تختلف الأسباب التي يسعى المرء من خلالها للشراء، فنجد بأن الشخص العملي لا يشتري إلا ما يحتاج له، بينما نجد بأن آخرين يحبون الظهور، وبالتالي نجدهم يشترون ما يحتاجونه وما لا يحتاجونه من أجل التباهي أمام الناس، الأمر الذي قد لا تكون حالتهم المادية تسمح لهم به مما يغرقهم في الديون التي هم في غنى عنها.
العقلية الاستهلاكية التي أصبحت شائعة في عصرنا الحالي كان لها عدد من النتائج السلبية مثل اضطرار المرء العمل لساعات أطول من أجل تغطية مصاريف تعد في واقع الأمر من الكماليات. وبسبب هذا أصبح المرء، بحسب موقع “LifeHack”، لا يجد الوقت الكافي للجلوس مع عائلته والتحدث معهم. أيضا أصبح الكثير من الناس يضطرون للاستدانة لتغطية مصاريفهم، الأمر الذي يثقل كاهلهم بالمزيد من الالتزامات.
فيما يلي عدد من الأسئلة التي يجب أن نطرحها على أنفسنا قبل أن نقوم بشراء الحاجيات التي قد تكون مجرد كماليات لا نحتاج لها:
- هل أنت بحاجة فعلا للشيء الذي تنوي أن تشتريه أم أن الشيء الذي دفعك لشرائه أن هناك عرضا أدى لتخفيض سعره؟ في كثير من الأحيان، قد نشعر بأننا نحتاج بالفعل لذلك المعطف الجميل، لكن تمهل قليلا واعلم أنه لو كان لديك معطف آخر في المنزل فقد لا تكون بحاجة لمعطف جديد. العروض التي تقدمها بعض المحلات لزبائنها أو ما يسمى بالتنزيلات تكون ذات قيمة في حال اشترينا ما نحتاج بالفعل، لكن أن نشتري السلعة لمجرد أن المحل قام بخفض سعرها فهذا لا يعني سوى حمل المزيد من الأعباء المالية.
- هل يمكنك الحصول على تلك السلعة بسعر أقل؟ رغم التنزيلات التي تقدمها العديد من المحلات، إلا أن المستهلك في كثير من الأحيان يستطيع الحصول على سعر أفضل في مكان آخر. فعلى سبيل المثال؛ لطالما اشتكى الكثيرون من أن السلع المختلفة في المحلات المفتوحة ضمن ما يعرف بالمولات تكون أعلى سعرا من نظيراتها المحلات المفتوحة بشكل منفرد في السوق. لذا قبل أن تشتري فكر فيما إذا كان المكان الذي تشتري منه مناسبا لقدراتك المادية أم أنه يمتاز بغلاء الأسعار وبالتالي قد يمكنك الحصول على السلعة نفسها من مكان آخر.
- هل يمكنك تحمل أعباء شراء تلك السلعة؟ يخوض البعض سباقا لا ينتهي في حياتهم من أجل الحصول على كل ما هو جديد في السوق بغرض مجاراة الزملاء في العمل أو الجيران أو ما شابه. لذا فإن كنت ممن يخوضون هذا السباق، فاسأل نفسك هل يمكنك تحمل أعباء دفع مبلغ معين لقاء شراء هاتف خلوي جديد، علما بأنك يمكن أن تشتري هاتفا خلويا آخر بمواصفات أقل ويؤدي الغرض الذي تحتاجه.
- هل تشتري بسبب حالة نفسية معينة تمر بك؟ إذن فقد مر يوم سيئ في العمل، فالمدير يكلفك بمهام إضافية، فضلا عن هذا فقد حدثت مشادة بينك وبين زميل لك الأمر الذي أدى لشحن الأجواء بينكما طوال فترة دوام ذلك اليوم. لذا، وبعد انتهاء الدوام تجد في نفسك الرغبة في تناول الطعام في أحد المطاعم لتعديل مزاجك، ومن ثم تقرر الذهاب للتسوق بما أن المطعم الذي ذهبت له يقع في المول وبالتالي لم لا تقوم بجولة على المحلات لشراء ملابس جديدة تحسن مزاجك أكثر وأكثر؟ الواقع أن هذه النوعية من الشراء وما شابهها تعد الأسوأ نظرا لما يتبعها من ندم على إنفاق مبلغ كبير من المال بدون وجود أي داع يستلزم إنفاقه. عندما لا تكون حسن المزاج تذكر أن تفكر جيدا قبل شراء أي سلعة، ولو كنت محتاجا لها بالفعل حاول أن تؤجلها لليوم التالي، وترى كيف شعورك نحوها عندئذ.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق