يمتلك المرء في طفولته شخصية معينة لديها الصفات المحببة والعيوب الصغيرة، وبين هذه وتلك تتحدد سلوكياته كإنسان صغير. وعندما يبدأ بالتقدم في السن، تبدأ تجاربه الحياتية وعلاقاته مع من حوله بنوع من إعادة تشكيل سلوكياته، مع الاحتفاظ ببعض منها لتتشكل صفات شخصيته النهائية.
المشكلة أنه مع تقدم المرء بالسن، فإن يكتسب القدرة على إخفاء عدد من سلوكياته بشكل اصطلح على تسميته “المجاملات”. فالمرء، وطبقا للموقف الذي يمر به، يلجأ لإخفاء بعض من سلوكياته التي لا يراها ملائمة بالنسبة للآخرين بحسب اعتقاده ويقوم بمجاملتهم، البعض يقوم بهذه المجاملة إرضاء للناس من حوله لو كانوا يخالفونه الرأي، أو أنه يقوم بالمجاملة بحثا عن مصلحة ما تعود عليه لاحقا.
ورغم أن تلك القدرة على إخفاء بعض السلوكيات تعد من المهارات التي يكتسبها المرء خلال سنوات حياته، إلا أن هذه القدرة قد تؤثر سلبا على علاقات المرء بغيره وعلى تقدمه ونجاحه، حسب ما يرى موقع “lifehack”.
ويحتاج المرء لأن يكون على طبيعته، بدون أن يؤذي أحدا بالطبع، ولكن عليه أن يحرص على أن يكون نفسه بدون أن يسعى لمجرد إخفاء بعض الصفات طبقا للموقف الذي يمر به، وحالما ينتهي ذلك الموقف فإنه يعود لطبيعته التي لا يريد إظهارها. لذا لو كنت ترى بأنك تحمل سلوكيات تحتاج لتغيير فاسعَ للتخلص منها وليس القيام بإخفائها فقط.
يكتسب المرء عندما يكون هو نفسه في المواقف العديد من الميزات منها:
- تجذب مجموعة الناس المناسبين لك: عندما تكون نفسك، فإنك ستجذب نحوك الأشخاص الذين سيقفون معك في نجاحات وأيضا سيكونون إلى جانبك عندما تتعرض لإحدى صعوبات الحياة. ورغم أنه يبدو أن من الذكاء التعامل مع الشخص بطريقة معينة في بعض الأحيان، إلا أن التعامل بشخصية مجاملة سيجعل الناس لا ينجذبون لك نظرا لكون المجاملة، وإن نجحت مرة أو أكثر فلن تنجح للأبد وبالتالي ستحرم نفسك من أن تكون على طبيعتك واكتساب العلاقات التي تستطيع مساعدك عندما تحتاج لهم.
- ستقابل شريكة حياتك: لكل منا صفاته المميزة التي تروق للبعض حتى وإن كانت لا تروق للبعض الآخر. هذه الصفات المميزة كفيلة بأن تجعلك تلتقي بشريكة حياتك التي تكمل معك مشوار الحياة بصعوده وهبوطه. بينما لو كنت تصر على إخفاء بعض من سلوكياتك فقد تجذب لك الإنسانة التي تعجب بصفاتك التي تحاول تبينها، مما يجعلها تعيد حساباتها كلما اقتربت منك أكثر، وهذا ينطبق عليك أيضا لأنك بالنهاية سترغب بأن تسمع عبارات الإعجاب بشخصك الحقيقي، لا بالشخصية التابعة لحدث معين.
- ستنال ثقة الآخرين: عندما تتصرف على طبيعتك فإنك ستمنح من حولك أسلوب تعامل ثابتا، لا يتبدل بتبدل المواقف. هذا الأمر يكفل لك الحصول على ثقة الآخرين واهتمامهم، لأنهم يجدون لديك النصيحة التي تقدمها بدون غاية أو رغبة بمكسب ما. هذا الأمر سيعمل على زيادة ثقتك بنفسك ونجاحك في مجالات حياتك المختلفة.
- ستحصل على نوم هادئ: عندما يكون الإنسان على طبيعته، التي لا تسبب الأذى للآخرين، فإنه يكون راضيا عن نفسه وعن تعاملاته مع من حوله، وبالتالي فإن هذا سيقلل من شعوره بالقلق وسيسمح له بالحصول على نوم هادئ بدون تفكير زائد بالخوف من المستقبل وما سيحمله الغد من أحداث.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق