مجرد ذكر مصطلح الألم المزمن كفيل بأن يجعل المرء يشعر بالانكماش والرهبة. لكن لا بد وأننا جميعا نعلم بأنه يوجد الكثير من الأمراض التي تسبب آلاما مزمنة كآلام الظهر والشقيقة والتهاب المفاصل وغير ذلك من الأمراض الشائعة.
المشكلة بالآلام المزمنة التي تصيب البعض لا تقتصر على الجانب الجسدي فحسب، ولكن تلك الآلام يمكن أن تؤثر على الجانب النفسي للمرء، حسبما ذكر موقع “LifeHack”. وبالتالي لو كنت مرتبطا بإنسان يعاني من آلام مزمنة فعليك أن تدرك أشكال المعاناة التي يعيشها ذلك الشخص:
· الألم المزمن غالبا ما يكون ألما خفيا: ذكرت الدراسات أن ما يقارب من 96 % من الآلام المزمنة تكون آلاما خفية، بمعنى أن الشخص الذي يعانيها لا يملك إشارة ظاهرة على أنه يعاني ألما ما كأن يمشي متكئا على عكاز أو جالسا على كرسي متحرك. فضلا عن هذا فإن معايشة الألم لفترات طويلة تجعل المرء يعتاده لدرجة أنه قد يبتسم ويجامل الآخرين وهو يعاني آلاما حادة. وهنا يكون الشخص معرضا لسماع تعليقات مثلا “قاوم آلامك وتجاوزها” وما شابه وهي عبارة يجب أن نتجنبها كونها لا تعبر عن الواقع فالألم المزمن ليس مجرد رشح روتيني أو حتى كسر تعرض له المرء. لذا عليك أن تعي هذه النقطة ولا تقلل من أثر المشكلة التي يعاني منها، بل حاول أن تلطف الأمور من خلال إشراكه بأحاديث بعيدة عن آلامه.
· امكانية الإصابة بالاكتئاب: تبين أن ما بين 25 % إلى 75 % من الأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة يصابون بالاكتئاب الخفيف أو الحاد، مما يعني زيادة احتمالية انسحابهم من الحياة الاجتماعية والابتعاد عن أي نشاط من نشاطاتهم المعتادة. فضلا عن هذا فإن تواصلهم مع محيطهم سواء العائلة أو الأصدقاء يضعف مما يؤثر على استجابتهم للعلاج. لذا عندما تجده بدأ يبتعد عنك، حاول أن تتقرب منه ولو بطريقة غير مباشرة من خلال المكالمات الهاتفية أو حتى الرسائل النصية إن كان يرفض الزيارات.
· التعرض للإصابات دون سبب واضح: من الشائع لمن يعانون من الآلام المزمنة أن يتعرضوا للإصابة دون سبب محدد، علما بأن معرفة السبب يفيد من ناحية أن يجعل المرء أكثر حرصا في المرات القادمة. ومع مرور الوقت وعدم التعرف على مسببات الألم فإن المرء يعتقد بأن سوء الحظ هو المتسبب بهذا، ولكن سوء الحظ قد نربطه بعدم اللحاق بالطائرة التي ستوصلنا لوجهتنا وليس أن نعاني من الألم لسنوات طويلة. لذا لا تحاول التشديد عليه لمعرفة سبب ألمه، فالأغلب أنه أيضا لا يعلم وبالتالي لا داع لإحراجه وجعله يفضل تجنب الالتقاء بك.
· لوم النفس: من المحتمل أن يعتاد المرء على الألم بعد مرور فترة معينة عليه، وذلك كما يضطر البعض لأن يعتاد على الكرسي المتحرك فيما لو اضطر لاستعماله في وقت من الأوقات. لكن الألم لو حدث في مرحلة متقدمة ولم يكن موجودا منذ البداية فإنه من المحتمل أن يبدأ بلوم نفسه كلما حاول القيام بمهمة ما ولم يتمكن من إنجازها كما يجب. في هذه الحالة يجب أن تحاول أن تشعره بأن هذه هي إرادة الله ولا يجب أن تلوم نفسك عليها.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق