لا أحد تقريبا يحب النقد، فالنقد بالنسبة للكثيرين عبارة عن إهانة شخصية للمرء ولما يقوم به في نظر كثيرين. هذا الموقف “المسبق” من النقد يجبر البعض على تجنب تجربة أي شيء جديد ما لم يكونوا على ثقة 100 % بأنهم سينجحون به بالشكل المتوقع منهم. هذا الشعور بالخوف من النقد، إن جاز لنا التعبير، يدفع المرء لتجنب كافة أنواع النقد حتى البناء منه، حسبما ذكر موقع “OMTimes”.
لعل العصر التكنولوجي الذي نعيشه ساهم بزيادة الخوف من النقد لدى البعض، نظرا لإتاحة العديد من الوسائل التي تسمح لأي مستخدم بتوجيه انتقاداته لأي شخص بسهولة ويسر. لكن وعلى الرغم من هذا فمن الضروري عندما يتعرض المرء للنقد أن يحاول التوقف قليلا والنظر للصورة كاملة، فربما يحمل النقد الموجه إليه شيئا من الصحة.
عند الحديث عن النقد ينبغي علينا أن نعلم بأنه ينقسم إلى قسمين؛ النقد البناء: وهو ذلك النقد الموجه للمرء بقصد الإصلاح والتحسين ويتم بطريقة لبقة وودية بشكل لا يشعرك بأنه نقد وإنما مجرد نصيحة يمكن الأخذ بها إن شئت. أما النقد الهدام: فيأتي بطريقة تدل على استياء الشخص ورغبته في التقليل من شأن إنجازك، بل وربما يقدم انتقاده عن طريق عبارات جارحة أو منفرة لأقصى حد.
النية التي يحملها من يقوم بالنقد الهدام تكون مبنية على رغبته بالظهور وبتأكيد تفوقه لنفسه وللآخرين، لذا غالبا ما تكون مؤشرات النقد الهدام عندما يوجه في الأماكن العامة أو ضمن جلسات الأصدقاء وما شابه.
من حسن الحظ أن تقبل النقد بنوعيه من الأمور التي تعود لك كمتلقٍ، فإما أن تتقبل النقد وتعتقد بصدقه وتسمح له بتثبيط معنوياتك وبالتالي تبدأ بتجنيب نفسك عناء “المغامرة” بتجربة شيء جديد، أو عدم أخذ الأمور بشكل شخصي ومحاولة التوقف واستيعاب الصورة الكاملة للموقف، سواء النظر لإنجازك من جهة والنظر لطبيعة الشخص الذي وجه لك الانتقاد ومحاولة الاستدلال العقلاني للنقد الذي وجهه، هل يقصد منه تنبيهك بالفعل؟ أم يقصد الانتقاص من إنجازك. لكن عند محاولة الاستدلال احذر الانزلاق في طريق التسرع وأن تقع بخطأ آخر من خلال حكمك على كلامه بأنه انتقاد هدام دون التأكد مما إذا كان يحمل شيئا من الصحة وهل ينطبق عليه صفات الانتقاد الهدام التي ذكرناها أم لا.
من الأمور الأخرى التي تجب ملاحظتها أنه حتى الانتقاد الهدام قد يكون بناء في داخله ولكنه تحول لانتقاد هدام بسبب اللهجة العدوانية التي عرض بها. لذا تذكر أنك لو وجدت شيئا من الصواب في انتقاد ما أن تستفيد منه وتترك الباقي، فكما ذكرت منذ قليل أن مسألة تقبل النقد وتأثيره السلبي أو الإيجابي يعود على المتلقي نفسه فقط.
من الأمور الأخرى التي يجب أن نعيها، أن النقد الهدام لا يعبر عن واقع المتلقي وإنما يعبر أكثر عن من وجه الانتقاد. لذا عندما يوجه أحدهم نقده بعنف وكلمات قاسية، فهذا يدلنا أكثر على طبيعته وكيفية تلقيه لما أنجزنا. عندما تترسخ هذه الحقيقة بداخلنا فسنتحرر من الخوف من التعرض للنقد الذي لو استمر معنا سيعيقنا عن تجربة ما من شأنها الارتقاء بأنفسنا.
تعليقات
إرسال تعليق