“تشعر بالمرض؟ وماذا في ذلك؟ قم لعملك فورا.. فأنت لا تبذل طاقتك كما يجب”.
“لماذا تترك نفسك للسمنة؟ لو بقيت بهذه الطريقة في تناول الطعام فإنك لن تخسر من وزنك مطلقا”.
“دائما تخطئ بنفس الطريقة وتثق بالناس سريعا..ها هي تركتك دون أن يرمش لها جفن، متى ستتعلم من أخطائك؟”.
قد تجد بأن الجمل السابقة مألوفة لديك إلى حد ما، فقد تكون سمعت البعض يوجهونها لك، لكن وعلى الرغم من قسوة تلك الجمل، إلا أن صعوبتها تظهر بشكل أوضح عندما تأتي من داخلك وليس من الآخرين، حسب ما ذكر موقع “LifeHack”.
الحديث السلبي مع النفس، غالبا ما يحدث عندما لا يصل المرء لتوقعاته الشخصية، لكن الحديث السلبي مع النفس ليس بالأمر المناسب لحل المشكلة، فالتقدم على جميع المستويات يحدث بالحب والتفاهم وليس بالقوة والإجبار.
فيما يلي عددا من الطرق التي تساعد المرء على التوقف عن لوم نفسه بقسوة:
• توقف عن المبالغة بالتخطيط المستقبلي: يخبرنا الجميع بأن “الحياة قصيرة”، وبسبب تكرار هذه الجملة بشكل مخيف، أصبح المرء يسعى للتخطيط لكل وقته، حتى وقت فراغه أصبح يسعى لبرمجته. وبما أن المرء يسعى لملء كل ثانية من وقته بأمور تحتاج للإنجاز، فإنه عندما يخفق في إنجاز شيء ما، يبدأ الصوت الداخلي لديه بانتقاده. عندما يحدث هذا الأمر عليك أن توقفه فورا من خلال تذكرك بأنك بشر، ولست آلة مبرمجة خالية من الأخطاء. إخفاقك بين الفينة والأخرى لإنجاز المطلوب لا يعني أنك كسول أو عديم الفائدة، فلو نظرت للأمور من جانب آخر ستجد بأن ما تسميه إخفاقا ما هو إلا شيء حياتي طبيعي يصيب الجميع، فلا داعي للقسوة على نفسك.
• توقف عن العمل بجهد زائد: لا أقصد هنا التكاسل في العمل، لكن المقصود عدم اللجوء للمبالغة الشديدة في العمل. فلو كان لديك هدفا تسعى لتحقيقه، فإنك ستبذل أقصى ما تستطيع من أجل هذا الهدف. وكلما ازدادت أهمية الهدف ازداد استعدادك للتضحية بأي شيء في سبيل تحقيق ما تريد، وخلال سعيك ذاك فإنك لن تسمح لأحد حتى لنفسك بأن تتراجع للوراء خطوة، الأمر الذي قد يقودك للعمل ليلا ونهارا في سبيل تحقيق ما تريد. لكن في النهاية ستشعر بالإجهاد الشديد والذي قد يأتي قبل الوصول للهدف مما سيزيد من لومك لنفسك، حاول أن تمنح نفسك وقتا للراحة، فالمرء عندما يعطي لنفسه حقها أيضا سيبدع في عمله.
• توقف عن ملاحقة “المثالية”: وسائل الإعلام جعلت من نجمات ونجوم السينما وأغلفة المجلات شخصيات مثالية، من حيث الشكل والقوام، الأمر الذي جعل كثير من الناس يرغبون بتقليدهم ليكونوا مثلهم. لكل منا مميزاته الخاصة التي وهبها الله لنا، لذا يجب تجنب المقارنات مع الغير، لأن تلك المقارنات تكون قاسية غالبا ولن تؤدي إلا لتقليل صورتنا أمام أنفسنا.
• توقف عن محاولة التحكم بالنتائج: تتضمن حياة المرء العديد من الأحداث التي لا مفر من وجود بعضها في حياتنا كخسارة من نحب إما بسبب الانفصال أو الوفاة أو ما شابه، كما أن البعض يخسر وظيفته. وكنتيجة لتلك الأحداث، نجد المرء يبدأ بلوم نفسه بقسوة معتقدا بأنه كان يمكنه تجنب حدوث هذا الأمر. على الرغم أن بعض الحالات يمكن تدارك حدوثها بالفعل، إلا أن هناك ظروفا لا نملك حيالها شيئا. علينا أن نتذكر بأن الأخطاء لا يمكن تعديلها وإنما يمكن التعلم منها، لذا فالقسوة على النفس لن تقدم أي فائدة تذكر. دائما نسمع عن نصائح تطالب بمسامحة الآخرين عن أخطائهم، ولكني أقول، سامح نفسك أولا وتعلم من أخطائك قبل أن تطوي صفحة الماضي وتفتح صفحة الحاضر لتخط أحلى العبارات لصفحة المستقبل.
تعليقات
إرسال تعليق