلة أو الأقارب ممن لديهم هذه الحالات.
- الضغوط النفسية، هناك ارتباط واضح بين الضغوط النفسية، والإصابة بالهموم المستمرة وظهور الشيب المبكر، كذلك الانفعالات الشديدة والمفاجئة مثل؛ الخوف أو الحزن الشديد، فمثلا ماري أنطوانيت إحدى ملكات فرنسا المشهورات، تحول شعرها إلى اللون الأبيض صبيحة يوم إعدامها.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات، يلعب دورا أساسيا في حدوث الشيب المبكر، فالشعرة تتغذى على عناصر أساسية أهمها الحديد والنحاس وحمض الفوليك وفيتامين (ب) المركب بأنواعه، وفي حالة وجود نقص شديد في بعض هذه العناصر المهمة في تكوين مادة الميلانين والمسؤولة عن لون الشعر يظهر الشيب.
- الإسراف في استخدام المواد الكيماوية تعرض خلايا الإنسان لكثير من المواد الكيماوية مثل؛ بعض أنواع الشامبو وكريمات فرد الشعر بالإضافة للسشوار... وغيرها.
- الأمراض العضوية، خصوصا أمراض الجهاز الهضمي، أو إذا كان هناك اختلال في وظائف الغدة الدرقية، فهذا له دور مؤثر في ظهور الشيب المبكر، وأحيانا قد يحدث الشيب المبكر نتيجة وجود التهابات مستمرة في الجسم مثل؛ التهاب اللثة والأسنان المتكرر أو التهاب فروة الرأس الدهنية.
هل هناك علاج للشيب؟
علاج الشيب المبكر يكون بتجنب الأسباب التي تؤدي لحصوله، ومن أهم سبل العلاج ما يلي:
- الاهتمام بصحة الجسم عامة، وتغذيته بشكل جيد، وينصح بتناول فيتامين (هـ) الموجود في البيض والكبد، وكذلك تناول فيتامين (ب) المركب، الذي يقلل من حدوث الشيب المبكر.
- الاعتناء بنظافة الشعر وتغذيته.
- معالجة الالتهابات المتكررة بالجسم مثل التهابات الأسنان.
- علاج فقر الدم وسوء التغذية إذا وجدت.
- التأكد من سلامة إفرازات الغدة الدرقية.
- الاستقرار النفسي وتجنب الضغوط والتوتر، من أهم العوامل المؤدية إلى تقليل الشيب المبكر.
تعليقات
إرسال تعليق