القائمة الرئيسية

الصفحات

أخطاء ترتكبها بحق نفسك كل يوم



 قد يخفى على البعض حقيقة أن العقل يخطئ في كثير من الأحيان، وربما في أوقات لا يشعر صاحبه بها، فعلى سبيل المثال قد يقع عقلك في عدد من الأخطاء خلال قراءتك لهذه السطور!! السبب بهذا يعود لكون العقل يمتلئ بالانطباعات المبنية على تجارب سابقة، فالتجارب والخبرات تشكل الاتجاه الذي تبنى عليه طريقة تفكير المرء، بحيث يصبح مع مرور الوقت كمن ينظر للحياة عبر شقوق شبك منصوب أمامه، بدون أن يسمح لنفسه في كثير من الأحيان من التأكد من وجود هذا الشبك أم لا، حسب ما ذكر موقع "LifeHack".
من خلال ما سبق، يمكن أن نستنتج بأن تجارب وخبرات المرء، تؤدي لسجنه في قالب معين، هذا القالب يدفعه للخطأ في تقدير بعض الأمور، والمشكلة أن تلك الأخطاء قد تحدث بدون أن يشعر المرء بحدوثها أصلا، مما يمنعه من تصحيحها كما يحدث مع بقية أخطائه.
في ما يلي عدد من أهم الأخطاء التي يقع بها العقل والتي تحتاج من المرء أن يتعلم أن يتعامل بنوع من اليقظة تجاه أفكاره ومعتقداته ليتمكن من تدارك هذه الأخطاء:

 اعتبار أن تجنب المتاعب أولى بالاهتمام من الحصول على الراحة والمتعة: في بعض الأحيان قد نسمع عن عرض أحد الأفلام الحديثة في دور السينما، الفيلم الذي نال دعاية رهيبة حول مدى نجاحه، الأمر الذي يشجعنا على الذهاب وشراء تذكرة والجلوس لمشاهدته. المشكلة أنه فضلا عن أن الأذواق لا تتشابه، فإن الترويج الدعائي قد لا يكون مصيبا دائما، وبالتالي قد تجلس لنصف ساعة أو ساعة وتكتشف أنك لم تشعر سوى بالملل. لكن نظرا لطريقة التفكير التي اعتدنا عليها، فإنك لن تترك الفيلم وستشاهده للنهاية حتى تشعر بأنك لم تدفع ثمن التذكرة هدرا، رغم أنه يمكنك الاستمتاع بالقيام بأشياء أخرى تروق لك. يقول "علم التطور الإنساني" إن اعتياد المرء على تجنب المتاعب (كتجنب الإحساس بالضيق لدفع تذكرة بدون أن تشاهد الفيلم) بدلا من البحث عن فرص أفضل (كالخروج من السينما والقيام بنشاط آخر) مكن المرء من النجاة، كنجاة الإنسان في العصور القديمة من الحيوانات المفترسة، وهذه المعتقدات انتقلت مع المرء عبر الأجيال المختلفة. لكن يجب علينا أن ندرك بأن العصور تغيرت، وأن البحث عن وسائل الراحة أصبح ممكنا ومقدما على كثير من الأمور الأخرى.

 تتوقع الاحتمالات: لنفترض بأنك تمسك عملة حديدية وتريد رميها، فنسبة أن تستقر على وجهها الخلفي تعادل 50 % والأمر نفسه بالنسبة للاستقرار على وجهها الأمامي. لنفترض أنك رميت العملة الحديدية 20 مرة وفي كل مرة كانت تستقر على وجهها الأمامي، فهل هذا يعني أنها في المرة المقبلة ستستقر بالتأكيد على وجهها الخلفي؟ بالطبع لا. ما نفهمه من خلال هذا المثال أن الاحتمالات لا تتغير، فحتى لو جاءت النتائج متطابقة 70 مرة متتالية، فالمرة الـ71 ستكون الاحتمالات 50 % جهة و50 % من الجهة الأخرى. ورغم أن معظمنا نعرف هذه الحقيقة، إلا أن عقولنا ما تزال تميل لتوقع الأحداث بناء على خبرات سابقة. لتجاوز هذا الأمر، يجب أن تلجأ لإيقاظ العقل من خلال الاسترخاء وأخذ نفس عميق، فهذا النفس يجبر العقل على التوقف لبرهة وإعادة استكشاف البيئة المحيطة ومن ثم إدراك طبيعة الوضع بشكل أكثر عمقا عما كان عليه في السابق.

السماح بالتلاعب بانطباعاتك: لنفترض بأنك ذهبت لأحد المولات ووجدت بأن أحد المحلات يعلن عن تنزيلات 50 % على جميع القمصان المعروضة.. لا بد وأن العرض سيكون مغريا لك حتى وإن لم تكن بحاجة للقميص فعلا. لنفترض أنك وجدت قميصا سعره الأصلي 40 دينارا، وبعد الخصم أصبح 20 دينارا فقط، لكن وبعد أن اشتريته وجدته معروضا في محل آخر بسعر 20 دينارا بدون أي خصومات، هنا ستشعر بأن العرض لم يكن مغريا فعلا. يعود هذا الأمر لكون العقل اعتاد على اعتبار أن المعلومة الأولى التي يحصل عليها تكون الأهم وبمثابة المرجع الذي ينبه عليه باقي التفاصيل. هذه الحقيقة يعتمد عليها الكثير من المحلات التجارية التي تقوم بذكر السعر المرتفع أولا ومن ثم توضح السعر بعد الخصم لتجبر العقل على إجراء المقارنة، فلو وجدت بنطالا سعره الأصلي 100 دينار، وبعد الخصم أصبح 30 دينارا فقط، ستجد بأن شراءه يعد انتصارا لك، بينما لو رأيت البنطال نفسه بـ30 دينارا، ربما تشعر بأن سعره مرتفع وستفكر بمدى حاجتك له أصلا!! الحل يأتي أيضا عن طريق اليقظة والانتباه للحظة الحالية التي تعيشها، حتى لا تقوم باتخاذ قرارات صادرة عن عقلك الباطن وليس بوعي كامل منك.

علاء علي عبد

Reactions

تعليقات