“إن قيمة كل واحد منا على قدر ايمانه بنفسه”
الأفكار مشلولة .. العقول مخدرة .. الأوفياء يعيشون الوحدة .. الشباب يائس ومنحرف .. كسروا الأقلام .. كمموا الأفواه .. هذه سمات هذا العصر
ليس من الممكن نيل الحرية والإحساس العرفاني والإخلاص الأخلاقي قبل أن يكون نظام الحياة نظاما يحرر الإنسان من قيد المادية ومن أسس الإقتصاد ومن الصراع.
“الاستحمار هو طلسمة الذهن وألهائه عن الدراية الانسانية والدراية الاجتماعية و أشغاله بحق أو بباطل ,مقدس او غير مقدس”
“اذا غير الانسان ذاته وطبيعته يصبح قادراً على تغيير مصيره ومصير تاريخه ولا يرتبط ذلك بالجسم والمال والمقام..بل بانسانية الفرد التي تبقى له فقط”
“كم من حرب باطلة بلا معنى تقع بيننا في هذا الزمان ,فيتضح عبثها بعد أنتصار أحد طرفي النزاع !!!”
عندما يفهم الشرقي أنه من جنس أدنى في الدرجة الثانية ويعتقد أن الغربي من جنس أعلى وفي الدرجة الأولي وصانع للثقافة فإن علاقته به سوف تشبه علاقة الطفل بأمه.
“من المسلم به، أن المجتمع الذي يرتبط بهدف عال، بعقيدة وإيمان، ويتفوق على كل قدرة، حتى ولو كانت القدرة التي تسيطر على "المنظومة الشمسية”
“وهكذا إذا كنا أصحاب عقيدة، فإنه متى ما وفقنا إلى أن نجتاز مرحلة الإيمان بنجاح فإننا سنكون صانعي أكبر حضارة. أما إذا لم نشعر بنقص فكرنا، أو لم تنكشف لنا قضية الإيمان والعقيدة، ولم نتضح طريقنا فنتعلمه، ولم نشعر بحاجتنا إليه، فإننا سنبقى محتاجين أرقاء للمنتجين، نعتمد على الحضارة الغربية، ونستهلك من انتاجهم.”
“ان اكبر قيم الانسان تلك التي بدأ منها وهي الرفض و عدم التسليم وما يلخص بكلمة "لا" حيث منها بدأ ادم أبو البشر . لقد اُمر ان لا يأكل من تلك الثمرة لكنه اكل فصار بعدئذ ادم وصار بشرا وهبط الى الارض ولولا ذلك لصار ملكا وصار غيره ادم”
“فحين يرى المثقف نفسه مشبعا بالعلم، وينال دراسات عالية، ويكتسب معلومات واسعة ورفيعة، ويرى أساتذة كبارا وكتبا مهمة، ويجد الآراء والنظريات البديعة ويتعلمها، يجد في نفسه رضى وغرورا، ويظن أنه بلغ من الناحية الفكرية إلى أقصى ما يمكن أن يبلغه الإنسان من الوعي.
وهذا انخداع يبتلى به العالم أكثر من غيره. إذ لا يظن الأستاذ، أو الفيزيائي، أو الفيلسوف، أو الصوفي الكبير، أو الأديب، أو المؤرخ أنه يمكن أن يكون لا شيء من الناحية الفكرية، وأنه في مستوى العوام أقل شعورا. وحتى الأمي الذي لم يأنس الخط أرقى منه منزلة في الدراية الشخصية، وفي معرفة المجتمع، ومعرفة الزمان لكنه كذلك.
إن كون العالم جاهلا وبقاء المثقف عاطلا عن الشعور، أو إعطاءه العناوين والألقاب البارزة، كالدكتور والمهندس والبروفيسور وامثالهم لحالة مؤلمة جدا، فيما إذا كان فاقدا للفهم والنباهة والشعور بالمسؤولية تجاه الزمان، وحركة التاريخ التي تأخذه معها هو والمجتمع.”
“إن أي قضية فردية أو اجتماعية، أدبية كانت أم أخلاقية أم فلسفية، دينية أو غير دينية تعرض علينا، وهي بعيدة عن "النباهة الإنسانية" و "النباهة الإجتماعية" ، ومنحرفة عنهما، هي استحمار، قديم أو جديد مهما كانت مقدسة والسلام”
“إن أكبر قيم الإنسان، تلك التي بدأ منها، هي الرفض وعدم التسليم، وما يلخص بكلمة "لا"، حيث بدأ منها آدم أبو البشر.
لقد أمر بأن لا يأكل من تلك الثمرة، لكنه أكل، فصار بعدئذ آدم، وصار بشرا، وهبط إلى الأرض؛ ولولا ذلك لصار ملكا، وصار غيره آدم.
وأول ما يبدأ آدم بهدمه في حياته اليومية هو التمرد، التمرد الذي يجعله مشابها لربه في الكون؛ لماذا؟ قد يكون من أجل دين، وقع للوفاء به سفتجات على مدى سنتين أو ثلاث أو أربع، ولا يمكنه الإنكار بعد ذلك ولا يسعه إلا أن يقول، عند المطالبة به: سمعا وطاعة.
ومن هنا، نرى أن صفته الإلهية تذهب ضحية ثلاجة أو دار أو سيارة، وهذا الإنسان لا يدري أي شيء خسر وأي شيء ناله بدل الذي خسره، ولا يدري بأي شيء يتلذذ، وكم هو قدر لذته بنعمة السيارة التي ضمن من أجلها بعدم استسلامه، وقابلية ألوهيته، وكونه خليفة الله في أرضه حتى يساوي لذة تمرده ورفضه.
لاشك بأن من أدرك لذة التمرد والرفض والنباهة لن يبدلها بأي شيء، ولن يبيعها مهما غلا الثمن.”
“النباهة إذا نباهتان:نباهة نفسية أوفردية ونباهة اجتماعية.”
“إن الإيمان بالنفس, يوفر للإنسان شيئا واحدا هو الوعي النفسي”
“الحرية الفردية آداة تخدير كبرى لإغفال الحرية الاجتماعية، حيث النباهة الاجتماعية القضية ذات الأهمية الكبرى.”
“الزهد نوع من الاستحمار، لأنه يأمر الانسان أن يترك حقوقه الاجتماعية، وحاجاته الطبيعية جانباً، ويقطع حبل الأمل منها جميعاً! ويبقي الإنسان مرتبطاً بحاجات بسيطة جداً، لا تتجاوز حاجات الحيوان.”
“ولم نشعر كيف صار الأمر حتى بلغت بنا الحالة بعد عشر سنوات إلى هذا الحد! ولم نشعر بما خسرناه مقابل هذه التغيرات والتطورات! إذ أي شيء يمكن أن يلفت انتباهنا إلى أن الإنسان القريب من الله قد بلغ من الانحطاط حدا جعله يحفل ويأنس بالرذائل. أي شيء يمكن أن يلفت انتباهك إلى ما ضحيته مقابل هذه التلهيات والألعوبات؟ أي أحد وأي نداء وأي صوت يمكن أن يشعره، ينبهه، يفتح عينيه، ويهزّه؟ ؟ فإذا كانت العين والشعور والمعرفة وكل المقاييس تـَرِدُنا منهم، وتحمّل علينا من ناحيتهم، فنأنس باللون الذي يحملونا على الأنس به، ونستذوق الطعام الذي يستذوقونه لنا. فمن الذي يقدر بعد ذلك أن يُشعرنا بما خسرناه، وبما بقى مجهولا مقابل تلك الأمور؟”
“أقول إنه كما تصنع الاواني اليوم من مادة المطاط, بعد وضع مادتها الخام في جرة, فتذوب, ثم تصب في حفر أعدت على أشكال الأواني, ليستنتج منها الإبريق والقدح والكأس وغير ذلك من الادوات التي تعرض في السوق للبيع؛ هكذا أخذوا يصنعون الإنسان!”
“إنهم ينادون بالحرية الفردية ويدعونك لها من أجل تمويه الأذهان والغفلة عن النباهة الاجتماعية، حيث يرى غلإنسان نفسه حراُ من الناحية الفردية فى غذائه وشهواته. كقفص فيه طير ،وقد وضع فى صالة مغلقة تماماُ، ثم فتح باب القفص. إنه شعور كاذب بالحرية.. لأن الأسير الذى يعلم أنه مأسوريحاول أن يطلق نفسه ويتحرر من الأسر ، بينما الذى لا يشعر أنه أسير ويشعر بالحرية فشعوره وهم وكذب..”
“إذا لم تكن حاضر الذهن في الموقف فكن أينما أردت، المهم أنك لم تحضر الموقف، فكن أينما شئت، واقفاً للصلاة أم جالساً للخمرة، كلاهما واحد.”
“فالمعرفة النفسية إذا, أو الدراية الفردية, أو النباهة الموجودة عند الفرد, بالنسبة لنفسه, هي فوق معرفة الفلسفة والعلم والصنعة.”
“إنهم ينادون بالحرية الفردية ويدعونك لها من أجل تمويه الأذهان والغفلة عن النباهة الاجتماعية والحرية الاجتماعية، حيث يرى الإنسان نفسه حراُ من الناحية الفردية فى غذائه وشهواته. كقفص فيه طير ،وقد وضع فى صالة مغلقة تماماُ، ثم فتح باب القفص. إنه شعور كاذب بالحرية.. لأن الأسير الذى يعلم أنه مأسور يحاول أن يطلق نفسه ويتحرر من الأسر ، بينما الذى لا يشعر أنه أسير ويشعر بالحرية فشعوره وهم وكذب..”
“إن الحضارة الاستهلاكية هي أسوأ أو أقبح من الوحشية و الهمجية !
نعم ان الذي يتحضر في الاستهلاك فقط فانه دون الوحشي , لماذا ؟
لأن الوحشي لا يعدم الأمل في تحضره عن طريق الانتاج , لكن المستهلك من غير انتاج يعدم الأمل به طبيعيا”
“إن الشيء الذي ينجي الإنسان والأمة من شؤم الاستنزاف الفكري في طريقته القديمة والحديثة، هو النباهة الإنسانية، التي يتحدث عنها الدين الراقي الذي تجاوز العلم، والدراية الاجتماعية التي تتحدث عنها الرسالة العقائدية النبوية.”
“لا شك ان الجيل الذي يحتقر نفسه بنفسه يكون حقيرا حقا، فسياسة الاستعباد والاسترقاق، تقتضي التحقير اولا، اي ان ُيحْتَر الذي ُيراد استرقاقه، حتى يظن انه من طبقة دنيا وأسرة منحطّة، ثم يتقبل الذل بكامل الرحب، ويلجأ للعبودية والاسترقاق.”
“إن الدرايتين النفسية والاجتماعية هما الشيء الوحيد الذي باستطاعته أن ينجي الإنسان من هذه البلاهة المتطورة الحديثة المغرية.”
“الزهد نوع من الاستحمار، لأنه يأمر الانسان ان يترك حقوقه الاجتماعية ،وحاجاته الطبيعية جانبا، ويقطع حبل الامل منها جميعا ، ويبقي الانسان مرتبطا بحاجات بسيطة جدا ، لا تتجاوز حاجات الحيوان، وكذلك يسلب الزهد من النفس درايته النفسية، ويمسخه حقه من التمتع كإنسان، بجميع المواهب والنعم، التي خلقت له في الدنيا، وفي النهاية يسبب الزهد حيلة لصاحبه للانزواء والقناعة والاكتفاء بالقليل من الطعام ، وباختصار يدعو الزهد الناس جميعا لترك حقوقهم والتخلص من حطام الدنيا لصالح اعدائهم , ولهذا نرى الزهد وسيلة لتنفيذ الظلم.”
تعليقات
إرسال تعليق